جَنَّ الليل

بواسطة | 17 نوفمبر 2017 | شعر | 7 تعليقات

ارتدي حلمي نُعاسا يغفو على ثقل أهداب أعياها أنتظار.

ينهال شوقي شلال جمرات تضطرم في حضن الحشى كالمَجمر.

تحفظ قصائدي عن ظهر غريزة واثقا  انها لك وحدك.

تغزو صورتك كل جوانبي وأركاني لتغفو أريجا بكرا يحاكي عطر أول ورقة تفتحت في قلب وردة؛ ما شم عطرها من قبل أحد؛ ترنو بأرتجافة عذرية الحذر غريزية النوايا تدور وتتعرج لتغزل طلسما ما فُكًتْ رموزه ولا تُرْجمه أحد.

أحاول فك وثاقي وكسر قيود أسري كدودة قز تلتهم شرنقتها لتنبثق فراشة تزمجر؛ حرية. يندلق ستر حلمي ما أن يرنو اليّ الفجر غامزا لي بطرف عينه.

أشتهيك وليمة كاملة لا يشاركني فيها أحد لا بقايا  فتات أحاسيس وُشِمَت بالحسرة.

أغرس قلبي وحرِّه في عيني لأصبها على وجهك كباقات ورود يا قِبْلة الأحساس يا من تزهو وتتخم بك كل المشاعر ولا تقشعك العيون.

يا أصل الوجود لم لا تكف مسحا ضوئيا لتضاريس الخاطر؟

لم أبدلت القلب ببوصلة سكرى لا تستقر إلا صوبك ؟

أذنوبي التي خلتها ستدنيك مني؛ تبعدك عني؟

أم طول البعد ألبس قلبك رداء قسوة ؟

أسوء طالعي أولدني في زمان خلا منك أم تراه حسن حظي  أوجدني كي ألتهم أيام الأنتظار تخمة؟

أشبك عروق كفي بعروق قلبي لاحيك سجادة صلاة في محراب عشق.

أفي سجودي إبتعاد عنك أم إقتراب منك ؟

أَنْبِتْني  على أوراقك دودة قز تغزل عمرها حريرا يسكنه ترقب  ظهور وجهك الممهور بالرحمة.

حائرة أنا وظمآنة ؛ أأشرب رحيق تفاصيل اللقاء  بكف الهوى أم بكأس الصبابة؟  فقلبي ناي موجوع لا يعزف الأ إسمك.

صدري يضج بك كسجادة فارسية تموج الوانا وروحي تطوف حولك بأناتها كمبخرة تنثر عطرا ورُقية .

أنسج لك من حبال تفكيري رداءً يقيك حبائل افتضاح الأمر.

أتسوَّل هنيهات وأستجدي لحظات من كَرَم الزمان فبدونك تتثائب الايام ضجرا وترهقني عبوسا.

أستيقن ظهورك كَتهلُلْ المشاعر قاطعة انك تنزف حضورك حولها  دفئا، فأشتعل إشتهاءً للقاء وأنطفأ يقينا بانه ما حان وقته بعد.

أعلّق  أمنيتي على جيد هلال أولدته للتو نجمة؛  فما خذل قمراً ليله وما تأخر الفجر عن موعده لحظة .

ما أخترت أسمي، أهلي، لون بشرتي ولا لون عيني؛ لكنني أخترتك حلمي مع سبق إصرار وصبر وترقب.

لو جئتني! لأحتضنك بعنفوان نهر يندفع من فوق ربوة.

ولتتعرش فرحة اللقاء شرفة القلب فيضخها عطرا.

هدى المهداوي

7 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    الصديقة هدى المهداوي- العراق

    عيوني وآغاتي أنتِ “وسدارة” على قمة رأسي؛ غيابك موحش والله يا هدول. شكرا لك على هذا الحضور والشكر موصول من زوجتي، وسائر أفراد أسرتي على اتصالك الكريم، والشكر الأخير على هذا التغريد الجميل، يسعدُ القلب وينير متاهة النفس. “صلِّ عالنّبي عليكِ” وعلى طلتك البهية، بهاء الأمنيات على وجه القمر، ونجمة تولد من جديد.
    وشكرا لك أيضا وأيضا، لا تكتبين شعرا يا عزيزتي..؟ فمن “الشعراء” من يتحفنا بقصائد ينبغي أن يشرحها للقراء قبل نشرها أو بعده..! ولو تناولتُ إحدى هذه القصائد..؟ لهالكِ يا يُطْبِقُ عليها من الغموض وعصيات المعاني والأحاجي “والفوازير”؛ كالتفتيش مثلا عن مفردة لا معنى لها في سياق القصيدة، إلاّ أنها تنسجم لفظا مع عجز البيت السابق، و يمكن للشاعرة أو الشاعر التحرر من الالتزام بالقافية الملعونة.. لكنها في النهاية حرية الناس، وليس لأحدٍ أن يكون قَيِّماً على الشعر والشعراء. لكن؛ إذا ما ضجَّت عليك قريحتك وردك الحنين إلى الشعر؛ فلا تترددي في استشارة د. أحمد دياب أستاذ الرياضيات، فله في الشعر صولات وجولات وأحوال شِداد.
    مهما يكن الأمر ففي الطريق إلى النشر، مقالة جديدة عن نصب المتنبي في بغداد، وفيها جانب من حال العرب، والحرب الأميركية على العراق. أرجو يا عزيزتي أن تكون “أمنية المتنبي”، موضوع مقالتي المقبلة على “قد” خاطرك.
    يسعد أوقاتك وينور فكرك، فلا تكتبين شعرا كيفما اتفق؛ لكي لا يركلنا المتنبي ولا تمتد يده إليَّ فيصفعني على خدي ويصفعك معي.
    خالص تحياتي ومودتي ؛ لهدى الصديقة المخلصة
    وابنة الأصل الكريم.

