بعض البلسم يداوي.. ولا يشفي

بواسطة | 18 مايو 2019 | مقالات | 10 تعليقات

بعض البلسم يداوي.. ولا يشفي

إبراهيم يوسف – لبنان

في التعقيب على “دموع الصناديد”

للصديقة الكريمة

شهربان معدي من الجليل

حينما تعجزُ قدرتنا عن مساعدةِ الآخرينْ

ليتجاوزوا محنتَهم..؟

فمن العيب والحرام أن نحملَ عليهم

ونهدرَ ما بقيَ من كرامتِهم

فلا يجوزُ “للقويّ”.. مهما كانتِ الدواعي

أن يشهِّرَ بمعاناةِ وخيبة المهزومينْ

لا سيّما عندما لا يكونُ القويُّ من المتضرّرينْ

من يدري..؟ ربما لو عشنا ظروفَهم

لكُنّا من عدادِ هؤلاء الضحايا المُعَانِيْنْ

هذا ما تعلمتُه من الدَّرسِ الأخير

في صفِّ الصحبة الرَّصينة المُقَدَّرة

وشهامة المترفعين.. المحترمين

C:\Users\ibrah\Desktop\thumbnail_IMG_4530.jpg

بِعْ أقراط أختي الصغيرة

وأرسل إليّ نقوداً يا أبي

لأشتري محبرة

فحياتي عبودية وانتظار

أعِدْ إليَّ طفولتي يا أبي

وضحكاتي القديمة

على شجرة الكرز وصندلي المعلق

في عريشة العنب

لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري

محمد الماغوط

في زمن المساواة “والوتس آپ، والسوشي”، وعطر تاهيتي والمثليّة وعريِ النساء، وفي عصر “البرغر” ومُكَيِّفات الهواء..؟ لا زال  صاحب عربة “الكاز” يجرها بغلٌ عجوز، يطلق منفاخ بوقه وهو يجوب أحياء الحارة، فلا يجد لنفسه قلة من الزبائن. لكنه لم يقطع الأمل بعد.. ولا يصدِّق مع شهادتِه على العصر..؟ أنّ الدنيا تغيَّرت وتحولت حضارة الكاز إلى طائرات نفاثة تجاوزت في سرعتها الصوت. فلا المشاة ولا الراكبون على دوابهم بعد اليوم سيبلغون جنة الفردوس.  

هكذا؛ لم يسلِّمْ أبو جعفر أن “بابور الكاز”، انقرض وتقاعد من مسؤولية الطبخ وانتهت صلاحيته من زمان، حينما أوكل أمره إلى الغاز والكهرباء “والميكروويڤ”.. وطاقة الشمس. لكن؛ ما زال يراوده الأمل والحنين إلى الماضي، فلم يتوقف عن التجول بعد، وعن إطلاق بوقه معلنا عن قدومه كل صباح، دون أن أتوقف بدوري عن الإحساس بالخيبة والحسرة على انقضاء الرجاء من الكاز والعودة إلى الوراء، بينما الزمن كالطائرات النفاثة، لا يتراجع أبداً ولا يعود إلى الخلف.

والزّمن أيضا يكاد يتجاوز واقع المحمول والحاسوب، “والفاهيتا” وغزل البنات.. وتوليد الجراثيم وعلم الحياة، وكل ما تمخض عنه الفكر البشري الخلاق. هذا الإله الإنساني القادر على هيأة الله ومثاله! لا ندري متى يتحول نشاطه إلى آفاق جديدة ولا نعرف أين ومتى وكيف؟ وهل سيصل المخلص المنتظر ويعفينا من مسؤولية التفكير؟ أم يأتي يوم على أطراف الزمن الآتي من بعيد، ويمكن معه أن نستعيد فيه موتانا إلى الحياة..؟ أم تتواصل متاهة الزمن المقبل والتقدير المستحيل؟

في عيادة العيون تبسمتْ لي الممرضة الشابة، وأنا أترك للطبيب بطاقة معايدة لمناسبة رأس السنة، فأقرأ حيرة وتردُّداً في عينيها الناعستين، وأبدي لها أسفي حينما لم أرسل البطاقة بالوتس آب، لأنني لا زلت لا أقتني الهاتف المحمول.

أما طشاري رواية التِّيه والشتات والشعور الإنساني العميق. للكاتبة العراقية إنعام كجة جي، وفيها يتمزق شمل العائلات بعد الغزو الأميركي للعراق. وحينما يعصف الحنين بقلبِ جدَّةٍ لاجئة في كندا، لكي تزور قبر زوجها في بغداد..؟ يبتكر لها حفيدها “اسكندر” مقبرة إلكترونية، ويخصص لكل فرد من موتى السلالة المبعثرة في قارات الأرض قبرًا خاصًا به.

