بلاد العرب أوطاني!

بواسطة | 7 أغسطس 2019 | قصص قصيرة | 7 تعليقات

https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net/t31.0-8/11116372_945516618802836_4965274700249530092_o.jpg

 قصة قصيرة واقعية وصادمة*
عمل لسنوات كمهندس موقع وبظروف صعبة صيفا وشتاء وثلجا وصقيعا وبلا تسهيلات وعلاوات ومزايا وسكن لائق…وعندما انتهى المشروع وتحول المشروع الكبير لمصنع كبير منتج وبدأت الادارة العامة بالتوظيف وتوزيع المناصب والمكاسب، تم استبعاد فكرة توليه لمنصب مدير بصرامة قطعية بحجة أنه “غربي” (أي من الضفة الغربية وليس الشرقية)… وليس من ابناء و”عجول”المنطقة، وفجأة وبتنسيب ساحق ماحق وعن طريق “كرت غوار ” الفعال عين مهندس آخر قادم من عمان (أصله من احدى مدن الجنوب) ويعيش ويعمل بعمان مديرا كبيرا بالرغم من انه لم يعمل يوما بهذا المشروع الجنوبي! وواصل عمله مستكينا صاغرا…ولكن عندما  احتج “بأدب ولباقة” قائلا: فلما لم تعينوه منذ البداية اذن؟ قيل له ببرود مقنع: لقد كان مجرد مشروع مرهق في بداياته بظروف عمل صعبة وبلا مزايا! ومن الغبي الذي كان سيقبل بهذا العمل بالله عليك وخاصة أن هذه المنطقة تفتقد حينها لكافة الخدمات اضافة لظروف البرد والثلج والصقيع في الشتاء؟!…أما الآن فقد أصبح الموضوع مجديا وحان وقت الحصاد وتوزيع المناصب… سمع ذلك بذهول وصمت واستغرب من غباءه وانتمائه وسذاجته ووطنيته ونزاهته وضياع سنوات عمله في المشروع…ثم قال في ذاته يائسا: هل يحدث مثل هذا الا في بلاد العرب والمسلمين؟ وفهم أخيرا احد أسباب الهجرة الكاسحة الكاسحة !

مهند النابلسي* / مهندس وكاتب وناقد ومستشار اداري/

م. مهند النابلسي كاتب وباحث وناقد سينمائي جرىء وموضوعي وهو "اردني من أصل فلسطيني" وعضو رابطة الكتاب الاردنيين والاتحاد العربي لكتاب الانترنت. عمان – الاردن Mmman98@hotmail.com

7 التعليقات

  1. شهربان معدي

    – عفوا سيدي أين أجد القطار الذاهب إلى عالم أفضل؟
    – ههههه، ياصغيرتي أي عالم تقصدين؟
    -العالم الذي أخبرتني عنه جدتي عالم فيه البشر ما زالوا على هيئة إنسان، عالم سمائه تحلق به طيور الخير والقلوب صافية خالية من الحسد والأنانية، عالم فيه الجار للجار والصديق وقت الضيق، عالم..؟ تتحكم فيه الطاقات لا الشعارات!
    – يا صغيرتي: قطار ذاك العالم أخر محطة كان فيها هو عقل جدتك!

    وعن أي أوطان تتحدث يا أستاذي مهند؟
    أوطان وانتماء وأريحية وتفانٍ في العمل..؟
    مصطلحات أصبحت في خبر كان في عالم تسوده النرجسية والإيجو الذي حجب عن الفرد “نور العالم” ونعمة الوطن وفضيلة الإنتماء.. ليصبح البيت والعائلة الصغيرة كل حياته ووطنه، وهكذا فقدنا الوطنية والأوطان، وخسرنا خيرة شباننا الذين هاجروا وذاقوا مرارة الغربة والتشتت في أصقاع الأرض، بحثًا عن لقمة العيش الكريم، وهذه كانت رسالتي في قصتي “الضوء لا ينكسر فجأة وكذلك النفس البشرية”

    شكرًا لحضرتك أستاذ مهند على هذه السردية الرائعة المُعبّرة عن الواقع المرّ الذي تتحكم فيه المؤسسات وفقًا “للواسطات” لا القدرات والمهارات.
    علها الضمائر النائمة تستيقظ!

    الرد
  2. شهربان معدي.

    سماؤه
    الهمزة عل الواو.
    عذرًا على السرعة في الكتابة.
    ولذلك اقتضى التصحيح.
    محبتي وتقديري.

    الرد
  3. مهند النابلسي

    عظيم الشكر وخالص الامتنان لقلم المبدعة الآخاذة شهربان ذات اللمسة السحرية والقيمة المضافة التي تجعل من المقال شيئا يستحق القراءة مع الود والاحترام.

    الرد
  4. إبراهيم يوسف

    “بلاد العرب أوطاني” مادة لموضوع عنوانه: وثيقة الخلاص من النار؛ بعض مذكرات فخري البارودي صاحب النشيد ومؤلفه.

    أرجو أن لا أتأخر بنشره. ربما بعد الرد على “المدير الذي يفكر بقدميه”.

    الرد
  5. دينا تلحمي

    الأستاذ الكريم مهند النابلسي

    ليس كل من وصل إلى القمة ناجح، فقد يكون مجرد تيس ولكن الظروف أوصلته إلى هناك….!
    فنحن نعيش في زمن اضطربت فيه القيم والأخلاق والمباديء
    واختلت فيه الموازين
    حيث أصبح المعروف منكراً
    والمنكر معروفاً محبباً
    وطيبة القلب عيباً أو ضرباً من العباطة أوالهبل!

    نعيش وسط أمة عدوها القرطاس والقلم
    ولكنها في المجون لها صولات وجولات ..!

    وأخيراً
    عندما نضع الحصان لفلاحة الأرض
    والحمار للسباق
    فلن نجني خيراً ولن نكسب الرهان ..
    ولكل مجتهد نصيب في هذا الزمان ..!

    عيد مبارك عليك وعلى أسرة السنابل المحترمة
    وكل عام والجميع بخير

    الرد
  6. إيناس

    الأستاذ مهند

    حملني نصك إلى قصيدة
    للشاعر إبراهيم طيار
    وفيها يقول:

    في -بلادِ العُربِ أوطاني-
    احترفتُ الدّمعَ..
    أدمنتُ الرّثاءْ
    كلّما حاولتُ أن أضحكَ..
    يغشاني البكاءْ
    تنزفُ الأقلامُ والأوراقُ..
    والحبرُ على كفيّ يجري..
    مثلما تجري الدّماءْ

    ودمت بخير وسلام…

    الرد
  7. مهند النابلسي

    لصديقاتي المبدعات دينا وايناس أشعر بسعادة غامرة حقا لأن النص استفزكما لهذه التعليقات الآخاذة المعبرة وهذا يكفيني وكل عام والجميع بخير واضحى مبارك.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.