    الرد
    • د. أحمد شبيب الحاج دياب

      الكاتبة والأديبة هدى المهداوي،
      في جنّ اليل من العشق والوجد “شلال شوق وجمرات تضطرم ”
      ما بين القرب حتى الفناء أو البعد حتى ذروة الشوق إلى اللقاء؛
      فكيف يكون الاختيار؟
      هذا التردد الجميل والقلق الرائع يجعلني أؤكد لك سيدتي أن الشعر
      سوف يأتيكِ، في بغداد وأمام عيون المتنبّي، لكي ينشد لك قصيدة شكرٍ وتقدير
      من أجمل ما قيل من القصائد ثم سينحني ليقدّم لكِ باقاتٍ من الورود الندية العطرة.

      الرد
      • د. أحمد شبيب الحاج دياب

        الصديق الأستاذ ابراهيم يوسف
        تحياتي القلبية
        حين تأخر الوحي عن النبي محمد(ص)
        قال له الشامتون قلاك ربٌك يا محمد،
        وحزن صلوات الله عليه واغتم حتّى أنزل الله عليه سورة الضحى.
        وكان الله يقسم بالضحى وباليل إذا سجى أنّه لا يتخلّى عن حبيبه
        وأن الوحي سيواتي النبي، ولسوف يعطيه ربّه فيرضى وبنعة ربّه سيتحدّث.
        أمّا الداعي لك بالصحة والعافية وطول العمر والنجاح في كلّ ملمّة وأمر
        فما أنا بنبي مرسل ولا بشاعرٍ ملهم؛
        تأتيني في بعض الأحيان قصيدة صغيرة هنا وهناك،
        وليست لي قدرة استدعاء آلهة الشعر ساعة أشاء.
        فما بالك تحشرني في كلّ محشر وتدفع بي وترفع
        فهل تريدني أن أتهوّر وأقع في مأزقٍ فلا أتدبر.
        فتشمت بيّ الأعادي فأقول (يا شماتة أبلا ظاظا فيّ).
        ارحمني فأنا من هواة الشعر لا من عتاة النحويين واللغويين.
        أمّا لجهة المتنبّي وحاله معك فأقول وبصدق القلب واللسان:
        حاشاك يا سيّدي إلّا أن يستقبلك الشعر بالتحية والترحاب
        ومزيد التقدير والاعجاب فنثرك كحقلٍ عشب تتراقص فيه الزهور البرية مع نسيمات الصباح الندية في جبل صنّين،أو “كسجادة فارسية تموج الوانا” حاكتها بنات فارس بلهفة القلب وهمسة التنهيد.
        لا يمكنني أن أصف عالمك الجميل الذي تشدّني بلطفٍ إليه وأرى فيه رائعات الجمال ويخفق قلبي مع الحروف وأسمع من الأنغام الشجيّة ما لم أسمعه من قبل.
        لا تتركني يا صديقي محتاراً ومرتبكاً فكلّما أشدتَ بي أجد نفسي وسط معركةٍ في ساح الوغى :
        إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا…لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
        رحم الله عمر بن أبي ربيعة وطيّب ثراه

        الرد
        • ابراهيم يوسف

          حبيب قلبي د. أحمد

          “قلب تمرس باللذات وهو فتى
          كبرعم لمسته الريح فانفتحا

          ما للأقاحية السمراء قد صرفت
          عنا هواها أرق الحسن ما سمحا”

          همسة تنهيد تنطلق مشحونة حرَّى
          بأنفاس صبايا فارس
          “يغسلن الصدر بماء الصبح
          فينتفض الصدر متمردا على الغسل”

          نحن اليوم يا صديقي
          أشد ما نكون بحاجة إلى النوايا الصافية والسلام
          وحافظِ الشيرازي
          شاعرُ العرفان والحب والحكمة يقول:

          لا يرجعُ السهمُ نحو القوسِ ثانية
          فالسهمُ منطلقٌ في مَهمَّةِ الريحِ
          فكلٌ يومٍ مضى رهنٌ بسابقه
          كالحربِ تبدِّلُ مجروحاً بمجروحِ

          سقى الله ورعى أيامك في بلاد “الشُفَّار” بلسان أهل اليمن
          ممن جيروا حرمان كل الأمم المقهورة لصالحهم

          لعل بشارة الخوري كانت أحواله كأحوالنا
          يندب شبابه ويقول:

          “أيَوْمَ أصْبَحْتُ لا شَمْسي ولا قَمَري
          مَنْ ذا يُغَنِّي على عُوْدٍ بل وَتَرِ ..!؟

          ما للقَوافي إذا جَاذَبْتُها نَفَرَتْ
          رَعَتْ شَبابي وَخَانَتْني على كِبَرِ

          كأنّها ما ارْتَوَتْ من مَدْمَعي
          ولا غَنَّتْها ليالي الوّجْدِ والسَّمَر”ِ

          عش اللحظة يا صديقي كما ينبغي
          “عَرِّمْ” وَتَبَخْتَرْ وامشِ مُسْبَطِراً
          وارفع رأسك عاليا إلى فوق
          ولا تلتفت أبدا إلى الخلف

          https://youtu.be/IXVqshU_e1k

          الرد
  2. إيناس ثابت

    هدى الصديقة المحبوبة.. الهادئة والصادقة، تكتب بثراء لغوي و من روح نقية كقطرة الندى عن سيرة الأشواق وتقديس المحبوب، والحب ومعانيه السامية، وجمال تفاصيله الصغيرة فتمتع العاشق والغافل.

    مودتي وباقة ورد جميلة كأنت.

    الرد
  3. هدى المهداوي

    اغاتي

    عيوني

    سدارتي

    استاذي ابراهيم يوسف

    يا من يفرح لفرحي ويؤلمه ألمي

    يا من اكتب ارضاءا له ونزولا عند رغبتة

    اهديك القليل الذي قد يوفي بعض فضلك يا بعض الاهل وجيرة في القلب لا في الوطن

    تقول

    اقول

    ونقول

    انا ما كنا التقينا

    كيف ذاك ولكم في الاعناق

    دينا ؟

    ولهاث حضوركم

    تعكسها مرآة خاطري

    في القلب حرا

    اواثق ان القلوب

    ما تعانقت اطيافها

    في عالم الذرا

    ؟؟

    اشكرك يا من تواضعت فكنت كالنجم الذي لاح لناظره ….. على صفحات الماء رفيع

    لكنه رغم علو الشان وبعد المسافة، يضئ ويهدي ويؤنس الوحشة

    الود والتقدير لعائلتك الكريمة يا نعم جار في القلب والخاطر.

    الرد
  4. هدى مهداوي

    د.احمد شبيب الحاج دياب

    ما قرأت لك حروفا
    بل كنت بانغام اُدَنْدِن

    أفي زوايا الوجدان تكتب؟
    أم شغاف القلوب
    صارت لشعرك
    وطن
    كلماتي غجرية ما روضها
    انس ولا جن
    لا أرض لها تسكنها
    بل تموج في افلاك الخيال
    ترقص وبما لا يفهم
    تدندن
    انت بنيت للشعر صرحا
    وصرت له انت
    المؤذن
    يا سيدي
    بكل تقدير وبعبرة أختنق بها اشكر لك تشريفك نصي الفقير بحضورك الطاغي الغني
    واتشرف بمعرفة الخير التي كان استاذي وسدارتي الرجل البهي الحضور بعض الاهل استاذي وتاج راسي
    ابراهيم يوسف.
    كيف اقارن صدفات حروفي بلآلئ شعرك التي ادمنها القلب ما أن اطلعت على ليل وبخور

    وَجَاءَني
    المَخْلوقُ مِنْ بَشَرٍ
    بِليلٍ مُعْتِمٍ ضَجِرِ
    وفي كَفّيْهِ
    ما يُخْفِيهِ من قَلَقٍ
    ومن شَوقٍ
    ومن لَهَفٍ ومن سَهَرِ
    وفي راحتيه ينثرها
    ويَفتِلُها
    بِيَدٍ تَهْتَزُّ يشعِلُها
    ويغمُرُها
    يبثُّ فيها الشوق
    يُحرِقها
    يحاكيها يناجيها يقول
    خُذيني حيث لا أَشعرْ
    خذيني حيث لا أُبصرْ
    فلا هَمٌ على قلبي
    ولا شَوْكٌ على دَربي
    ولا ناسٌ تعاتبني
    فتتعبني

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.