ثم يخصص موقعا للمقبرة على شبكة الأنترنت، ويعلِّم جدَّته الطبيبة العجوز كيف تحرِّك “الماوس” لتدخل إلى المقبرة، وتزور قبر جده كلما داهمها الحنين. ويعلمها أيضا كيف تعتني بالقبر، وتغرس بجانبه ما تشاء من النبات، وتروي تربته لئلاّ تذبل الرياحين، وكيف تغيِّر مواقع القبور لحميمية الجوار!؟ وطفل النت المنكود لم يتعلَّم ولا يدري بعد أن قيمة الإنسان الحقيقية، أن يموت في وطنه وأن يحتضنه ويحنو عليه تراب أرضه، ليدفن بين من سبقه من أهله وعشيرته وبنيه.

وهكذا أيضا يا صديقتي التي تدرك جيدا معنى ما أقول، تبقى نكبة الأفراد أقل إيلاما من “طشاري”، وشتات الشعوب ومحنة انتماء البشر في سائر جنبات هذا الكوكب المنكود. فإن كان محمد الماغوط “لا يضع ملاءة سوداء على شارات المرور ويناديها يا أمي، ولا يرسم على علب التبغ الفارغة أشجارا وأزهارا ورياضا وأطفالا سعداء ويناديهم يا وطني”!؟ فكيف لفكر الطفل العنكبوتيّ المنحوس، أن يبتكر مقبرة لجدته على النت، لتزور ضريح جده كلما استبد بها الحنين.!؟

في فترة التحول التِّقَني بين جيلين مختلفين من الطائرات، ونحن مهددون بالصرف من الشركة حيث مارست عملا آلويا، وكان كل ما تعلمناه على الطائرات القديمة لم يعد يجدي أو ينفع في شيء. ورافق شعورنا هذا كثير من خيبات الأمل، كالتهديد بالصرف تعسفا، ومرارة ما بلغناه من سوء الأحوال، وما يترتب من الانعكاسات السلبية على وضعنا العام.

فترة النوم من أسوأ وأصعب الأوقات التي كانت تمعن في تهديدي وإحباطي، وأنا أرى في نومي حافلة النقل الجماعية، التي كانت تقلنا من محطات التجمع إلى الشركة، أنها تجاوزتني وأسرعتْ بالابتعاد عني، وأنا أعدو وراءها ملهوفا مقطوع الأنفاس والعرق يتصبب مني، لأتعلق بالحافلة لكي تقلني إلى عملي، فلا يضيع مستقبل أولادي في المدارس والجامعات.

الاتصالات الوسيلة الحديثة وما يواكبها؟ قتلت سعادة الطفل الذي كُنتُه، وحرمتني المشي حافيا في البراري والحقول. تلك هي ضريبة الآلة نسددها من أرواحنا ودموعنا. لتبقى العودة إلى الماضي لا تخلو من بعض البلسم يداوي.. ولا يشفي.

ولئن كان الشتات قاسيا تنوء بحمله القلوب..؟ وكانت الزينة وكل مصابيح شهر الصوم في رمضان تضيء الشوارع. لكنها لم تعد كافية لتبهج قلبي الحزين..؟ فتعالي بنا إلى استراحة النفوس المنهكة تلطِّف من حدَّتها فيروز؛ عندما يؤرقها السفر والغياب الطويل، ليفيض بها الحنين ويضنيها السكوت عن طرح السؤال. فيروز الروح الخالصة والجسد الطاهر، قربان السيد المسيح عشية الآلام، ونعمة السماء على الأرض، تنقذ نفوسنا من الظلمة والضياع ونوازع الوجع العظيم.

غَرَّبِ جِنَاحُوْ غَرْبِي     وْدَمْعِ السَّفَرْ عَ جْنَاحُوْ
وَصَّيْتَكْ رُوْحِ لْحُبِّي        وْقُلُّو يِسْعِدْ صَبَاحُوْ
مَعْ ضَوِّ الشّمْسْ بُكْرَا     قَلِّي بْشُوْفِكْ عَ الْمَيِّة
خَوْفِي لَ الشَّمْسْ تِسْهَا  وْتِنْسَى تِطْلَعْ صُبْحِيَّة

https://www.youtube.com/watch?v=ENPZqba6ZIc

وهكذا تبقى مقالة شهربان مليئة بلماحة الكاتبة المثقفة المدركة، وسيدة الأسرة الواعية المتفانية في خدمة من يحيط بها، وهي تحوِّلُ الداء إلى دواء في مقاربة وعبقرية الحسن بن هانىء، أحسن الله إليه وطيّب مثواه.

