أسبوع الفيلم الياباني في عمان

بواسطة | 28 نوفمبر 2021 | فنون و سينما | 0 تعليقات

انطلاق عروض أسبوع الفيلم الياباني في عمان:
الروبوط الطريف واللص الشريف والمشبوه الرئيف والقاتل المخيف:
ثيمات شيقة تتحدث عن الحياة البسيطة في الأماكن النائية والتداعيات العصيبة والملابسات المتشابكة! 

  عمان 22 تشرين الثاني (بترا)- انطلقت مساء امس الأحد في سينما الرينبو بعمان، عروض “أسبوع الفيلم الياباني” في دورته العاشرة
بفيلم التحريك الطويل من نوع الخيال العلمي “زمن حواء” إخراج ياسوهيرو يوشيورا وإنتاج 2010
وأعرب السفير الياباني في الاردن شمازاكي كاورو خلال حفل الإطلاق الذي تنظمه الهيئة الملكية الاردنية للأفلام بالشراكة مع السفارة اليابانية، عن تقديره للهيئة على تنظيم عروض هذا الأسبوع بعد انقطاع عام ونصف بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وأشار السفير كاورو الى صناعة الافلام اليابانية وخصوصا افلام التحريك التي تظهر التميز الابداعي الياباني في هذا الشأن، مستعرضا الافلام المشاركة في “الاسبوع” التي تعكس بعضا من ملامح الثقافة اليابانية.
كما أعرب عن أمله في أن يستمتع الاردنيون بمشاهدة هذه الأفلام وأن تكون حافزا لهم للاهتمام بالثقافة اليابانية والاطلاع عليها.
وتناول فيلم التحريك “زمن حواء” الناطق باليابانية مع ترجمة إلى الإنجليزية، حكاية شابين في مقتبل العمر على مقاعد الدراسة الثانوية يقفان وجها لوجه مع انسانيتهما، في عالم يتم فيه خدمة الناس من قبل “روبوتات” شديدة الشبه بالانسان ويتم تمييزهم عن مالكيهم من خلال حلقات فوق رؤوسهم، وفق بروتوكول سائد يتوجب التعامل معهم بوصفهم أجهزة وكل من يتعاطف معهم يوصف بأنه “مهووس بالروبوتات”.
وتدور احداث الفيلم حينما يجد الشابان مقهى يدعى “تايم اوف إيف” حيث تذوب فيه الفوارق بين الانسان والروبوت، وتتم معاملة الروبوت والانسان بمساواة وفق تعليمات تمنع التمييز، ويعيش الشابان خلال ذلك تجربة يواجهان خلالها قرارات وخيارات صعبة…
يذكر ان الفيلم شارك في مهرجان بوسان السينمائي الدولي 2011 ومهرجان نيويورك الدولي لأفلام الاطفال 2011 ومعرض طوكيو الثالث للأفلام التحريكية، كما فاز بجائزة التميز في الدورة التاسعة لجوائز طوكيو للافلام التحريكية وحصل على جائزة من لجنة التحكيم في مهرجان اليابان للفنون الاعلامية.
وتشارك في الاسبوع الذي يستمر لغاية مساء بعد غد الاربعاء، بالاضافة للفيلم السابق، عروض متنوعة من أفلام الدراما الاجتماعية والتشويق ناطقة باليابانية مع ترجمة إلى الانجليزية منها الفيلم الدرامي الطويل “حيث أنتمي” إخراج شينجي أزوما وإنتاج 2016، ومدته 108 دقائق، والفيلم الدرامي الطويل “الاستدعاء” إخراج كاتسوهيدي موتوكي وإنتاج 2019، ومدته 120 دقيقة، وفيلم الإثارة والغموض “الحمل السكيثي” إخراج دايهاتشي يوشيدا وإنتاج 2017 ومدته 126 دقيقة.
–(بترا)

*فيلم التحريك “زمن حواء” يحتوي بعدا انسانيا وكوميديا بطريقة التعامل مع الروبوت وطريقة شربه للقهوة …والفيلم يستبق الزمن بطرحه لفكرة “عدم التمييز” هذه وخاصة في اليابان البلد الرائد بصناعة الروبوتات واستخدامها المتنوع…الشريط شيق وطريف ويضيف قيم جديدة هامة ومفاهيم منطقية تسهل اندماج الروبوتات في المجتمع مستقبلا كخيال علمي قابل للتطبيق العملي: 

