أُرِيدُ وَطَنِي، يَا سَادَةْ.

بواسطة | 17 فبراير 2020 | شعر | 10 تعليقات

لا تهمّني قبة الأقصى،
ولا مسجد الصخرة،
وكم أكرهُ هذا العويلْ!
في الحقلِ، وبين سنابلِ القمحِ،

أسجدُ وأصلّي،
أتمايلُ مع البيلسانِ وأزاهيرِ البنفسجِ،

وأُصَلِّي.
أُرِيدُ وَطَنِي، يَاسَادَة،

وَلَا حَاجَةَ لِي بِمَسْجِدٍ أَوْكَنِيسَةْ!
أعْرِفُ وَطَنِي،

وَلَا حَاجَةَ لِي بِخَرِيطَةْ،
بِذَلِكَ يَشْهَدُ السيّد المسيحْ،

ابنُ فِلِسْطِينْ عَلَيْهِ السَلَامْ.
أَتَدْرُونَ، يَا سَادَةْ،

لِمَاذَا تَطُولُ الِإقَامَةَ فِي الْمُخَيّماتْ؟
أنْظًرُ وأقرأُ وأُقارنُ فأجدهمْ:
يقولونَ أفْسِدُوهُمْ،
ادعموا اللصَّ والحقيرَ فِيهِم
ْ،
دَعوهم يكرهونَ جلودهمْ،
هذه حربٌ وقائيّة!
فليتعلّقوا بأستارِ الكعبة،
وليهيموا على وجوههم في أصقاعِ الدنيا،
ولنأخد منهمْ أوطانهمْ،

فهي لنا!
هكذا قالَ الكاهنُ الأكبرْ،

وردد وراءه،
بشغفٍ،
أصحاب اللحى والعمائم،
إلَّا أن نصرانياً عزيزاً من فلسطين:

خَرَجَ عنْ هذه الجَوْقَة،
وعلى طريقة عيسى ابن مريمْ،

بالحقِّ تكلّمْ.
قال: القدسُ لَنًا، وصَدَقْ.
في الماضي القريبْ،

قال البعضُ:
يا قُدْسُ إنّا قَادِمُونْ،

فهل تلك غبار خيولهم وعرباتهم؟
أم أنّها عاصفةٌ أخرى

من عواصف الصحراء؟
اعلم أيها الربّ،

تعالى اسمُكَ،
أنّهم باسْمِكَ يُتَاجِرُونْ،
وما القدسُ،

في كلامهمْ،
إلّا لغةً،
يخدعونَ بها قلبي الجريحْ!
ولكنْ،

ومن الموت السحيقْ،
ومن الحزن العتيق
ْ،
ومع البيلسانْ
وزهيرات البفسجْ:
سوفَ أحْيَا،

سوفَ أحْيَا.

ahchebib@gmail.com أستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية، (متقاعد).

10 التعليقات

  1. مهند النابلسي

    كلام في الصميم ينطق من الوجدان العميق ويعاكس ابليس اللعين المقيم ويشع بالضياء الروحاني الحميم ويقول بأعلى الصوت الرنيم “كفى ثم كفى” لكل الأوغاد المزايدين فلعنة الله على تجار الدين الانتهازيين المراوغين وليسلم قلم الكتاب المبدعين الحقيقيين…

    الرد
  2. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    سلّمك الله أستاذي الكريم مهند النابلسي
    شكراً على كلمتك الطيّبة العابقة بزهر ليمون ساحل فلسطين وأريج زهور تلالها وَوِهادِها، وجرحنا العميق الذي لن يبرأ إلّا بتكاتف شعبنا العربي لاسترجاع روحه وإعادة شعبنا الفلسطيني حراً مكرّماً قويّاً عزيزاً إلى وطنه.
    يا صديقي ……..
    لا يصحّ إلّا الصحيج
    والجريمة التامّة لا بدّ أن تُكشَف
    ويأخذ كلّ ذي حقٍ حقّه
    ولا بد أن يزهر البنفسج

    الرد
  3. إبراهيم يوسف

    حبيب قلبي أبو عامر

    حامِلُ الهَوى تَعِبُ
    يَستَخِفُّهُ.. الطَرَبُ
    إِن بَكى؟ يُحَقُّ لَهُ
    لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ

    تَضحَكينَ لاهِيَةً؟
    وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ!
    تَعجَبينَ مِن سَقَمي؟
    صِحَّتي هِيَ العَجَبُ!

