أزهرت أشجار الحديقة

بواسطة | 31 أكتوبر 2017 | شعر | 4 تعليقات

قبيلتي تسكنُ

مدينة غمامٍ وأمواج

شطآنُها

أصفى نقاءً من النيرانْ

رجالُها قراصنة

ونساؤُها ملحُ البحارْ

وأنا عصفورة الشاطىء

أنا أعجوبةُ الماءْ

***********

قالتْ عرّافتي في قديمِ الزمانْ

وسالفِ العصرِ والأوانْ

سيأتي من خلفِ تلالٍ خضراءْ

وأعلى سحابةٍ في السماءْ

***********

فارسٌ كالأميرْ

يُحَلقُ معَ الرِّيحْ

وقواربِ الصيّادِينْ

يحملُ بين يديهِ

علبةً من ذهبْ

وتاجاً على رأسِهِ

من دُرٍّ وعسجدْ

يخطفُ قلبَ البحرْ

وابنةَ سلطانِ القبيلة

يتركُ ظلّه بين القوافي

وفي قلبِ البدويةِ السمراءْ

***********

كَبُرَتِ البُنَيَّة

وفي قلبِها كبرتْ نبوءةُ العرّافة

تلوحُ الأماني بين جفنيها

كأسرابِ الحمامْ

وعاشقٍ يهزمُ النجومْ

يستبيحُ الليلْ

ويخسفُ وجهَ القمرْ

************

عيناهُ مساكبُ بنفسجْ

وقلبُه معبدْ

وفي صدرِه منفى الرّبيعْ

وشفقٌ من حنينْ

معشوشباً بالزَّهَرْ

***********

ساقيةُ ماءٍ تغفو بين رابيتين

فوقها  فاكهةٌ من كرزْ

تضمُّهُ غزالةٌ برِّيّة

فيطعمُها خبزاً وقُبَلْ

يغسلُ ساقيها

بماءٍ من راحتيهْ

ويلفُّ جيدَها بالحريرِ

والعنبرْ

وعلى صدرِها

يسكبُ خمراً.. ويسكرْ

***********

قبيلتي رمتْ أوزارَها

خلفَ سترٍ وخباءْ

ساحرةٌ تحمي ليلَها

ويحرسُ نساءَها

ألفُ حارسٍ وبوّابْ

**********

جاءني من رحمِ السّماءْ

أنجَبَتْه أغنيةُ النوارسْ

وحداءُ الصيادينْ

اقتحمَ الأبوابْ

كسرَ محارتي

وَعَقَدَ النورَ على خصريَ زِنّارْ

***********

أهداني بخوراً وريحانْ

يظللُ عمريَ الأخضرْ

أهديتُه وريدَ معصمي

وتفاحتينِ تعرِّشانِ

قُبَلاً على ثغرهِ وعينيهْ

فأزهرتْ أشجارُ الحديقة

وأثمرتْ لوزاً وورداً ورمّانْ

 

إيناس ثابت - اليمن

4 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    “كسرَ محارتي
    وَعَقَدَ النورَ على خصريَ زِنّارْ”

    هذه الومضة في التعبير تحملني
    إلى “أعطني الناي وغنِّ” وقول جبران:
    “هل تحممتَ بعطرٍ وتنشّفْتَ بنورْ
    وشربتَ الفجرَ خمراُ في كؤوسٍ من أثير”

    وساقية ماء تغفو بين رابيتين”
    فوقها فاكهة من كرز
    وتفاحتينِ تعرِّشانِ
    قُبَلاً على ثغرهِ وعينيهْ”

    أفهم جيدا الرمزية في التعبير التزاما
    باحترام السائد من المفاهيم
    والرغبات المخنوقة
    بدلا من القول المباشر الصريح

    لعل أبعد ما راحت إليه القصيدة قولها:
    “ويلفُّ جيدَها بالحريرِ
    والعنبرْ
    وعلى صدرِها
    يسكبُ خمراً.. ويسكرْ”

    بالتوفيق يا صديقتي
    على التجربة الشعرية الجديرة بالنجاح

    الرد
  2. إيناس ثابت

    هل تكفي باقة من زهر أبيض عطره النور..؟ أو أزرع لعينيك شجرة وارفة الظلال تغني على أغصانها عصافير الصباح؟
    ماذا لو أخطف لأجلك نجمعة براقة في السماء تفيض أحلاما وردية؟ أوأناجي الله في الليل سرا وأدعو لك صدقا وحبا من عميق القلب..تعبيرا عن شكري وعظيم امتناني لك ولدعمك المستمر..؟

    لاحرمتك يا معلمي..

    الرد
  3. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    في لمحة عين انتقلتُ على بساط الريح الى “مدينة غمامٍ وأمواج”، وهناك تعرفّت على “أعجوبة الماء”، أخذت بيدي إلى رجال عشيرتها حماة اليل و”صيّادي” النهار ونساءها “ملح البحر”.
    كانت استضافتي على شاطيء “أصفى نقاءً من النيرانْ”، يسرح بي صوت أمواجه التي أتقنت “حداء الصيادين” إلى صيدا مدينة العزّ وسيّدة البحر.
    ثم أعود إلى مدينة الغمام، وقد انقشع، وأمامي مناسف الرز وثمار البحر.
    شكراً لك يا “عصفورة الشاطيء” على هذه الحفاوة الرائعة التي ما حظيت بمثلها قبل اليوم. ولا يسعني إلّا أن القى التحية على صديقنا الأديب الأستاذ ابراهيم يوسف وأهديك وإياه باقات الورود التي أملك قطفها وحزمها عرفاناً على سياحتي الرائعة بين حروفكما.

    الرد
  4. ميسون

    مساء النور إيناس. شكرا على الفسحة الجميلة بين حروفك الرائعة التي تلامس الروح والقلب. يسلم النبض والاحساس. قبلاتي.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.