*ملخص الحبكة: في وقت ما في اليابان المستقبلية ، شاركت أجهزة ألandroids الروبوتية في كل جانب من جوانب حياة الناس. في أحد الأيام /الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/، بعد التحقق من السجل السلوكي لجهاز أل Android/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/، لاحظ ريكو ، الطالب ، أن أوقات عودة جهاز أل Android/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/ الخاص به كانت غريبة مؤخرًا. ثم اكتشف مع صديقه ماساكي المكان الذي كان الروبوت الخاص به ، سامي ، يزوره: انه مقهى صغير يسمى Eve no Jikan/زمن حواء/ حيث لا يُنظر إلى الروبوت وعلاقته مع الإنسان على أنهما مختلفان. عند التحدث مع “الأشخاص” في المقهى واكتشاف المزيد من سلوك سامي ، غير ريكو وجهة نظره حول أل androids/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/ وعاملهم كأصدقاء وليس كأدوات. في الوقت نفسه ، في أماكن أخرى من اليابان ، تحاول لجنة الأخلاقيات فرض سياسات للحد من مشاركة واستخدام أل androids/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/ في المجتمع خوفا من التداعيات السلبية المنظورة والغامضة لهذه المشاركة.

تتضمن الحلقات القليلة الأولى محادثات بين ريكو (عادة برفقة ماساكي) ومستخدمي المقاهي: أكيكو الشامبانيا ، والطفل تشي وولي أمرها المسن ، والعشيقان كوجي ورينا ، وآخرين. تشير هذه المحادثات بشكل متكرر إلى قوانين الروبوتات الثلاثة للعالم إيزاك أسيموف ، وغالبًا ما تسلط الضوء على التفسيرات المفاجئة لتلك القوانين ، والتي يشكل بعضها ثغرات واضحة. تتضمن الحبكة الشاملة بدايات الاستقلال السلوكي التي أظهرها الأندرويد ، وماذا يفعلون بهذا الاستقلال ضمن حدود القوانين الثلاثة ، وما الذي يحفزهم. وتتضمن المكائد الثانوية للقصص الفردية لكل أندرويد/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/ يواجهه الأبطال في المقهى ، وكيف يكتشفون الرعاة الذين هم androids/الأندرويد هو نظام تشغيل الروبوت/ وأيهم اللذين ليسوا كذلك:

الفيلم ريادي من حيث كونه يناقش ربما لأول مرة مواضيع جدلية تتعلق بطرق التعايش اليومية مع الروبوتات ودمجها بالمجتمع وتأثير ذلك على أنشطة الحياة البشرية وعلى سلوكيات الروبوتات وهو يتناول حالات واقعية ذات مغزى وحافلة بالطرافة                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                

