هذا الكيانُ النَّتِنُ الغّثّ

بواسطة | 7 مارس 2020 | مقالات | 9 تعليقات

هذا الكيانُ النَّتِنُ الغّثّ
إبراهيم يوسف – لبنان

اللي استحوا؟ ماتوا!

تهاون القضاء مع الفساد 
يشجِّعُ على الفوضى والجرائم

ويُدخلنا في متاهة جديدة 
نحو مجهول.. بلا حدود

هذه المرَّة لن أساوم 
وأريد حقِّي كاملا معتمدا 
على ما قاله
رئيس المجلس النيابي

الضعيف وحده؟ يلجأ للقضاء!!

ونبيه بري كان محاميا
قبل أن يكون قائدا لحركة أمل
وحركة المحرومين
ورئيسا للمجلس النيابي
وخليفة للإمام موسى الصدر

 عَجِّلْ فَرَجَهُ وَفَرَجَنا.. يا كَرِيمْ

فعلام ألجأ للقضاء لأحصل على حقّي!؟
إذا كنت أشعرُ بفائضٍ في قوتي !؟

C:\Users\ibrah\Desktop\download.jpg

والظُّلْمُ من شِيَمِ النُّفوسِ
فإن تَجِدْ ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلمُ

إبن العاهرة؛ وصاحب 
شارع البغاء.. المتنبي

عطفاً على “قشرة بصل”؛ مقالتي المنشورة في العديد من المواقع والمجلات؟ وملحق: لمن يعنيه الأمر؟ المنشور أيضا في المواقع إيّاها، كردٍ على تعقيبٍ بنفسِ المعنى؟ فليسمعْني جيدا هذه المرة المصرف المعني بأمري ومن يُمسكُ عليّ مالي؟ فلستُ هشاً أبدا ولا ضعيفاً وليس الانكسارُ من طبعي، كما تراءى لبعض من قرأ مقالتيَّ، وإشارتي إلى لبنان هذا الكيان النتن الغثّ. فحينما أشعرُ بعجزي ورفعِ الضّيم عني، والإنفاق على أسرتي واعتلالي ومن يعنيني؟ سألجأ ولو في الخطوة الأخيرة من حافة قبري، ونهاية مشواري إلى وسيلتي للدّفاع عن حقّي. 

وعندي من الشجاعةِ والشّراسةِ ما يكفي، أن لا أسددَ رصاصة إلى رأسي، كما  فعلَ رجلٌ جبان أقدمَ على الانتحار إبّان أزمته المالية، حينما شعرَ بعجزه في تأمين مصروف ابنته!؟ لأوجِّهَ رصاصتي إلى رأس من يسلبُني حقّي.

 أوقفتُ عملَ الإدارة وأنا أصرخُ  في مشفى، وأشتمُ طبيباً متواطئا يعملُ في شركة تأمين، حينما حاولَ المماطلة وأبطأ في القيام بواجبه معي. ولو كان حديثي مباشرا معه، لما اكتفيتُ بضربه فحسب؟ بل لحطّمتُ أنفَه وسحقتُه.

وبعد؛ تبلغوا وبلغوا أن لبنان، تحوَّل إلى مبغى بفعلِ وساخةِ مصارِفه وساستِه وعجزِ قضائِه. والمبغى؟ “سوق العاهرات” في شارع المتنبّي، بعدما نهبَ أولادُ القحبة الزّعران مالي ممن ذكرتُهم لا أستثني منهم أحدا. ممن تربوا في الأزقة على الظلم والفسادِ والخسِّة ودناءةِ النَّفس، ولا يفهمون بغيرِ الشتائمِ والسُباب. وهذه ليست وضاعة في التّعبير؟ بل هي حقارةُ مصارفِكم وساستِكم وتهاون قضائِكم! ومن يعتبرُ نفسه في القضاء فوق شبهاتِ الفساد؟ فليُعِدْ إليّ تعبي ومالي وبعد ذلك؟ يمكنُه أن يتّهمني بالقدحِ والذّمِّ فيقاضيني ويحاسبُني؛ ويحبُسني. 

نعم أنتم مرتكبون ومدانون؟ سيدة تزوجت حديثا وتقيم في المملكة المتحدة، أتت تزور أهلها وحاولت أن تسحب من المصرف، رصيدها البالغ عشرة آلآف دولار. هل أحَصَيْتُم المبلغ في رؤوسكم؟ وأتى من يهمسُ في أذنِها من موظفي المصرف، أن تنقذَ مالها وتقبلَ شيكا بالمبلغ، والصرافون سَيُحَصِّلون لها المال، لقاء عمولة ألفي دولار يتقاسمها الصرّاف والمصرف، ولا أدلة للسيدة على ماجرى، إلا وشوشة سمعتْها في أذنها من الموظف المحترم. 