    طيب الله ثرى أبي نواس تفوق على الخيام وكلاهما من فارس. وكانت ابنة الأصل والفرع الكريم هدى المهداوي تتحدث معي مرة، وأخبرتني أن تمثال أبي نواس يقابل بيتها في بغداد، فتمنيت عليها كلما أبصرت التمثال من نافذة بيتها، وتذكرت صداقتها معي؟ أن تقرأ الفاتحة على روحه بالنيابة عني. انقطعت أخبار هدى عني منذ زمن طويل. لكنني أحسبها أمينة على صداقتي، وملتزمة بقراءة الفاتحة عندما ترى التمثال وتتذكرني.

    لا تتعب نفسك كثيرا يا صديقي. وأنا لا أنال من عزيمتك وحماسك نصرة للحق المزأيق، ودعك من حمل السلم بالعرض! حتى الصحوات الكبرى في تاريخ الأمم؟ لم تثمر وتحدث إلا تغييرا مؤقتا وطفيفا في مسار التاريخ الإنساني الطويل. ليعود ويفلت “الملق” من جديد. تلك هي النفس الغلابة الأمارة بالسوء، والأدهى أن يكون الله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله. لكنني؟ مع السلام على كفر يوحد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم.

    الرد
  4. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    هذه المرة لن أتركك ترحل مع بعض التعابير العاطلة عن العمل.
    لن أرى الدنيا بعينيّ أحدٍ غيري، مع احترامي وتقديري لما تراه،
    أقصد بما تراه بعض ماتراه، بعض القيّم الانسانية المطلوبة ولكنها خالية الدسم لكي لا تسمن ولا تغني من جوع.
    أردت أن تهرب فهجموا على راتبك، وسطوا على مدّخراتك، وقلبوا حياتك وحياتي رأساً على عقب.
    لم يعد يجديك الهروب، ولم يبقى لديك الوقت للتمتع بشمس الغروب، فهذه أيضاً قد حجبوها عنك في مدينة النحاس.
    مدينة النحاس بيروت،
    مدينة الآبار والعطش متمكّن منها.
    مدينة كليّات الحقوق والحقوق ضائعة في صرح مصرفها المركزي وقضاءها المُفْسَد عمداً مع سبق القصد والتصميم.
    كيف يمكنك أن تهرب بعد اليوم؟
    أمّا كلماتي هذه، بشخصية الفلسطيني المشرّد المضطهد،
    الموسوم بالإرهاب حين يطالب بوطنه،
    فليست دعوة ساذجة لأي شئ،
    وما هي إلّا مشاعر صادقة،
    وغضب “ساطع”،
    ورفض للظلم أسقطُّتهُ في كلماتٍ مختصرةٍ “أريد وطني ياسادة”،
    تباً للتاريخ وللأفكار والإيديولوجيا وللظلم بكافة أنواعه.
    إن كنت لا تريد وطنك فدع غيرك في وطنه،
    ودعه يطالب بعودة وطنه إليه وعودته إلى وطنه.
    لا تدعه في غربته.
    لم يعد وراء كلماتي أي فكرٍ أو قصد،
    فهي متكاملة الأبعاد لا وراء لها ولا أمام هي كما هي.
    أتدري يا أستاذي، وهل تسمح لي بمناداتك كما أريد؟ ولكن لا بأس:
    بعد أن نشرت قصيدتي هذه على صفحة الفيسبوك، عجبت لأحد الأصدقاء “الافتراضيين” بمعنى انّي لا أعرفه شخصياً،
    وهو حقيقي أكثر منّي وأنا أتحسس جسدي الآن لأتأكد.
    هذا الصديق المحترم أعجبته كلمات القصيدة النثرية هذه،
    فبادر إلى إخراج فيديو:
    وضع الكلمات مع الصور والموسيقى بشكلٍ جميل
    يدلّ على عمق مشاعره وصدقها على الأقلّ.
    أنا يا صديقي أكتب لنفسي ومن يحبّ ما أكتب من أمثالي وأمثال هذا الصديق الحقيقي.
    أدعو فقط إلى الحب وإلى الحب فقط أدعو.
    ولماذا تظنني أتعب نفسي؟
    أظنني أتعبك ببعض ما أكتب فاعذرني فليس هذا بالمقصود.
    أمّا السلّم فقد وضعتها جانباً، وتركت أهل الزوايا المستديرة إلى غير رجعة،
    فما هم بحالٍ يحسدون عليها.
    لحياتي، يا صديقي، مساحة قدّرتها الأقدار،
    أعيشها كما أريد وبأي شكلٍ أريد.
    ولا أريدها درباً رفيعاً ضيّقاً تكتنفه الأحزان والآلام أبداً،
    بل أسعى لأن تكون مساحة يغمرها الحب،
    وتزيّنها الصدفة، وتبهرها الدهشة والتحدي ووقفات العزّ كما وصفها أبو الطيب وعبّر عنه المفكّر العربي السوري أنطون سعاده وكم تذوّقت حلاوة حالاتها بنفسي.
    عذراً منك، يا صديقي،
    فأنت القريب من قلوب الأحبة،
    المبعد قسراً عن روح القضية،
    الهارب رغماعنه مع الكلمات الشاردة،
    التائه مع ذكريات الطفولة الرائعة،
    وآلام الكهولة وابداعها البازغ.
    كن أنت نفسك واطلق عنانها،
    فهي فرسٌ أصيل،
    في عينيها الدنيا وفي عزمها العزّ.
    كلّ المحبّة

