زُنَاةَ الْلَيلْ

بواسطة | 7 نوفمبر 2019 | شعر | 3 تعليقات

صَنَعَ نوحٌ للنجاةِ سَفِينَةْ
واليومَ قالوا للنجاةِ سَفِينَةْ
ثمّ قالوا:
إنّ ثقباً في السَفِينَةْ …
وَلِذَا فانْحَروا أحلامَكُمْ
واحْمِلوا آلامَكُمْ
واهْجُرُوا أوطانَكُمْ
وتَعَالوا خَلْفَنَا
شَرَفُ الْمَوت لكُمْ
وجَنَّاتِ الْخُلُودْ
هَذِهِ الدُنْيا دَعُوهَا
وانْبُذُوهَا
لِقُرَادِ الْخَيلِ
أو كِلابِ الْلَيلِ
لِأَشَرِّ الْحَاقِدِينْ
أو أحَطِّ الْفَاسِدِينْ
انْبُذُوهَا
وَاتْرِكُوهَا
فَلَهُمْ دَار الْفَنَاءْ
وَلَكُمْ دَار الْبَقَاءْ
اتْرِكُوهُمْ في القُصُورْ
واذْكُرُوا أهلَ الْقُبُورْ
هَذِهِ الدُنْيَا غَرُورَةْ
إنّها وَهمٌ وصُورَةْ

فَغَفَوْنَا، لقرونٍ،
غَفْوَةَ السُكْرِ الْعَمِيقْ
وَاسْتَفَقْنَا، بَعْدَ تيهٍ،

فتَلَمَّسْنَا الطَرِيقْ
وَغَضِبْنَا، وَانْتَفَضْنَا،

وَبِصَوْتِنَا الْهَادِرِ قُلْنَا:
يا زُنَاةَ الْلَيلِ
حُرَّاسَ الْمَقَابِرِ وَالْهَيَاكِلْ
يا دُعَاةَ الويلِ
أَيَا حِقْدَ الْأَوَاخِرِ وَالْأَوَائِلْ
اتْرِكُونَا وَارْحَلُوا عَنَّا
،
اتْرِكُونَا
وَدَعُونَا،
فِي فَرَاغِ الرُعْبِ نَهْوِي
كَذِئَابِ الجُوعِ نَعْوِي
نَمْتَطِي ضُمْرَ الجِيَادْ
نَتَدِاعَى فِي الْوِهَادْ
وَلْيَكُنْ يَوْمَ الْمَعَادْ
مَزِّقُوا أَشْلَاءَنَا
واطْفِئوا أَضْواءَنَا
وَلَكِن
ْ
اتْرِكُونَا وَارْحَلُوا عَنَّا،
اتْرِكُونَا
وَدَعُونَا نُبْحِرُ عَنْكُمْ بعيداً

فِي دُجَى الْلَيْلِ،
وَفِي عَصْفِ الرِيَاحْ
نُشْعِلُ النيرانَ،

نُوقِظُ الشْطآنَ،
نَنْشُدُ، بَعْدَ طُولِ الْلَيْلِ،

أَنْوَارَ الصَبَاحْ
نَزْرَعُ فِي رُبَى الْقَلْبِ،

سِيرَةَ الْحُبِ
وَلْتَبْدأ الْأفْرَاحْ

وِلَكِنْ
اتْرِكُونَا وَارْحَلُوا عَنَّا،
اتْرِكُونَا
اتْرِكُونَا لِلصَبِاحْ
لِرَحِيقِ الزِّهْرِ تَذْرُوهُ الرِيَاحْ
لِرَغِيفِ الْفُقَراءْ
وَأَمَانِي التُعَسَاءْ
ثورةً بِالْحُبِِ تَزْهُو
تَنْثُرُ الْعِطْرَ

وتَجْلُوَا الْهَمَّ عن وَجْهِ السَمَاءْ
اتْرِكُونَا وَارْحَلُوا عَنَّا،
اتْرِكُونَا

ahchebib@gmail.com أستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية، (متقاعد).

3 التعليقات

  1. إيناس ثابت

    الدكتور الرائع أحمد دياب

    أنت صوت الثوار
    وأنت الشعر والشعور معا

    حضورك صديقنا الغالي
    مميز ومحبب لنا
    ما أسعدنا وأجملنا بك!

    الرد
  2. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    الأديبة إيناس ثابت الغالية
    الروعة في حروفك وفي شذا كلماتك وفي قلبك الذي ينبص بالمحبة.
    في هذه الأيام أقتل كلّ يوم!
    يخترقني الرصاص ولا تستقر الطلقات إلّا في قلبي.
    يقول المصريون في أعراسهم “ربّنا يتمم بخير”
    وأقول في عرس ثورة 17 أوكتوبر2019 في لبنان “ربنا يتمم بخير”
    بين الفرحة والدمعة تنعدم المسافة
    كم أنا سعيد بكم أصدقائي وأحبّتي في السنابل
    خاصة الصديق الغالي ابراهيم يوسف الذي أشتاق لتعليقاته ومقالاته ولفتاته.
    الغالية إيناس
    دائمة التألّق كنجمة الصبح
    حماكِ الله

    الرد
  3. إبراهيم يوسف

    د. أحمد شبيب دياب

    “أسقنيها بأبي أنت وأمي
    لا لتجلو الهم عني .. أنت همي”

    هكذا اخترت لقصيدتك أربع تحيات
    لتجلو بعض الهم عنك…. وعني

    أولاها من أدونيس يقفز
    من كون إلى كون يتحدث بحسرة
    تنطلق من من أعمق آهة في القلب
    وتتناول غصة المشردين جيلا بعد جيل

    في أول العام الجديد
    قالت لنا آهاتنا.. قالت لنا
    شدوا الرحال إلى بعيد
    أو فاسكنوا خيم الجليد
    فبلادكم..؟ ليست هنا

    نحن الذين على الدّخيل تمرّدوا
    فتهدّموا وتشرّدوا
    أكل الفراغ نداءنا
    ومشى الأمام وراءنا
    أيّامُنا جمدت على أشلائنا
    وتقلّصت كدمائنا
    صارت تعيشُ على الثواني
    صارت تدور بلا زمانِ

    والتحية الثانية من محمود درويش
    حينما يطول انتظاره
    وتغدو الأماني عصية على الأحلام

    نوح..!؟
    هبني غصن زيتون
    ووالدتي.. حمامة..!
    إنّا صنعنا جنة
    كانت نهايتها صناديق القمامة
    نوح..؟ لا ترحل بنا..!
    الموت في أرضي.. سلامة

    وأما التحية الثالثة فتحملها لك فيروز
    صاحبة الروح التي تضج بأحلام البشر

    مغرور قلبي كيف بدي فهمو
    إنو الهوى بيعزبو.. وبيندمو
    لا كان يتعلم من ليالي البكي
    ولا كانت جروحو القديمي تعلمو

    وما التحية الرابعة والأخيرة
    إلا من أبي نواس… الحسن بن هانىء
    يتجاوز
    من سبقه ولحقه مرورا بالخيام نفسه

    حامل الهوى تعب.. يستخفه الطرب
    إن بكى يحق له … ليس ما به لعب

    وحامل الهوى تعب؟ اخترته عنوانا لنص قديم
    نال نصيبا عاليا من القراءة والتعليق وكنت
    قد كتبته ردا على تعقيب مستفز
    وردني من سيدة وصديقة مقدَّرة من الحجاز

    هي بعض الدواعي المفروضة
    يا صديقي وحبة قلبي
    التي أبعدتني عن أهلي وأحبابي

    https://www.youtube.com/watch?v=CSZXzuZec48

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.