كاتب لبناني

10 التعليقات

  1. إيناس ثابت

    على الرغم من كل مافي العالم من مشاكل واضطرابات
    وصل البشر إلى مرحلة من التطور والحضارةوالتقدم التكنولوجي
    ومازال يمضي للأمام..

    انتقل الإنسان من بيته الطيني الضيق إلى عالم واسع ..
    ترك حياته الخشنة وجاوز الحدود
    وحقق بعض طموحات البشرية وصار الكون أمامه كتاب منشور..

    إلا ان هذه القفزة السريعة لن تحرمنا من الاستمتاع بجمال الكون
    والتأمل في تناسق ألوانه البديعة
    ولولاها..؟ ماقرأنا مقالك هذا ولا أسعدنا وصالك
    والتواصل مع الدنيا الواسعة والناس في مختلف جنبات الكون…

    ليس الذنب ذنب العالم ولا الحداثة
    بل الذنب..ذنب الضمائر والنفوس التي تغيرت

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      صديقتي الكريمة إيناس
      و/ أ / شهربان… المُقَدَّرة

      أهم ما نفعله في الحياة..؟ كما يقول “برتراند راسل”، “أن نعيد النظر في كل ما نشعر أنه لا يسير على خير ما يرام”. والآمال الكبرى التي نبني عليها لو تحققت..؟ ربما سببتْ لنا تعاسة كما لم نتوقع..!

      ليس بعيدا من سياق دموع الصناديد..؟ فقد عرفتُ سيدة طال حزنها على موت أخيها، ولم تتخلَ عن لباسها الأسود، إلا بعد انقضاء عقود مرهقة من الزمن. هذه العاطفة تلاشت واختفت بفعل “الحداثة”.. كما سَمَّتها إيناس..!

      هكذا تغيّر واقع الأمس وغزتِ النفوسَ حيرةٌ وقلقٌ أكبر، بسبب ما يتصل بالمدنيَّة، كاكتشاف ما كنا نجهله من أسباب التلوث، والأمراض الطارئة المستعصية على الشفاء؛ وفي اعتقادي كان الموت المفاجىء أرحم..!؟ وفي آخر خبر..؟ أن نسبة التلوث بالمضادات الحيوية في معظم أنهار العالم، بلغت ثلاثمئة مرة أكثر من المعدل.

      والفلاح يحرث أرضه في الماضي..؟ كان يعتمد على بدائية “السكَّة والنِّير” وثورين، وكان راضيا فلم يواجه ضغط الحاضر ومتاعبه، عندما كان هَمُّهُ ينحصر في الموسم، ومطر السماء وفي عزمه وصبره وقوة ساعديه؛ ولعل أسعد المخلوقات من كان يتعب ويعرق في نهاره؛ وفي المساء يجد خبزا قفارا يأكله، وفراشا خشنا يغفو عليه.

      وحينما أشرتُ في نهاية النص إلى قول أبي نواس.. وداوني بالتي كانت هي الداء..؟ فلأنني كنت أشاطرك الرأي.

      “لا تشغلِ البال بماضي الزمان**ولا بآتي العيش قبل الأوان.. واغنم من الحاضر لذاته ** فليس في طبع الليالي الأمان”. أليس التفكير على هذا النحو أريح على القلوب.. وألطف..؟ شكرا جزيلا لك عزيزتي إيناس؛ فأنت شابة موهوبة وعالية الفطنة، تستحق بجدارة نسيم الصبح، وباقة الورد وخفقة القلب، وأحلى.. أحلى الأمنيات.

      الرد
      • إيناس ثابت

        أستاذي وصديقي

        هذه التعليقات تحرك العواطف من الجذور
        وتتعدى النصوص أغلب الأحيان

        شكري وإعجابي… وخالص مودتي يطول بعمرك يا رب لكي أتعلم منك المزيد

        الرد
  2. عبدالجليل لعميري

    الأستاذ إبراهيم لديه قدرة خارقة على توليد المعاني وخلق حوارات منتجة مع كل مقروء. ..وكتاباته التي هي قراءاته في إنتاج الآخرين تجسيد مثالي لحوارية ميخائيل باختين بطريقة خاصة. …كل نصوص الآخرين له فيها نصيب ومنها ينسج نصوصا جديدة. ..لعمري إنه التلقي المنتج الذ ي تحدثت عنه نظريات التلقي. ..تحياتي أستاذي الكريم. ..