    الرد
  5. إيناس ثابت

    الكون يقبع داخل الانسان د. أحمد
    والانسان نفسه
    هو كل مايبحث عنها
    من خلال حياته في الكون

    وهو المصطلح
    الاكبر من الوطن
    لا اؤمن بفكرة “الوطن”

    الإنسان ما أؤمن به الذي
    هو اكبر من الحزن والألم
    الذي كتبت عنه د.أحمد.

    الرد
  6. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    الأديبة الرائعة إيناس ثابت
    نعم “الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة”
    ولكن ما عسانا نقول لمن اغتصبت أرضه ويعيش بعيداً عن بلده في مخيّمات اللجؤ والبؤس والحرمان؟
    أمّا الوطن ومسقط الرأس والأم والأب والشكل واللون والموت فهي أمور خارجة عن اختيارنا لا يمكننا التحكّم بها لا من قبل ولا من بعد ولا يمكننا القول بالايمان بها أو بعدمه
    بل يمكننا رفض وطن واختيار آخر في حال سُمح لنا بذلك.
    القصيدة كتبتها بلسان حال اللاجئ الفلسطين الذي تعرض عليه صفقة القرن
    خالص تحيّاتي ومودّتي

    الرد
  7. دينا تلحمي

    لك الحق أن تغضب وتثور على أمة منكودة
    لا تعرف كيف تلملم نفسها عن مزابل التاريخ

    باعت الأرض والعرض والدين
    لكن صوتك الداوي سيبقى
    من أناشيد المتعبين المقهورين الثائرين.