بئسَ ما تعلمتُه وما كنتُ أؤمن وألتزمُ به. عدتُ بدوياً والبداوة تتحكّمُ بعقلي وتربيتي، وتستبدُّ بمسلكي وتُحَرِّكُ عدوانيتي من الجذور. وأعرفُ جيدا كيف أدافعُ عن نفسي، وأنالُ عنوة من عدوّي قبل أن يكون خصمي، ممن يسلبُني حقّي وما يترتبُ عليه من ثمنٍ يُسَدِّدُه، وكيف سأنتزعُ مالي من قلبه؟ إن لم يكن بالقانون فشراستي وتصميمي وأنيابي وحدها تكفي. فلم أكنْ لأؤمنَ يوماً أن الظلم من شِيَمِ النفوس، كما أدَّعى يوما إبن العاهرة والقوّادُ المتنبي. تَبّاً لهذا الوطن وزعرانِه عنوانُ وضاعتِه وانحطاطِه، بأرزِه ورمزِه وسهلِه وجبالِه؟ وتَبّاً “لِتَعِيْسِ عَقْلِهِ” ووطني الحبُّ ليس في الحبِّ حقدُ. لا مكان للحبّ عندما تكونُ حملاً بين قطيعٍ من الذئابِ يفترسُ ثم يعوي.

وهكذا فأنا ممن يحترمون كثيرا رأي رئيس المجلس النيابي، أن من يلجأ للقضاء لينصفه؟ هو الضعيف وحده. 

كاتب لبناني

9 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    مهما يكن وقع المقالة قاسيا على الأسماع، ومهما تكن أسبابها موجبة وتدفع على الصراخ، ومهما بلغ جشع المصارف بعدما نهبت أموالنا، ونالت من لقمة عيشنا وأذلتنا على الأبواب. فلا أتمنى أبدا أن تُصيبَ الكورونا السياسيين وأصحاب المصارف ورؤوس الأموال، ممن أمعنوا خرابا في البلاد وذلا لخلق الله من العباد؟ فليسوا يستحقون الموت من أجل المال. لكن لو حصل وحصدتهم الكورونا؟ وهو ما لا أتمناه على الإطلاق. عندها فقط يتساوى الجلادون من السياسيين وأصحاب المصارف ورؤوس المال، بالضحايا الكادحين من الناس الفقراء.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      حلَّت كورونا فخدمت.. وغطّت على فساد المصارف والحكام. لكن هذا الغطاء لن يقيهم شرَّ الوباء، وهو ما لا أتمناه مهما أوغلوا في الفساد؟ أقله لكي لا ينقلوا إلينا عدوى الوباء، فينالوا من أموالنا ومن حياتنا على السواء.

      الرد
  2. شهربان معدي

    “دع العالم يذهب إلى الجحيم أما أنا فينبغي دائماً أن أحصل على فنجان الشاي الذي لي -فيودور دوستويفسكي”

    عرفناك أستاذي ابراهيم يوسف؛ كاتبًا من طراز خاصّ، يجمع في كتاباته بين الدعابة والجدّ، وبين العمق والوضوح. ومقالاتك الأثيرة الّتي عودتنا عليها، كلّها دليل على هذه الميزات الخارقة، والخصائص الفريدة، التي تميّزت بها دون غيرك..
    والحياة..؟ أجمل وأغلى هدية.. ظفرنا بها..
    رغم الخيبات والتنازلات.. والغصّات.. والمهاترات.. والتحديات.. والنُغص..
    التي تؤرق مضاجعنا..
    وأخيرًا الكورونا..
    الذي “طمّ وغمّ”
    كما نقولها بلغتنا العامية الفلسطينية..

    “إن كبرت مصيبتك اضحكيلها”
    هكذا دائمًا تقول لي أمي.. عندما تسّوَدُّ الدنيا في وجهي..
    ومن ساعة لساعة فرج..
    هدّي بالك أستاذي..
    والله يفرجها علينا جميعنا.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      الصديقة الكريمة وابنة
      الأصل الطيّب شهربان

      ولو أنَّ لكلٍ في التخاطب لغةً لا يفهمُ إلاَّها؟
      فأنا شديدُ الأسف على صراخٍ بلغَ حدّ البذاءة
      في مقالة كتبتُها وأنا شديدُ التوتّر والإحباط

