ارفع برأسك أيها الساجد

بواسطة | 9 نوفمبر 2017 | شعر | 0 تعليقات

ارفع برأسك
كَبَّلوكَ مُنذُ أنْ كُنْتَ صَغيرا
خَوَّفوكَ  بِوُحُوشٍ أَو بغِيلانٍ كَبيرة
زَرَعوا قَلبَكَ رَهْبَةْ
كَبَتوا في الصَدرِ رَغْبةْ
أَخَذوا العَهْدَ عَليكَ
بأنْ تَرْضَى وتَقنعْ
قابلاً كُلَّ الأوامرْ
حافِظاً كُلَّ الشعائرْ
ساكِتاً ما دُمتَ تَسمَعْ
آمناً ما دُمتَ تَخْضعْ
واعَدوكَ شَتّى أصناف الوُعودْ
بحِسانٍ وجِنانٍ وخُلودْ
إنْ أنتَ أخلصتَ العهودْ!
وإنْ خَالَفْتَ لاقَيتَ العِقابْ
يَومَ قَهرٍ فيهِ ألوانُ العذابْ

قَيَّدوكَ بِفُولاذٍ وحَديدْ
ثُمَّ قالوا لَكَ افعل ما تُريدْ
وهُنا التَعقيدُ في الأمر ِشَديدْ
ما بينَ اختيارٍٍ وجَبرٍ ووَعيدْ
فالتزامُ القَيدِ شَرْطٌ للخلاصْ
وبِكَسرِ القيدِ تَرقَى للبَعيدْ

ارفع برأسك أيُّها السَّاجدْ
وما السُجودُ إلَّا لِرَبِّنا الواحدْ
انهض فأنتَ القادِمُ الواعدْ
زَلزِل الكونَ َبصوتكَ الراعدْ
حَكِّمْ بعقلك لا تُبالِ
نَوِّرْ دروبَكّ لا تُبالِ
فهذا العقلُ نِبراسُ الليالي

ahchebib@gmail.com أستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية، (متقاعد).

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.