    لم لا تغضب يا سيدي ما دمت من أحرار العالم !؟
    ما دامت أرضنا مستباحة
    باعها بأبخس الأثمان السوى
    من العرب المهزومين المضللين المتواطئين

    وواقعنا منهك ومربك ومريض وحزين
    ونحن نسير قدما باتجاه
    تحقيق غاية ترامب هذا الزاني البغيض

    لكن لا تعتقد أن نهاية المطاف ها هنا
    سيقى الصراع مفتوحا
    وطويلاً حتى ينقضي أو يستسلم التاريخ

    فالصبر هو زادنا وقضيتنا حية لن تموت
    ما دام هناك من الشرفاء من بأرضهم يتمسكون

    نحن نُصلبُ على الأرض
    التي صُلب عليها السيد المسيح
    لكن القيامة ستأتي
    مع عودة مخلص كصلاح الدين

    الرد
  8. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    الصديقة الغالية دينا تلحمي
    سيّدة زهر البنفسج،
    وزهر البنفسج ربيع بلادنا ورمز تمسّكنا بأرضنا وتمسّكها بنا.
    قالوا:
    “الأرض بتتكلم عربي” فصدقوا بقولهم،
    إنّها تخاطبنا بلغتنا التي نفهم ونحب ونعشق.

    كيف يجوز لنا أن نتأنّق ونتصنّع،
    ونلوك الكلام،
    ونعتني به،
    مدوِّ رين الزوايا،
    لكي نربح أو نسلم،
    “ممغمغين” المفردات والعبارات،
    نغطّيها بالضباب، فنحرمها رؤية النهار.

    “ولست بنحوي يلوك لسانه ….. ولكن سليقي أقولُ فأعْرِبُ”

    نعم وُلدت في شمسطار على حافة سهل البقاع،
    فكنت لبنانياً بالهوية والهوى،
    عربياً في مدى الحب والعشق.
    أمّا فلسطين فجرحي الذي لم يندمل،
    أحمله معي خلف دموعي ولوعتي.
    وسأبقى “شاعراً للريح انساناَ سأبقى، سوف أبقى”

    سأبقى وأقاوم وأنتصر ولو بعد ألفيّ عام.

    قال صديقي:
    “لا تتعب نفسك كثيرا يا صديقي.
    وأنا لا أنال من عزيمتك وحماسك نصرة للحق،
    ودعك من حمل السلم بالعرض”

    وأقول له:
    “الحمد لله أنك، يا صديقي، تركت الهوى
    ولم تُتعب نفسك، عملاً بنصيحة الحسن بن هانئ،
    وحملت سلّمك بالطول، فهنيئاً لك ياصديقي.
    وشكراً لكَ في جميع الأحوال،
    وستبقى حبيب قلبي.

    وقلتي لي، يا سيّدة البنفسج،
    من جملة ما قلتي:
    “لك الحق أن تغضب وتثور ….
    لكن صوتك الداوي سيبقى
    من أناشيد المتعبين المقهورين الثائرين.
    سيقى الصراع مفتوحا
    وطويلاً حتى ينقضي…..
    فالصبر هو زادنا
    نحن نُصلبُ …..
    لكن القيامة ستأتي”

    كلام أثلج قلبي،
    وشدّ من عزيمتي
    وكان وٍساماً، مِنكِ، أتشرّف به،
    وأضعه على صدري،
    وأفتخر به،
    ولن ينزع عن صدري أبداً .

    وضعوا القيود والحدود،
    ولكن “السنابل” تواصل بيننا بمواسم الخير والمحبة والعطاء
    لكِ ألف تحية من القلب والعقل معاً.

    الرد
  9. إبراهيم يوسف

    “جدِّدتِ حبّك ليه ؟
    بعد الفؤاد ما ارتاحْ
    حرام عليك، خلِّيه
    غافل عن اللي راحْ”

    خلِّيكْ مع دينا وشو بدكن فيِّ؟!
    مين إجا صوبها… وصوبك..!؟

    سكتُّ وما هذي بأول مرة!
    قصدتُ خلاصا
    فأمعنتَ في قلبي العذابا..!!

    عن سابق تصور وتصميم
    اتخذتُ قرارا بالرد
    فلماذا أدَعها تبيتُ
    وتبقى في عجين أمي؟!

