في غياهبِ الصَّمتِ والحُبّ

بواسطة | 9 يوليو 2019 | شعر | 6 تعليقات

في غياهبِ

 الصَّمتِ والحُبّ

إيناس ثابت

عَزْفُ مزمارٍ

يَتَناهى إلى أسْماعي

 من وراءِ الغيمْ 

 في السَّماءِ العَلِيَّة

يُبْهِجُ لَيْلي 

ويؤنسُ وحدتي

فتعالَ 

وَاغرَقْ في مُحيطِ

 مشاعري

 واْرْنُ لدَقَّاتِ قلبي

 وأنغامِ ناياتٍ شجيّة 

تَتَنَشَّقُ لَهْفَةَ أنْفاسي  

تُجاذِبُ آهَتي الحَرّى 

وتحملُني 

على جناحِ غيمةٍ

في سماءٍ على الخَلقِ

 سَخِيَّةْ

تَعْبُرُ مداراتِ التِّيهْ

وصَخبَ أمواجِ

 المُحيطْ

وشمساً تُحَدِّقُ

 في وجهي

فَيَقْرُصُ وَهْجُها.. وَجْنَتَيَّهْ

والموجُ ينسابُ

 إلى أغوارِ جَذْري 

 فيسيلُ دمعاً على خَدِّي

ويغسلُ سناءُ  البدرِ 

آلامَ  عِشقي الشقيَّة

********

على الدَّربِ الصَّاعدِ

ارتقيتُ 

سبعَ دَرَجاتٍ عالياتٍ

 عَصِيَّة

وعلى إيقاعِ الطقوسْ

رقصتْ روحي

 سبعَ رقصاتٍ أندلسيَّة

رقصَ الطريقُ معي

وطافَ النَّورُ

حولَ نارٍ وبرقٍ .. في الفَضا

سبقتْ خطايَ الرِّيحْ

واستقرَّتْ 

في  مَجَرّاتٍ قَصِيَّة

والسماءُ تلبَّدَتْ بالغيومْ

 وأمطرتْ

أمطرتْ.. سبعَ قطراتٍ

على عشبِ روحي 

الشَّقِيَّة

نَضُجَتْ فواكهُ الحُبِّ

وتفتّحتْ أزهارُ

الياسمينْ

 والأقحوان البَهِيَّة

فراشةٌ على خدِّ الشَّفقْ

تألقتْ كتاجِ الملوكْ

أو درةٍ تومضُ

 في دياجيرِ الظلامِ العَتِيَّةْ 

شعلةُ نورٍ حملتْها 

أجنحةُ النُّجومْ

وغدا قلبي  بَهْوَاَ 

مُتَألِقاً عَرَبيّا

بيتاً تحطُّ على سقْفهِ

 السنونو

تهبُّ منه أنسامُ

 الربيع النَّديَّة

ونمضي في طريقِ النّورِ

معاً

خلفَ تلالِ الكونِ

 السَّرمدِيَّة

نغرقُ فيهِ 

وفي غياهبِ الصَّمتِ

حتى رأيتَني في قلبهِ

ورأيتُه… فِيّهْ

إيناس ثابت - اليمن

6 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    غَابتْ واْزيَّنَتْ
    ثم عادتْ.. ثم قالتْ:
    أنا أم الشِّعْرُ أحلى.؟

    كلامك كتير… حلو
    لكن مش بمستوى
    عيونك الحلوين..!

    سامحيني على رأيِ
    حينما تكوني وفيَّة كالقمح
    وجميلة كالدمع.. وأكثر

    الرد
    • إيناس ثابت

      أ/ إبراهيم يوسف

      أنت الصديق المحبوب عند الجميع
      وأنت صديقي الأجمل..ومعلمي الغالي
      وتعرف جيدا حجم محبتك في قلبي..

      دمت لي يانور

      الرد
  2. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    تَسْمعُ من وراء الغيم أنغاماً شجيّة
    تُبهجُ الليلَ وتلقي الأنسَ في قلب الصبية
    ****
    تُغرقُ عشقها الليلي في محيط قلبها وآهاته التي “تَعْبُرُ مداراتِ التِّيهِ”
    فتنساب أمواج هذا المحيط إلى أغوار جذور ها وتسيل دمعاً على خدّها
    وتغسل بسناء البدر آلام عشقها الشقيّة.
    ترقص روحها في مدار الحبّ
    فيطوف النور “حول نار وبرق”
    وتمطر السماء.
    ومع بدايات الصيف
    تنَضُجَ الفواكه
    وتفتّح “أزهارُ الياسمينْ والأقحوان البَهِيَّة”
    فراشةٌ على خدِّ الشَّفقْ
    تتألق كتاجِ ملكٍ من ملوك الأساطير القديمة
    *****
    أمّا بيتها العربي الرحب الذي ما زالت تحطّ السنونو على سقفه
    فمنه يمضي الأحبّة “في طريقِ النّورِ معاً خلفَ تلالِ الكونِ السَّرمدِيَّة”
    فيغرقون فيهِ وفي غياهبِ الصَّمتِ.
    ****
    الشكر لكِ يا إيناس الغالية
    كم أنت رقيقة الحسّ وراقية الحرف والكلمة

    الرد
    • إيناس ثابت

      أهلا..بل ألف أهلا بك د. أحمد
      تطيل الغياب..وننتظرك بمحبة
      لتعود وترسم في قلوبنا وأعيننا
      ألوان الورد..ودنيا الربيع

      أشكر وجودك في الحياة..لاحرمناك

      الرد
  3. شهربان معدي

    نعم..
    كريمة كالقمح..
    صافية كالدمعة..
    أنت يا إيناس
    أنيسة الروح
    وشامة على خد الشفق
    تعومين في سبعة محيطات..
    وتحلقين في سبع سموات..
    لتهبطين هنا..
    في موقع السنابل..
    مع رقية عجيبة..
    من غياهيب الصمت..
    تحملين شعلة المحبة
    وفي طريق النور
    تمضين..
    لتجديه ويجدك..

    بوركت الكلمات الجميلة الحالمة
    المقرونة بعمق الإحاسيس والتعابير.

    الرد
    • إيناس ثابت

      شهربان..يابياض الغيم
      أنت الإنسانة الجميلة..
      والكاتبة الأصيلة

      أفتخر بك وأعتز بصداقتك
      دمت لنا كما أنتِ… رائعة الفكر..رقيقة القلب والروح
      مودتي من عميق القلب

      الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.