Ivu no Jikan poster.jpeg

*تفاصيل حياة اليابانيين في المناطق النائية وتأهيل اللص للانتماء: **وهناك براعة درامية مميزة بفيلم “حيث انتمي” الذي يقدم ذروة درامية غير متوقعة بعد منتصف الشريط تكمن: بملابسات اكتشاف الجدة الطيبة للص متلبسا بسرقة النقود من الثلاجة، وتزامن ذلك مع زيارة ابنها الوحيد المتغول لها وضربها والعبث بمقتنيات المنزل بحثا عن أموالها، وحيث تدور مكاشفة مركزة بين الثلاثة: حيث يحاول اللص الدفاع عنها امام استقواء ابنها الكهل المدلل الذي يرفض تدخله، ونرى مفاضلة الجدة له كغريب يحميها من عدوان ابنها الوحيد الذي كان مدللا، ثم تسترسل الجدة “المهانة والمجروحة”  في منولوج نادمة لأنهما وأبوه “المتوفي الراحل” قد  ارسلاه  في بداية شبابه للمدينة لكي يتعلم ويشق طريق حياته، هروبا من فقر وانعدام الفرص في القرية النائية، لكنها تخلص لاستنتاج أن ذلك كان قرارا خاطئا بالتاكيد وهي تحصد الان في شيخوختها ثماره، ثم مع نية مغادرة الابن وندمه التظاهري ووعده بالعودة مجددا، وظهور العجوز المتعاون صاحب الفان البيضاء الذي يشغل اللص معه في الجبال ومعرفته السابقة  بالابن العاق وسلوكياته العدوانية المعهودة، ومع ندم اللص التائب واعادته النقود للجدة الطيبة التي اوته وجعلت من منزلها ملجأ له، ودافعت عنه أمام ابنها المتغول وأشادت بشهامته لأنه انقذها في البداية من حادث الموتورسايكل على الطريق حيث هرع بها للمستشفى المحلي…بعد ان كان هاربا من جريمة طعن وسرقة لفتاة مسكينة…ثم نراه في الختام وقد استيقظ ضميره أمام طيبة اهل القرية وطريقة تعامل العجوز الأرملة له من ايواء مريح واستحمام يومي ووجبات طعام لذيذ منتظمة…مما دعاه ليطلب من صديقه العجوز سائق الفان ان يوصله لأقرب دورية شرطة على الطريق ليسلم نفسه ويعترف بجريمته ويسجن لثلاث سنوات ثم ليعود بشكل آخر وقد نضج ليشارك في مهرجان القرية السنوي الفولولكلوري وربما ليقابل الفتاة الجميلة التي عمل معها بتنسيق الزهور الاحتتفالية والتي تعرضت هي بدورها سابقا لعدوان وانتهاك وسرقة/قصة هذه الفتاة غير مقنعة ومربكة ومقحمة على السيناريو/…وربما ليعود للجدة والعجوز الذي عمل معه بقطف الثمار من الغابة الجبلية المجاورة…هكذا فقد برع مخرج الفيلم بتقديم قصة ضميرية/درامية  شيقة ضمن اجواء ريفية منعشة وكانا عايشنا هذه الحياة بكافة ملابساتها وامتعنا بمشاهد زراعية تضاريسية خلابة وكدنا ان نشتم الهواء النقي  ونتناول الطعام الياباني الغريب اللذيذ ونعايش أجواء الاحتفال القروي السنوي ومغامرات البحث عن الثمار في الجبال الوعرة …بعيدا عن حذلقات الأفلام الغربية المصطنعة والمفبركة!

https://petra.gov.jo/upload/1637582485518.jpg

*الاستدعاء: المثابرة على كشف الفساد الخفي وتحقيق المواساة والتعاطف:
كاتسوهيدي موتوكي، 120 دقيقة، دراما، باليابانية مع ترجمة إلى الإنجليزية، 2018
حقوق الملكية (c) 2018 “Recall“ Film Partners
ذات يوم، تتسبب شاحنة في وفاة امرأة تمشي مع طفلها في الشارع. “توكورو أكاماتسو”، رئيس شركة الشحن التي تسببت احدى شاحناتها في الحادث، لا يستطيع أن يصدق النبأ عندما أخبرته الشرطة أن الضحية قُتلت بواسطة إحدى عجلات الشاحنة التي طارت فجأة أثناء القيادة.
يُشتبه في وجود خلل في الصيانة. وبما أن شركة “أكاماتسو” أثارت غضب الناس ووسائل الإعلام، يدرك رئيسها أن عيبًا هيكليًا داخل الشاحنة نفسها ربما يكون السبب، ويطلب من الشركة المُصنعة لها، “هوبو”، إجراء اختبارات جديدة. تتباطأ الشركة بإجراءات إعادة الفحص، مما يدفع “أكاماتسو” إلى التحقيق في المشكلة بنفسه ليكتشف حقيقة تحاول شركة “هوبو” إخفاءها. الفيلم يكشف بالاضافة للفساد المستتر دهاليز البيروقراطية اليابانية المعقدة وخفاياها…
حصد الفيلم تسع جوائز في حفل توزيع جوائز الأكاديمية اليابانية الـ42: أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل مساعد :الشيء المبهر بتصوير وقصة الفيلم يكمن بطريقة حدوث حادث الشاحنة الفريد حيث تطاير اطار ضخم فجأة بعد ان فقد السائق السيطرة وضغط بقوة على فرامل الشاحنة الكبيرة…وطار الاطار الضخم ليسقط على رأس امرأة تمشي على الرصيف مع ابنها ويقتلها فورا دون ان يصيب الطفل بأذى، وهذه براعة اخراجية لافتة تستحق التنويه. كذلك اعجبني اصرار مدير الصيانة في الشركة على عناده وصبره ومقاومته للضغوطات والاغراءىت المالية لتناسي الوضوع واقفاله لكنه اصر على  ملاحقته لخيوط الحقيقة لتبرئة شركته وفريقه.  وبالمقابل فقد التزم معظم افراد فريقه بالاخلاص له ودعمه وعدم الهروب والنجاة بأنفسهم بالرغم من المغريات…كما اعجبت بطريقة مواساة فريق الشركة المسؤول للاسرة المنكوبة وزيارة المدير لمنزل الزوج وتقديم التعازي الحارة والسعي للغفران، وهذا مؤشر على مستوى الاحترام والمواساة والتعاطف في المجتمع الياباني الراقي…وما لفت انتباهي تكريسهم لضريح زهور مواساة بمحاذة مكان الحادث على قارعة الطريق…الشريط يكشف حيثيات أساليب العمل المعقدة والمتداخلة في الشركات اليابانية الكبيرة.

