يا رجالَ الطين

بواسطة | 7 ديسمبر 2017 | شعر | 0 تعليقات

 في رِحْلَتي من وَجَعي المُقيمْ
إلى قَعْرِ الجَحيمْ
مررتُ بِوادٍ من وِديانِ الضَبابْ
رأيتُ رِجالاً وأطفالاً
ونِساءً وشيوخاً
يَلبسونَ الطينَ منْ غيرِ ثيابْ

يَحْتَسونَ الكأسَ من غيرِ شَرابْ
يُهيلونَ فوقَ الرأسِ حَفْناتَ التُرابْ
يَصرِخونَ بلا أصواتْ
يَعيشونَ وهُمْ أمواتْ

رائحةُ الموتِ تجتاحُ الأنوفْ
وبدارِ الحيفِ تَصْطَفُّ الأُلوفْ
أبطالٌ يتقاتلونَ في الميدانْ
القتلى في كلّ مكانْ
الأمُ الثَكلى تُناديني
وتَأتي كَيْ تواسيني
انتصرَ بَعضي..
على بَعضي
قالوا.. هذا.. انتصاري؟

يا لموتي واندحاري!
يا لذلّي واندثاري!

يا رجالَ الطينِ يا أهلَ البكاءْ
كيف صِرنا نَرْتَجي بَحْرَ الخَواءْ
قد رَسَمْنا دَرْبَنا منْ غَيْرِ ضَوءٍ
وظَنَنَّا عِزّنا سَيْل الدِماء
أين هذا العِزُّ مِنّا يا تـُرى
وبقَعْرِ القاعِ صرنا سجناءْ

ahchebib@gmail.com أستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية، (متقاعد).

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.