كلمة إلى أمي الحبيبة قلت سابقا بأني أصغيت الى كل من يهمس في الوجود... وقرأت كثيرا من الشعر هنا وهناك فهمت البعض والبعض كان مبهما... حتى أني غنيت في سري ولكن المسافات كانت مؤلمة... هنا أمزج الحزن بقليل من الفرح...جاء عام هجري جديد يا أمي... وأنت ذكرى أمامي يا أمي......
محمود إدلبي
يوم بعيد عن الوطن صباح الخير من جارة الوطن بلاد الياسمين... اليوم هذا الصباح هادئ...نوعا ما...والشمس سعيدة... بعدما كان المساء معكرا بأصوات القذائف الحنونة الصديقة والتي دائما تُمَسِينا... لقد إعتدنا على أصواتها فأصبحت جزءا من يومنا... مثل خبزنا اليومي الذي لا يمكن أن...
إنها أمي آه يا أمي...كم مرة بكيت في سري....طويلا...وطويلا... وفي عزلتي...ووحدتي...ونومي ...ويقظتي... يوم ذهبت أخذت كل ما أملك معك ولم يبقى شيء سوى دموعي... وبالرغم من ذلك ما شكوت أبدا لأني أحفظ ذكراك في ذاتي... وعندما يهطل الغيث من السماء أتذكرك لأنك كنت تحبين...
الأيام تمر علينا مظلمة قاتمة...أليس هذه حالة غريبة...بالرغم من الشمس التي ترسل أنوارها...وبالرغم من القمر الجميل الذي يسبح في السماء...لماذا لا أحد يهتم حتى بإشعال شمعة...بيروت كما نراها اليوم تذوب...والسياسي بكل وقاحة يجلس ويحلل ولا يهتم بما يجري...نعم الكل...
وقف في الشارع والحيرة تظلل كيانه... في صباحه كان بالأمس كأنه يشير الى أحد الكواكب... فجرا تذكر ماضيه فكتب جملة ثم توقف... ولن يفتح كنز ذاكرته اليوم إنه يعلم بأن شيء ما ينزف فيه بصمت... على فكرة لم يكن عابر سبيل في يوم ما... كان واضحا في رؤيته ونظرته الى الأمور... لا...
إنه أخي... حروف تبحث عنها لتؤلف منها كلمة بها تخرج ما في ذاتك... وكل شيء يطفوا هنا وهناك فلا تستطيع أن تلملم أفكارك... وهنا العواطف مخدرة...ولكن لا تستطيع أن تتجاهلها... وتنظر الى الدنيا اليوم...وتطرح على ذاتك ألف تساؤل وتساؤل... ولكن يبقى في القلب اليوم ثقب عميق لن...