*بصراحة فقد وجدت هذا الشريط طويلا للغاية سرديا وحافل بالتعقيدات والتحقيقات والانعطافات الغامضة محاولا التشبه بنمط الأفلام الأمريكية والايطالية التي تتحدث عن شبكات الفساد الملتوية المتداخلة، ولكنه أقل جاذبية منها ولا يستحق كل هذه الجوائز حيث يبدو وكأنهم يقلدون هوليوود بمهرجانتها عندما ينبهرون بفيلم ما فتنهال عليه الجوائز الغير مستحقة احيانا، ويعزى ذلك في نظري لكسل لجان التحكيم وتسرعها وفقدان الرغبة بتمحيص الأفلام المرشحة كمنوال جوائز البوكر الأدبية التي تعطى لروايات هزيلة  احيانا بلا وجه حق ..ولا يستدعي الأمر هنا لتقصي الحياد والموضوعية سوى وجود ناقد متتوازن حصيف مثلي/كنموذج                                  معرفي جاهز/  في لجان التحكيم قادرعلى مراقبة التفاصيل الدقيقة والتعمق بالثيمات بهدؤ وروية وبدون شغف واندفاع وحماس مبالغ به! /لاحظوا كمثال تبجيل فيلم الايرلندي المبالغ به لسكورسيزي/…

*ثم صعوبات دمج اصحاب السوابق واعادة تأهيلهم في المجتمع المحلي:                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        