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      أخي وأستاذي… عبد الجليل لعميري

      إن أرضاك قولي..؟ فقد نلتُ على يديك
      كامل حقِّي وما يزيد
      ولا خلاف معك.. إلاّ على مفردة “إبداع”

      لكنه سخاءٌ منك بلا ريب
      وسماحة تأصَّلت في وجدان الناس في دياركم

      ولعلها ليست الصدفة أبدا
      ولا هو حظي من السماء كما يقولون
      حينما لم ألتقِ بإنسان يشكو من “العيب” في المغرب

      أنتم من خلاصة الناس المدركين
      ممن يتقون الله في نفسوهم.. وفي سواهم

      هذه قناعتي ومن أعماق فكري ووجدانيي
      وتبقى المحبة الخالصة
      إلى جانب الحوار
      المحايد المجرد هو الغاية المرجوة

      كل شكري ومودتي
      وتقديري على مرورك العاطر وطلتِك البهيَّة

      الرد
  3. شهربان معدي

    “أنّ تكون الدنيا قد أقفرت وتغيَّرت

    وتحولت حضارة الكاز إلى طائرات نفاثة

    تجاوزت في سرعتها الصوت فلا المشاة

    ولا الراكبون على دوابهم بعد اليوم

    سيبلغون جنة الفردوس..؟”

    فإنه يعني أن الناس لا زالوا

    يؤمنون بجنة الفردوس..؟

    فهل يبذلون من الجهد

    ما يكفي للفوز بالرحمة والثواب!؟

    كل جوانب الحياة تغيرت يا صديقي..

    فشحّ الإيمان بالله عزّ وجلّ..

    وتفرق لم الشمل..

    وتم الاعتراف بحقوق المثليين

    والشواذ .. وانتهى الأمر

    وأصبح عريّ النساء تقدمًا..

    وتمرد الفتيان “مدنية لا عيب يشوبها”

    استبدلوا القلم بالماوس..

    وضاع سحر المخطوطات القديمة..

    وزخرفة الخط العربي.. المنمق الجميل

    دُفنت في المقابر الألكترونية..

    كل الأشياء الجميلة..

    حتى اللحظات الحلوة الدافئة.. ضاعت

    خسرنا قيمتها الإنسانية

    والمعنوية، في “سيلفي” غبيّ

    نلتقطه من أجل أغاظة الآخرين.

    ضاقت الأرض بما ومن عليها..

    يا أستاذي الراقي الأريب..

    ما عاد الطفل.. طفلاً

    ولا الوردة.. وردة.

    ولا الفراشة.. فراشة..

    ولا الشاعر.. شاعرًا..

    جيل اليوم لا يعنيه مانديلا وجيفارا

    ولا وردة الأمير الصغير

    أو دمعة شيخ طاعن..

    جيل فقد الحُلم بالطيران..

    ولم يعد يرغب فيه..

    جيل لا يهمه سوى انتصاراته الوهمية

    بألعاب البابجي والفورد نايت..

    التي تتسم بالقتل والدماء

    واقتناء الأسلحة الحديثة..

    وأكثر ما يؤلمني..؟ أنه سيأتي يوم..

    تدفن كل نصوصنا..

    وأحلامنا.. وأوجاعنا..

    وحروفنا الوردية..

    في مقبرة الحداثة الخرقاء التي سيطرت

    على كل تفاصيل حياتنا القصيرة

    على هذا الكوكب السحريّ.. المنكود

    أشكرك يا أستاذي على كلّ شيء..

    في زمن نفتقر فيه للنقد والنُقاد..

    وثمة القليل ممن باتت تعنيهم ثقافة المُتلقي..

    وعمق مشاعره..

    ها أنت يا صديقي..

    تضع على مبضع النقد نصوصنا..

    لتمنحها حقها في النقد الهادف.

    الذي يتسم بالموضوعية

    والمهنية والذائقة الأدبية الرفيعة.

    أشكرك من أعمق نقطة في قلبي.

    “وإن لم نحك بالكلمات حُزنًا..

    فدموعنا من الآلام تحكي وتفيض مآقيها

    وأقسى العمر..؟

    يوم فيه تبدي بأنك صابرٌ والقلب يبكي”

    الرد
  4. إبراهيم يوسف

    الأستاذة الصديقة
    شهربان معدي من الجليل

    سلِ الأقوياء.. يقولون لك
    لا مكانة لضعيف أو متردد
    تحت عين الشمس

    وسلِ المعتدلين الواقعيين يقولون
    يجب أن تواكب العصر
    أو تتخلف عن الركب..!