      لعل أشدّ ما نرتكبُه من الحماقة والأخطاء..؟
      قراراتٍ نتخذها بتسرّع خال من الرّوية
      ونحن في حال من الغضب والانفعال الشديد

      وقد لامني في الحقيقة معظمُ من هم حولي
      ومنهم د. شوقي؟ واحد ممن يحبوني بحق

      ذلك أن أساس الوديعة أرض بعتُها للضرورة
      وبعد أن أنهى جميع أبنائي جامعاتهم
      اكتفيت بالباقي أنفق منه علي وعلى زوجتي

      فلا يضطر أبنائي لمعوتنا… ما دام لكل
      منهم من المسؤوليات ما يكفي ويفيض

      في هذا الوقت المحرج المقلق حتى حدود الانقصاف
      بفعل انتشار وباء الكورونا
      تأكدنا من الاقتصاد وقد بلغ أدنى درجة من الانهيار

      كذلك؛ فأكبر أبنائي يعمل ويعيش في الشمال الإيطالي
      المنطقة التي ترتفع فيها حدة انتشار الوباء بسرعة
      مخيفة… أين منها ما عرفه آباؤنا من المجاعات..؟

      وكأن الكورونا وحدها لا تكفي..؟
      لتصيب معظم العالم قلة الأخلاق

      الأخلاق التي لا تدنِّسُ عفة المرأة وسمعتها فحسب…؟
      بل وتدنّس سمعة بلاد ورجل له جسم بغل وأحلام صرصور
      كوزير خارجية أميركا واعذريني على وضاعة التعبير
      وهو يصرِّح في بداية انتشار الكورونا على الملأ فيقول

      ما لم نحققه في الصين ها هي الكورونا تحققه بدلا من أميركا
      ولم يكن يدري إبن (الحلال) أن:
      من يجعل الضرغام للصيد بازه ؟تصيَّده الضرغام فيما تصيدا

      وهنا لا أنال من المؤسسات
      الأميركية المحترمة التي تعمل لصالح الإنسان

      ثم تصوري إيطاليا تطلب معونات طبية
      من الاتحاد الأوروبي فلا يستجيب
      بل أول من استجاب لها الصين وبلا بديل

      فكيف يُكتب ويُدوّن للتاريخ
      عن زمن الحب والمودة والهدوء بين الناس
      في ظل الكورونا والاقتصاد
      المنهار بفعل الفساد وقلة الأخلاق

      طيب الله ثرى غابريل غارسيا مركيز
      وليس فينا من يلامسه أو يجاريه
      وهو يكتب عن: الحب في زمن الكوليرا

      ومع رحيل أم كلثوم فقد خَفَتَ فينا صوت
      الحب والمودة وكل ما هو رائع وجميل

      ولا أدري والله يا شهربان؟ إمتى الهوى
      يجي سوا وارتاح.. ولو في العمر يوم؟

      توقفت نهائيا عن متابعة وانتظار نشرات الأخبار
      وانصرفت إلى التعليقات والردود وسماع الأغاني
      ومتابعة ما أصادفه على الشاشات من الأفلام

      https://www.youtube.com/watch?v=mSoDl235Lfo

      الرد
  3. إيناس ثابت

    معلمي إبراهيم..قلب طاهر يفيض رقة وعذوبة، يعرف جيدا متى يكون حملا وديعا، ومتى يزمجر كالأسد.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      إنَّ في بُرْدَيَّ جسماً ناحِلاً * لو توكّأتِ عليه لانهدَمْ
      فمن أين أتيتني بكل هذه (الأسودة) يا عزيزتي!!؟

      الرد
  4. إسراء عبوشي

    مأساة بحق لكن مع إنسان بجمال روحك وسعة صدرك سيكون لها مَخرج قريب

    اسلوبك يحمل التميز وله خصوصيته الرائعة المكللة بالإبداع في كل الأحوال

    حتى في الوجع

    وفي الشكوى

    وفي الضجر

    لغة تنفرد بها تسحرنا رغم كل شيء

    حماك الله وفك كربك

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      أ / إسراء

      الموت وحده هو المأساة يا صديقتي
      أولادنا شديو الحرص علينا
      يخلي ولادك.. وحبايب قلبك يا رب

      الرد
  5. عاشقة الأدب

    صبرا يا عزيزي …هون على نفسك
    هذه الكورونا جاءت وشغلت العالم
    عن كل متاعب ومصائب الدنيا
    لكنها لم تتمكن من سرقتي وإلهائي
    عن التمتع بحلاوة وجمال الدنيا

    أتمنى لك ولأسرتك كل السلامة والعافية

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.