****فيلم اليوم الرابع غريب ومثير وغامض بكل تفاصيله واسمه “الحمل السكيثي”/ولا اعرف سر هذه التسمية  ومدلولها/  ويتحدث عن استضافة ستة غرباء أصحاب سوابق جرمية لبلدة “يوبوكا” الساحلية الصغيرة بغرض ادماجهم في المجتمع، وهم أربعة رجال وسيدتان: مشغل قوارب صيد خبيث ومقدمة رعاية صحية مثيرة وعامل في مغسلة ثياب مخيف وحلاق خجول ومراة تنظيف ورجل بسيط يعمل في خدمات التوصيل. ثم يتم تعيين “تسوكيزو” الهادىء الذكي ليكون مسؤولا عن هؤلاء الغرباء في المدينة وليتابع مجرى حياتهم وتوظيفهم لدى السكان، ثم تبدأ الشكوك عندما يتم اكتشاف جثة في مياه المرفأ، وتظهر وتنكشف الحقائق  حول ماضيهم الغامض وسلوكياتهم الشاذة تدريجيا: فهناك العجوز المافيوزي القاتل الذي يرغب بنسيان ماضيه والانضمام للمجتمع ، والمراة قاتلة زوجها والتي ترغب مرة ثانية بالزواج من مسن مريض شبق، وهناك العامل الأبله النهم “السكرجي” الغير متوازن، وهناك المجرم العتيد الذي يبدو لطيفا  ظاهريا فيما يقتل شخصين دعسا بالفان الذي يملكه، ثم يرمي بتسوكيزو في البحر لتنهال فوقه صخرة اسطورية وتقتله على الفور، كما يقوم مشغل قوارب الصيد بالبحث عن قاتل ابنه ليقتله بضراوة، وهكذا لا تبدو فكرة اعادة دمجهم في المجتمع قد نجحت تماما، فيما جرى في الأثناء احتفال تعبيري سيريالي “بمشاعل وطبول واصوات ايقاعية”مخيفة ذكرني بمشهد مماثل لكوبريك في تحفة “عيون مغلقة باتساع”.. وان كان الثيمة هناك مختلفة تماما. كما تظهر هنا  براعة السيناريو والاخراج وتصميم المشاهد باللمسات الواقعية التلقائية التي تظهر السلوكيات والتفاعلات والشخصيات جميعها في مواقع الأحداث بشكل طبيعي انسيابي لافت بلا رتوش وانعطافات ومبالغات، وهي تشير بمجملها لمدى صعوبة اندماج أصحاب السوابق في المجتمع ثانية ولمواطن الشر في الشخصية الانسانية، والشريط ممتع وشيق وغير ممل بالرغم من طوله لأكثر من ساعتين، ويعطينا فكرة عميقة عن ظروف حياة اليابانيين البسيطة في المناطق النائية.

*معاناة من انخفاض عدد السكان ، فقد قررت بلدة يوبوكا الساحلية الصغيرة الترحيب بستة غرباء في المجتمع. جمعت هذه الحكومة الغامضة ، مشغل قارب صيد خبيث (كازوكي كيتامورا) ، ومقدم رعاية مثير ، وعامل مغسلة مخيف ، وحلاق خجول ، وعامل تنظيف (ميكاكو إيتشيكاوا) ، ورجل توصيل بسيط التفكير (ريوهي ماتسودا). ضمن برنامج رعاية اجتماعية. وحتى تسوكيسو ، مسؤول المدينة الشاب الذي كان مسؤولاً عن البرنامج ، ليس لديه أدنى فكرة عن سبب إحضارهم إلى المدينة. ولكن عندما تظهر الحقيقة بشأن الماضي الغامض لستة غرباء واكتشاف جثة في المرفأ ، يبدأ Tsukisue في الشك في الطاقم الشرير. هذا الشريط خليط من الكوميديا ​​السوداء الجزئية ، وكذلك التشويق والغموض الجزئي ، انه الأحدث للمخرج دايهاتشي يوشيدا ، يمزج بشكل مثالي بين الفكاهة والتشويق.

*ولكن على الرغم من التفاني الياباني بالكامل لوظيفته ، فإن البطل Tsukisue غير مقتنع تمامًا بالتجربة. اكتشف أولاً أن المجموعة بعيدة كل البعد عن كونها منخفضة المخاطر لأنهم جميعًا قتلة سابقون ، وعندما تبدأ بعض حلقات العنف في المدينة ، تتسلل الشكوك. ومما يزيد الأمر سوءًا ، بعد الترحيب بمياكوشي في فرقته في المرآب ، شاهد البطل “الذكي الهادىء” Tsukisue خيبة أمل ازدهار قصة الحب المتكونة بين رفيقته آية (فومينو كيمورا) والقاتل السابق ؛ حيث تصبح فرقة الروك بمثابة استعارة للقبول والانسجام في المجتمع مع جميع الإيجابيات والسلبيات التي تأتي في هذا الدمج القسري. مثل “الحملان السكيثية”/اسم الشريط المعبر/ ، فهنا يتمتع جميع السجناء بحبل سري خاص بهم يبقيهم جزءًا من المجتمع ؛ الإنسانية ، والرحمة ، والتعاطف ، والشعور بالذنب – سمها ما شئت – ولكن سينتهي الأمر ببعضهم إلى قطعها ، مع عواقب وخيمة كما لاحظنا.

