في ليلةٍ اكتملَ فيها البدرُ خلسةً
واستقرتِ الريحُ على مقامِ الصَبا
وهدأتِ الأمواجُ في قبعة سيدة البيت
اجتمعتِ النسوةُ على مائدةِ اللذةِ الحارقةِ
يحلبن أثداء الوقت في كأس الطين
عضَّ صاحبُهم ذيلهُ
فضجتِ الكلابُ احتجاجاً عو هو هو عو
واهتزتْ ركائزُ الكرسي تحت سيدهم
وارتطمَ السقفُ برأسِ زعيمِ العرَّافين
واختلتْ كفةً الميزان.
نادهُ كبيرهُم الذي علمهُم النباحَ
لما فعلتَ ذلك يا صاحبَ الذيل القويم؟
قال خجلاً:
أردتُ أنْ أكونَ إنساناً ولو مرةً واحدةً
صاحَ جده: أدفنوه حياً مقلوباً على ذيله
أمّا والدهُ فقد حرمه من كومة العظام
و جارتهم تبرأت من ابنتها التي رافقته إلى الحقلِ سراً
وضلتْ أمهُ وحدها تُنادي سامحوه لعله يتوب
ومنذ ذلك الحين أدمنتِ الكلابُ عضَّ أذنابها
الأستاذ الصديق أحمد رشاد
كثير من الأعمال الأدبية شعرية كانت أو نثرية، توسلت أساليب متفاوتة بين الوضوح والغموض، لتقول شيئا يبطنه الكاتب، يفسرها كل من خلال فهمه للحكاية أو القصيدة، ربما تجنبا لصراحة لا يريدها الكاتب فيتركها تخضع لتأويلات مختلفة.
كن بخير..مودتي.
شكرا لك يا إيناس.. أنت يا عزيزتي
أكثر لياقة ودبلوماسية
من ضيفي وزائري الصفيق السليط