    لكنني تراجعتُ قليلا بعدما أمعنتُ النّظر؟
    فعدت واتخذت قراري بهدوء هذا الصباح
    وعَدَلتُ عن كثير مما قلتُه
    فمسحتُ معظم الرد بلا أسفٍ على تعبي
    لكي لا نعود إلى الخنادق.. والمتاريس
    وما يستوجبه بالتالي؟ من تدخل الأجاويد
    والدعوة إلى سهرة مصالحة.. من جديد
    لا سيما وأنتم في الغربة
    والغربة باردة وموحشة وقد جرَّبتُها في القديم
    فأبقيت ليس إلاّ.. على الجزء التالي من التعليق

    “سَلي الرّماحَ العَوالي
    عن معالينا
    واستشهدي البيضَ
    هل خابَ الرّجا فينا؟
    بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا،
    خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا”

    تنكبتَ بارودتك ال FM أمُّ الطلقة
    التي لا تخطىء أو تخيب
    وتزنّرت بحزام خرطوشك
    وتقلدت سيف دون كي شوت المجيد
    واعتليت صهوة حماره الأعرج

    وناديتَ بأعلى صوتك المبحوح
    فلم يفعل فعله في أسماع الجُناة
    لأن الضحايا وحدهم من يسمعون

    “يا أشباه الرجال ولا رجال
    حلوم الأطفال
    وعقول ربات الحجال”
    دعوا التراخي
    فتأهبوا وهبوا إلى السلاح

    وتغريد المخلوقة الرقيقة
    انتحبت على القدس
    وسفحت دموعها
    وأسفرت عن وجهها
    وهتكت سترها عن رأسها
    فشقّت ثوبها وتركت قلبها
    مسفوحا مستباحا دِمَاهُ
    على ربى الرملة والخليل

    سمع رب السماء عويلها
    من هول ما أصابها لتاريخ طويل

    لكن مشاعر تغريد من حقها
    “بعدما تراجع الحب..؟
    وفي القلوب استوطنت الحرب”
    بعد ضياع بيّارتها
    وأختها القتيلة نوار.. هتيكة الإزار
    متروكة على ربى الرملة والخليل

    أما صوتك؟ فغاب في طيات المدى
    وصرختك بلغت أسماع الرب في العلا
    والله يسمع لهاث الموجعين وهو
    في سابع سما وسدرة المنتهى
    حيث الرب متربعا على العرش استوى

    فلا يقفل قلبه أبدا عن لهفة المجاهدين
    ودعوات أهل الأرض الباكين المساكين
    فأي فرق بين صراخك وأنين تغريد..!؟

    أقولك إيه ولاّ إيه خي أحمد
    إنت.. شوف لي بر
    وانا اسكت… وارسي عليه

    من جانبي بصراحة
    أكثر ما هزّني
    في تاريخ هذه الأمة المنكودة
    أن تعلن على الملأ عن عورتها
    في جهاد النكاح ولا مؤاخذة منك

    وذلك الدعاء المجيد
    مما توسلتْه
    بعض الطوائف في الجوار

    يا معبود تلك أيام السعود
    قد قطعنا لك كل.. العهود
    منك خرجنا وإليك.. نعود

    فبأي سلاح نستعيد مجدنا التليد؟
    في لواء الإسكندرون وفلسطبن؟

    ما دامت (الكورونا)؟ قد ارتدت
    على الشامتين منا.. بالنصارى وغيرهم
    من الكافرين البوذيين
    ممن يبجِّلون الموتَ في الصين

    فلا يتضافر العلم بين سائر الشعوب
    لتأصيل بذور القمح.. والجرجير
    أو التفتيش عن علاج لهذا الوباء اللعين

    في العام 82 وعند العاشرة ليلا كانوا ما زالوا
    يطلقون قذائف أدعيتهم من مسجد الساحة المجاور
    جارنا منذ القديم.. بل الحيط على الحيط
    حينما صرختُ في وجه الحاج علي، يرضى عليه
    لا يرد في وجهي مهما تماديت معه في الحديث

