إسمي “صالحة”، أنا من مدرسة (عرب الجهالين)، أعيش في خيمة صغيرة في (وادي أبو هندي)، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة, حيث يتدربون على إطلاق النار في منطقة الزراعة. يعيش معن…ا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة. الطريق هنا وعرة لأن الجنود يمنعونا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب. لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه “حنتوش”، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريّان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه يا حنتوش يا خروف أطلع جناحيك من تحت الصوف أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في (وادي أبو هندي) لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام. وفي (برشلونة) قابلنا “ميسي” صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي “حنتوش” كان واقفا حارساً للمرمى، وأنا أهاجم “ميسي” وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف. أراد “ميسي” أن يضمني أنا و”حنتوش” إلى فريق (برشلونة) لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى (أبو هندي) لأن الأغنام هناك تنتظرني فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سراً: أخبرني “ميسي” انه سيزور (وادي أبو هندي) بعد سنتين. سنقيم مونديال 2014 في (وادي أبو هندي)، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنتبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه “ملعب حنتوش”، وسيكون الخروف شعار المونديال. وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في (وادي أبو هندي)، نحن جميعاً بانتظاركم.
حسناً فعلت أسرة تحرير السنابل، حينما نشرت مع الشكر الجزيل هذه القصة القصيرة الملفتة، دون اجتهاد أو “رتوش” من التصحيح والتنميق واختيارها الصورة الموفقة.
والشكر الآخر من حق الصديقة الكريمة، دينا تلحمي على حصافتها ولماحتها في إرسال القصة الرائعة ،التي تستحق النشر والقراءة والمتعة والتقدير بكل المقاييس.
نعم أستاذ إبراهيم
قصة رائعة جدًا
في فكرتها، إسلوبها، صدقها، براءتها..
سكبتها روح صبية مثل الوردة
ذاقت معاناة التهميش والتشرد والحرمان..
أحلام صغيرة، كبيرة، حملها خيال هذه الصبية المُجنح..
وخروفها الوفيّ حنتوش.
لتحمل في مضمونها؛ صرخة كل أطفال فلسطين..
لتصل لكل “العالم”
أعطونا الطفولة.. أعطونا الحياة..
شكرَا لحضرتك صديقتي دينا تلحمي..
على النشر والتعميم..
علها القلوب القاسية تلين..
الصديقة شهربان معدي
القصة رائعة حقا، وأحسب لو ان صالحة حمدين
الكاتبة الشابة سمعت ما تقولين…؟
لكانت تولت الرد على التعليق المنصف.. بنفسها
قد تكون صالحة تستعد الآن لاستقبال أطفال الخان الأحمر ..؟ لكي ترسم على وجوهم بسمة أمل تبث في أرواحهم التفاؤل بالحياة، بعد أن هددتهم قوات الإحتلال بطردهم، من المنطقة الصحراوية التي يعيشون فيها، وتفتقر لأدنى متطلبات العيش من ماء وكهرباء وبنية تحتية. ليبقى مسلسل التهجير آخر المسلسلات للقضاء على ما تبقى من كرامة الإنسان والوطن الضائع السليب !
فقد تم تهديد الأطفال بهدم مدرستهم المشيدة من إطارات السيارات.. أطفال يجدون التعليم هو منقذهم الوحيد من مستقبل مجهول . هذه المنطقة التي يريد الإحتلال هدمها لإنشاء أكبر مطار لهم في العالم
ألا ترى يا سيدي كل له أحلامه ..!
وأحلام الأطفال المشتتين على بساطتها تصنع لهم السعادة الحقيقية ..؟ وإن لم تتحق على أرض الواقع بسبب الجور وانعدام العدالة التي تحقق بعض أحلام البشر، فتمسح الدموع وترسم البسمة على الوجوه وتصون ما بقي من كرامة الإنسان
وحلم عرب الجهالين ومنهم صالحة وساره وعائشة وغيرهم أن يبقوا في منطقهتم رغم صعوبة وقسوة الحياة فيها ، فهي الجنة في عيونهم وخيالهم .!
في النهاية
وبالأصالة عن نفسي ونيابة عن صالحة وعن كل أطفال فلسطين وأطفال اليمن وسوريا والمشتتين والمقهورين على الأرض ..
أتقدم بوافر اللشكر والعرفان للأستاذ القدير إبراهيم يوسف _ الإنسان _ الذي ما فتيء يكتب بضمير حي ومشاعر صادقة عنهم آملاً الأمان والإستقرار لهم ..
والشكر الكبير للصديقة والكاتبة المبدعة شهربان معدي ..ولأسرة السنابل كل الإحترام
القصة تستحق الجائزة بجدارة عالية
وتستحق العناية وإلقاء الضوء
وقراءة الجميع من الكبار والصغار.
“لأجلك يا بهيّة المساكن
يا زهرة المدائن
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد”
حكاية صالحة تستحق القراءة والتأمل، وتستحق اهتمام الجميع وعنايتهم، وفاءً لصالحة حمدين وعهد التميمي، وكل الأطفال ممن يصنعون مستقبل فلسطين؛ ولكنّ الحقيقة التي لم أذكرها..؟ أنني تلقيت القصة قبل أن تفوز بجائزة هانز كريستيان الدولية، وتمنيت يومئذٍ نشرها كما هي في صحيفة كتبتُ فيها لوقت طويل. لكن إدارة الصحيفة المعنية لم تبدِ اهتماما بها أو تنشرها للأسف الشديد.
https://www.youtube.com/watch?v=BtMIZwYuxYE
نص جميل يشرك المتلقي عبر تقنية المروي له …و يبني مضمونا قويا بدراميته التي يمتزج فيها الخارق والواقعي …تحياتي