*ملخص نقدي وصفي لخلاصة القصة:يستعرض الشريط العنف البطيء ضمن ميلودراما بلدة صغيرة، دون اقحام سلسلة واسعة من الفظاظة واراقة الدماء، انه فيلم مميز صعب الانجاز، بالرغم من بساطته الظاهرة، فانه يعتبر بمثابة علاج نادر للامراض الاجتماعية المستعصية، فهو يعالج بشكل مباشر عواقب الجريمة النهائية لكل من الجناة والمجتمع الذي احتضنهم/ وبالنسبة لهؤلاء المفرج عنهم، فان اعادة تاهيلهم هو مجرد احتمال ممكن الحدوث، وكذلك العودة الى العنف كما لاحظنا…

*المغزى الحقيقي لايماءآت الاحترام والتبجيل اليابانية المتبادلة:

وأخيرا بما اني اتحدث عن السينما اليابانية ومن جملتها ثقافة الاحترام في المجتمع الياباني فلابد لي من ان اثير تساؤلا جديا حول جدية حركات الانحناء والتبجيل المتبادلة بين اليابانيين والتي تبدو كمؤشرا متوارثا قوميا لعادات الاحترام …والتي شاهدناها كثيرا في أفلام هذا الاسبوع الياباني، وخاصة في فيلم الاستدعاء اللافت…كما لاحظنا ايماءىت الازدراء والاهانة وعلو الصوت فجاة في كافة هذه الأفلام، وحيث تبدو هذه الأفلام وكانها تقدم عرضا واقعيا لطريقة تعامل اليابانيين مع بعضهم…وسؤالي هنا يتعلق بمدى جدية ومصداقية هذه الحركات والايماءىت، حيث بدا لي أنها ربما تكون تراثية وشكلية فقط أحيانا كما لاحظت من استهانة ولامبالاة تعامل الموظفة المحلية الاردنية التي تعمل  بالسفارة عندما سألتني عن رأيي الشخصي في الفيلم الأخير الغريب قبل تعبئة الاستبيان الاحصائي، وما أن بادرت بتلخيص وجهة نظري حتى بدت مستهترة بها ولا تسمعها متحدثة مع زميلتها وكأني كائن شبحي غير منظور …فاستهجنت اولا بصراحة  ثم تقبلت الموضوع واعتبرته مؤشرا لفشل السفارة بتلقين هذه الموظفة دروسا اساسية في احترام الاخرين، ثم انتقلت كعادتي للتعميم وعاينته من وجهة نظري النقدية الحصيفة ووصلت لاستنتاج مفاده أن حركات الاحترام والانحناءآت المبالغ بها بين اليابانيين قد تكون ربما شكلية واستعراضية وليست مؤشرا وتعبيرا حقيقيا عن الاحترام المتبادل والرقي في التعامل الانساني، ويكمن الدليل بسرعة الانتقال الفجائي الى ايماءآت “الازدراء وعلو الصوت العدواني التصاعدي” احيانا ، وربما اكون مخطئا في تسرعي بالحكم هنا والله اعلم ودمتم سالمين بخير، وأرجو أن تقدم الأسابيع السينمائية السنوية  اليابانية القادمة عكس ذلك.

*كما تعرض في “الأسبوع” الأفلام الناطقة باليابانية مع ترجمة إلى الانجليزية؛ الدرامي الطويل “حيث أنتمي” إخراج شينجي أزوما وإنتاج 2016، ومدته 108 دقائق، وهو غير مناسب لمن هم دون 16 سنة، والدرامي الطويل “الاستدعاء” إخراج كاتسوهيدي موتوكي وإنتاج 2019، ومدته 120 دقيقة، والإثارة والغموض “الحمل السكيثي” إخراج دايهاتشي يوشيدا وإنتاج 2017 ومدته 126 دقيقة، وهو غير مناسب لمن هم دون 16 سنة.

الكاتب والناقد والباحث السينمائي: مهند النابلسي

C:\Users\user\Desktop\شهادات رامز\jwm10-3.jpg
م. مهند النابلسي كاتب وباحث وناقد سينمائي جرىء وموضوعي وهو "اردني من أصل فلسطيني" وعضو رابطة الكتاب الاردنيين والاتحاد العربي لكتاب الانترنت. عمان – الاردن Mmman98@hotmail.com

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.