    قل لجماعتك.. كفى .. كفى
    عليهم أن يتوقفوا على الفور ويفتشوا
    لنا عن خبز نقتات به وماء نستحم فيه

    “ألم يكن الويل لأمة تكثر فيها
    المذاهب والطوائف وتخلو من الدين”..ّ؟

    فلندع البحث عن الأحلام الضائعة
    ونؤجل العثور على معين
    ممن يساعدونا على النصر المبين

    ودع صاحبنا أحمد سعيد الآخر مطمئنا
    هانئا في قبره لكي لا يحرك فينا مواجعنا

    فحالات انكساراتنا والكورونا؟ قتلت
    فينا عبد الناصر وصلاح الدين وكل
    الأحلام القديمة التي تؤرق عيشنا
    وتقض مضاجعنا من هول الكوابيس

    قدري خي أحمد أن أتعبك.. أو تتعبني ؟
    تحياتي لك وللرفيقة عبلة من بيروت.. وكل
    المحبين على أطراف الأرض.. مطيشرين

    الرد
  10. أحمد شبيب دياب

    صديقي الغالي الذي أحب وأحترم ابراهيم يوسف:
    وأنت الكاتب والأديب اللبناني المبدع،
    طَرْبَقْتَ الدنيا على رأسي،
    بمقالٍ منهمرٍ مثل المطر العشوائي.
    لك ما تحب، وتتجاهل، وتكره، وترفض، وتقبل،
    أحترم حرّيتك بإعلان رأيك،
    وأدافع عن “هذه الحرية”،
    كما أن لي رأيّ،
    قد يتوافق،
    أو يتقارب،
    أو يختلف مع رأيك،
    وفي الحالات جميعها يستمر الحوار.

    ما جنته براقش العرب على نفسها،
    وما مكرت به العجم،
    و هذه العساكر والكورونا والحروب،
    وأحمد سعيد،
    وكوهين باندت،
    لا علاقة لي بها لا من قريب ولا من بعيد،
    فأنا لم أقتني حتّى بندقية صيد،
    أكره الصيد والقنص وكل أشكال إطلاق النار.

    أيّدك الله بعونٍ منه:
    ليس لدي أيّ جماعةغير زوجتي وأولادي،
    فهل هم سبب هذه الكوارث كلّها أو بعضها؟
    ارحمني، رحم الله موتاك، فأنا أوهى من غزل البنات.

    أمّا هذه الصور، والآلام، والأحلام ،
    والتحديات التي أطلقتها نحوي،
    تحت ستارِ كثيف من الضباب المخيف،
    فلن تفعل فعلها،
    ولسوف يخبو وهجها.
    بعيدة عن العقل،
    محرومة من غيث المنطق،
    غريبة عن روح البسطاء (من أمثالي).
    ومعي، في هذا الأمر، شعوب ما زالت تتنفس،
    ومازال لها قلوب تخفق.

    أستاذي وقدوتي في الرقة والانسانية والقيم السامية، اسمعني جيدأً:
    أَجَاهَدَ المسلمون بالسلاحِ أم بالنكاحِ
    فلا شأن لي بهم ولا هم يحزنون.

    رفضكَ الانتماء إلى وطنٍ يحتضن النساء والأطفال والطيور والقطط والشيوخ…. لعلّ المعاناة والآمال الخائبة والمعارك الخاسرة كانت سبباً له.

    بعدكلّ هزيمة نحتفل بالنصر ورِجْلنا فوق رقبتنا.

    رفضك لكلّ انتماء فعل اغتراب عن الروح
    رسّخته أحداث الماضي الأليم،
    وكوته نيران الحاضر المقيم.
    كن كيفما تكن
    وقل ما تريد
    فأنت، حبيب قلبي:
    طيّب وجميل ورائع.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.