علام تلطم وجهها..؟ إيناس ثابت - اليمن الذكرى تصيبها بالحزن والإحباط فتدفع فكرها بعيدا، بفعل أشواك نالت منها فأدمت قلبها، ولسعت أناملها ونكأت جراح ماضيها. فلم يعد القلم يستهوي أصابعها، وتحولت الكتابة إلى عبء ثقيل يؤلمها، بل صارت كابوسا نسجته يوما وهي عمياء القلب...
نعامة وحجل وغرابقصة للأطفالإيناس ثابت – اليمن يحكى أن أرضا خصبة كانت تستريح تحت أشعة الشمس المشرقة، تعاشر الماء والريح وتنمو على وجهها الحقول اليانعة الخضراء؛ فلا تتوقف عن زيارتها السحب المثقلة بخير المطر. عاش فيها طائرا نعام وحجل، فاعتنيا بها وزرعاها بأصناف الحبوب...
الشمس تتفجر في السماء العالية، فتهرول ضاحكة بين السواقي والمروج، تراقب الراعي وأغنام القطيع، ثم تحث الخطى وتلتف وراء الهضبة، حيث يشرئب الحور عاليا، بأوراق لامعة يحركها نسيم خفيف، وسقسقات الدوري تملأ الدنيا بالضجيج، فتنصت لهمس الريح تشنف أذنيها بصوت الجنادب في سمفونية...
الرقص على خريف الزمن كل شيء.. كما تركناه إيناس ثابت – اليمن كم مضى من عمر الزَّمن؟ ساعة، ساعتان، ثلاث ساعات، أو ربما أكثر!؟ أخيرا غادرتُ فراشي واهنة القوى فاترة الحواس أمشي بعجز شديد. نزلت إلى الطابق السفلي، كل شيء كما تركناه، الأطباق المبعثرة...
سبع صلواتعلى وجه القمرإيناس ثابت – اليمن (1) كتبتُ اسمك على منديل أبيض في صباح ربيعيّ مشرق، طرَّزتْ يدايَ حواشيه بالخرز الملون وخيطان الحرير. ضممتُه إلى صدري. رق قلبي للمنديل الموشح بطيفك.. فغرَّدتْ مهجتي وسرى منها نور يملأني بفيض من الصلوات والتراتيل. رفرفت فراشات...
في غياهبِ الصَّمتِ والحُبّ إيناس ثابت عَزْفُ مزمارٍ يَتَناهى إلى أسْماعي من وراءِ الغيمْ في السَّماءِ العَلِيَّة يُبْهِجُ لَيْلي ويؤنسُ وحدتي فتعالَ وَاغرَقْ في مُحيطِ مشاعري واْرْنُ لدَقَّاتِ قلبي وأنغامِ ناياتٍ...
في قلبِ المُحيطْ لؤلؤةٌ تضيءْ تنامُ في عُمقِ البحرِ وحضنِ الرِّيحْ وظلِّ أوراقِ الشجرْ وربيعِ القلبِ المُدْنَفِ الأخضرْ ترقصُ نشوى على رحيقِ البنفسجِ في الدُّروبْ أو فراشةٍ تَنْشرُ شراعَها من هجيرِ الشَّمسِ في اليَمنِ السَّعيدْ يَضُمُّها الغيابُ لومضةٍ تتسلّلُ الريحُ...
من حكايا الزمان وبعد كان يامكان يا سامعين الكلام..؟ أن أسدا عظيما من أصحاب الحكمة والرصانة والبيان، حكم مملكته بالعدل والقسطاس، فأشاع في أرجائها العدالة والمحبة والسلام، وصار مرجعا في الحكم العادل وخدمة بني جنسه من سائر أنواع الطير والحشرات والحيوان. فازدهرت مملكته...
جميلة أنا .. بك حالمة كليلةِ صيفْ أرضُها من التوتِ البريِّ والرمّانْ وجداولُها من ماءِ الوردِ وينابيعِ الأعالي تفيضُ سماؤها بحلوى بَلَحٍ ملكيّ مغلفٍ بطعمِ اللوزِ والسكّرْ ترقصُ نجومُها في زرقةِ المدى و فضاءٍ من الفردوس وألوانِ الرّبيعْ...
وشاحُ حريرٍ غَزَلَتْه "پينولوب" من وحيِ حكايتك بفيضٍ من الحُبْ والخجل وانتظارٍ طويلْ وخيوطٌ ملوَّنة لمّها قلبي الموهن وأناملي القاصرة عن تحريكِ القلمْ لكي تكتبَ لكَ شكراً تنسابُ مع روافدِ القلب بالخطِّ العريضْ بعد أن حلَّقتِ العصفورةُ بجناحينِ ضعيفين لم يكتملْ ريشُهما...