    كانت الغاية من الآلة يا صديقتي خدمة البشر، لا أن تستبدّ بهم وتنهكهم وتقرّر مصيرهم، فتعرقل بساطة عيشهم بدلا من أن تسهل مستقبل حياتهم وأجيالهم، فتعددت التوقعات في بداية ثورة الاتصالات بين مندفع ومتمهل وبين متفائل ومتحفظ وناقم.

    ويبقى في اعتقادي التوافق والتنافر بقدر ما نسيء أو نحسن؛ فالمودة تصلنا عبر ساعي البريد على دراجته الهوائية، أو من خلال رسائل الحاسوب، هي القيمة الحقيقية المطلوبة بين الجميع.

    أما صحوةُ المَدارك ونوازعُ الزمن..؟ فربما كان إبراهيم ناجي من المتفرِّدين، ممن قرعوا أبوابها بكفاءة قلّ نظيرها، عبر تاريخ العرب في النثر والشعر والنغم المتدفق العميق.. عمق السحر في عيون المحبين:

    وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ….. وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
    يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق
    وإذا النور نذيرٌ طالعٌ …….. وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
    وإذا الدنيا كما نعرفها …… وإذا الأحباب كلٌّ في طريق

    الرد
  5. شهربان معدي

    “أيقظني كنار الصباح يشدُو
    يسير بين النجوم
    حاملاً في يديه مفاتيح السّماءِ

    أيقظني كنار الصباح يشدو
    ينقر شباكي ويهفو للغدير
    كان حٌلمًا
    سكن روحي وأنت فيه أجمل روح

    أسير معك.
    أسير بقربك.
    كالظلّ الذي خطَّ خُطاك بترابٍ تقدّسَ..

    تتماهى خيول السَّماء.
    وصهيل الأرض صُراخات الرعد والجياع الفقراء
    تأتيك الجموع وتأتي المُعجزة..
    كلُّ أسماك بحار الله بين يديكَ

    المسيح قام
    حقًا قام كرَفَّة الضَّوْء وبُزوغ الفجر
    وأنا الموجود حتى في الغياب
    أترك للعالم..
    أتركُ بين يديك رسالة الإنسانِ
    “المحبة”

    بقلم الشاعر وهيب نديم وهبة.
    من كتاب: مفاتيح السّماء.

    الرد
  6. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    الكلمة بين يديك سيدة أنيقة، ميّاسة القد، باريسية العطر،
    صديقي الغالي ابراهيم يوسف:
    لا زالت الدنيا بألف خير،
    ولو أردنا أن نعدد نعم الله علينا لعجزنا.
    من الهبات السماوية أصدقاء وأحباب نراهم بعيون القلب
    وإشارات الحروف الذكيّة المحمولة بأمواج الأثير
    أمّا الأديبة الصبية اللماحة الغالية إيناس ثابت فقد أحسنت القول:
    “إلا ان هذه القفزة السريعة لن تحرمنا من الاستمتاع بجمال الكون
    والتأمل في تناسق ألوانه البديعة”
    باقات الزهور
    وقوارير العطور
    وأطيب ما تكنّه الصدور لكما مع أجمل الأماني
    أحمد شبيب

    الرد
  7. إبراهيم يوسف

    د. أحمد شبيب دياب

    “يا قَمْرْ مَشْغَرَا يا بَدْرْ وادي التَّيْمْ
    يا جَبْهِةِ العَالْيِ ومْيَزَرا….. بالغَيْمْ

    قولوا إنشالله القمر يبقى مْضَوِّي.. وْقَمَر
    لا يْطالْ عِزّو حَدا ولا يْصيبْ وِجُّو ضَيْمْ”

    https://www.youtube.com/watch?v=4tlbO7YfoQo

    عطرُ وردِ الحواكير في أرجاء شمس الجبل، من السّلوقي وضهر المغارة، نزولا حتى بداية السهل عند المطاحن في الشرق، ومن النبي نَجُّومْ في الشمال إلى باب الحارة في الجنوب. هذا الباب كَبَابِ مِكْسَة نكَّد على الضيعة حلاوتها..! كل هذه العطور تخَيِّم على سكان الحارة الفوقا، بين شباك أحمد شبيب وحتى عتبات “النبي ساما”.

    أما ورمضان قد ولّى..؟ كما أعلن مرة أبو نواس.. فعندي ما يبهج ويسري عن القلب، ويريح الفكر والأعصاب ويفك عقدة اللسان.. لينطلق على مداه. لكن حديقة الورد المؤصل من كوكب آخر..؟ تلك التي حمل بذورها الأمير الصغير ذات حين، فلم ينلك شيئا من عطرها.! الحديقة التي رعت صاحبتها بنت العشيرة الصلح بيننا.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.