تَنْمُو الْفُرُوعُ. جُدْجُدٌ وَسْنَانْ
صَوْتُ الْحَسُّونْ
يُضَاحِكُ الْأَغْصَانْ
*
نَحْلَةٌ تَرْشُفُ رَحِيقَ
زَهْرَةِ الزَّنْبَقِ
جَرَسَتْ بِمِنْقَارِ الشَّرَقْرَقِ
*
رِهَامٌ عَلَى الْأَزْهَارْ
بَتَلَاتُ الْكَامِيلْيَا
لَمْ تَشْتَكِ الْجُلَّنَارْ
*
تَمَايَلَتِ السَّفِينَةُ، بَانَ الْغَلَسُ
تَأَهَّبَ الْقُفْطَانُ
زَقْزَقَ النَّوْرَسُ
*
سِنَّوْرٌ حَالِكٌ تَحْتَ السِّدْرِ
يَصْطَادُ فِي انْعِدَامِ الضَّوْءِ
عَيْنَاهُ كَصُفْرَةِ الْبَدْرِ
*****
هِجْرَةُ الْحُبَارَى
سَمَاءُ الْخَرِيفِ
تَخَطَّتْ صَحَارَى
*
فَرْخٌ غَادَرَتْهُ سُفُوحُ
غَقْغَقَ هَيْثَمٌ
فَأَخْفَتْهُ رِيحُ
*
لَوْنُ الْأَشْجَارِ أَصْفَرُ
تَعَاقَبَتْ فُصُولُ
مُلُوكُ الْعُرْبَانِ هَلْ تَتَغَيَّرُ؟
*
يَتَعَادَلُ لَيْلٌ وَنَهَارْ
حِكْمَةُ الْخَرِيفِ
لَا عَدْلَ فِي الْأَصْقَاعِ وَالْأَقْطَارْ
*
وَرَقُ الْأَشْجَارِ بُنِّيٌّ، بُرْتُقَالِيٌّ وَأَحْمَرُ
وَدَّعَهَا الصَّيْفُ
وَهَلْ جَهَالَةُ غَطَارِيسِكُمْ تَتَغَيَّرُ؟
*
سَلَّةٌ مَلِيئَةٌ بِالتـُّفَّاحِ
غَادَرَتْ تَغْرِيدَ الْهَزَارِ
بِلَا ضَوْعِ أَوْرَاقِهِ الْفَوَّاحِ
*
فَاتِنَةٌ عَزْبَاءُ
تُمْعِنُ النَّظَرَ
قَرَنْفُلَةٌ حَمْرَاءُ
*******
نَبَتَتِ الْأَوْرَاقُ الْخَضْرَاءُ
فَرِحَتِ الشَّجَرَةُ
فَعَادَتْ تُغَرِّدُ شُحْرُورَةٌ سَوْدَاءُ
*
تَنْخَفِضُ السَّاعَاتُ الشَّمْسِيَّهْ
مَوْجَاتٌ بَارِدَهْ
كُرْكِيٌّ عَلَى سُطُوحِنَا الدَّافِئَهْ
*
فَرَاشَةٌ تَفْرَحُ
فِي أَسَابِيعِ عُمْرِهَا
وَأَنْتَ شَرَرًا تَقْدَحُ؟
*
وَاسِعٌ هُوَ الْفَضَاءُ
مَسْبَحٌ لِلطُّيُورِ
تُنَاغِي النُّجُومَ السَّمَاءُ
*
بِثِيَابٍ مُعَصْفَرَةِ
مَجْهُولُونَ رَقَصُوا بِالْحَلْقَةِ
حَمَلُوا صَنْدُوقَ النُّقُوطِ كَالبَرْقَةِ
*****
هايكو فلسطيني خلاب يعج بالجمال السردي والبصري ويتفوق ربما على الياباني الأصلي!
المهنّدُ المُنتضَى من غمده الورديّ.ذوقُك هو المِخلابُ، وبصيرتُك رفيعة. دمتم.
بعض الشعراء مُتْعِبة قراءة قصائدهم.. فلتسامحني يا سيدي عندما تكون من عدادهم، لغموضهم وقلة إدراكنا عمّا يرمون إليه، وهم يتحدثون عن فيض مشاعرهم ومراراتهم وخيباتهم، وهذه ربما من عوامل إلهامهم وإبداعاتهم.
ولئن كان ينبغي أن أقول الحق ولا شيء غير الحق؟ فأشهدُ أن ما قرأتُه لك في معظم قصائدك يدخل في حيز العتمة والطلاسم أقله من وجهة نظري، وأنا أدَّعي أنني أقرأ وأكتب وأفهم ما ليس عصيا على غيري.
أما الصور الملونة الساحرة، التي تختارها بعناية عالية لتواكب القصيدة، فتضفي عليها بهاء ملحوظا لكنها لا تخدم الشعر إلا قليلا. بالإضافة أنها تشكل عبئا على حجم القصيدة، وهي تشغل حيزا واسعا من مساحة النشر.
الشعرُ يا سيِّدي كالنسرين أو الخمرِة له مفعول الطيب والنشوة، أو يبقى صناعةً في تقطيعٍ وأوزان غير مضبوطة، وعاجزة عن بلوغ مراميها في استنفار المشاعر، ولو أن لهذا الشعر حظوظ ليست قليلة من النجاح والمعجبين به.
استفدت من تعليقك يا محترمة.اكتبي اسمك.انا مع حرية التعبير. لكن بالنسبة لصعوبة النص هذا إثراء للغتنا بنت الفيافي والسير فيها ليس هينا. فرحت لأنك تقرإين كتاباتي.دمتم