هدية مطلع العام الجديد2019: العالم والعرب بالعام 2000

بواسطة | 2 فبراير 2019 | مقالات | 11 تعليقات

ذاكرة العرب المثقوبة:

حالنا اليوم كما بالأمس قبل حوالي عقدين من الزمان:

تفجر الاحتقانات وتكرار الروايات وأصل الحكايات واستفحال النائبات!

*وقع بين يدي وانا اجرد مكتبتي بعض أعداد مجلة النقاد الاسبوعية الصادرة (حزيران عام 2000)، والتي تسوق نفسها بشعار “صحافة العرب والعالم في مجلة”…ومن الطريف والمفيد والذكي أن نتأمل موضوعاتها، لأخذ “الدروس والعبر”  ولتوخي الحكمة (فهي ضالة المؤمن، وكذلك لمقارنة “حالنا والعالم” قبل عقد ونصف ومقارنته مع وضعنا المتأزم الحالي، وخاصة ونحن في بداية العام 2016: سأبدأ بجرد العناوين على صفحة الغلاف: طريد الدولة والدين، زعيم بلا زعامة، قصة صعود دكتاتور، قوة نووية ثالثة، ليتني لم اكن عميلا…ووديعة تهدد البنك العربي!

*ثم سأختار بعض العناوين  المثيرة للاهتمام لاوضح أن حالنا كعرب لم يتغير  كثيرا عما كان عليه قبل حوالي العقدين من الزمان، علما بأنه (ربما) ازداد سؤا وكارثية: الاردن- احتدام ازمة الاخوان، معركة في الكنيست بسبب حزب الله، واشنطن: نهاية الدول المارقة، ثم  واشنطن تخفف العقوبات على بيونغ يانغ، واسرائيل هي ثالث دولة نووية…ثم هناك تقرير مسهب عن اسباب سقوط حكومة “الروابدة” قبل موعدها بعدة أشهر، وتقرير اخباري عن تكاليف نقل انسان الى المريخ التي تصل لحوالي 500 مليار دولار، كما يوجد تقرير يتحدث عن بوتين المهووس بالارهاب، وتفكيره الجاد باعلان روسيا كدولة قائدة بالحرب الشاملة ضد “الارهابيين” على الصعيد العالمي (ربما يفسر ذلك تدخله العسكري المباشر بسوريا حاليا)!

*ثم خبر منقول عن صحيفة الليبراسيون الفرنسية بعنوان “العداء للطاقة النووية”، ويتحدث عن قرار ألماني بازالة المفاعلات النووية نظرا لمخاطرها العديدة، وفيه نظرة استبصارية اذا ما تأملنا كارثة محطة “فوكوشيما” اليابانية بعد التسونامي المرعب الذي ضرب اليابان بعد عشرة أعوام تقريبا، (ولا نستطيع ان نفهم اصرار دولة عربية صغيرة كالاردن على بناء مفاعل نووي ضخم فيما تخطط الدول المتقدمة للتخلي عنها لأخطارها الكبيرة المحتملة)، كما تتحدث افتتاحية الجارديان عن ارث “بيل كلينتون”الذي يتوج بفضيحة “مونيكا لوينسكي”، ويتم نسيان “اتفاقية السلام في ايرلندا الشمالية واتفاق دايتون لانهاء الحرب في البوسنة، وهناك تقرير مترجم عن “لوموند” الفرنسية بعنوان: بعد تفككها السياسي والاجتماعي، اوروبا الشرقية تصدر: “الرقيق الأبيض”.

*ثم تتحدث المجلة عن خمسة سيناريوهات لمستقبل الاردن وكما يلي: استمرار الوضع الراهن (وهذا هو السيناريو الحاصل بلا منافسة)، وقف التحول الديموقراطي وسن قوانين انتخاب جديدة، وصول الاسلاميين للسلطة (بل أنهم تراجعوا بعد خيبات الربيع العربي)، اتحاد كونفدرالي بين الاردن والكيان الفلسطيني الجديد، أما السيناريو الأخير فهو جدلي ويفترض ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة واختلال الكيان الصهيوني الغاصب، مما يتطلب تغييرا جذريا وليس شكليا باتجاه الديموقراطية الحقيقية!

*ثم تتوالى العناوين الحساسة المتفرقة مثل: الاردن يفتح ملف الدعم الأجنبي للصحف (وما زال مفتوحا حتى الان)، الشاعر سعدي يوسف ينفي أنه كتب رواية “ذاكرة الجسد” للجزائرية “احلام مستغماني”، ثم اتهام استاذ جامعي مصري بنشر الرذيلة.

*في زاوية ملخصات الكتب نلحظ العناوين التالية: مأزق الاسلام السياسي، مقاتلو الحرب الباردة (التي عادت الان تطل بأشباحها)، ثم كتاب “المهزلة الكبيرة” الذي يتحدث عن صعود الرئيس الروسي السابق “بوريس يلتسين” (الانتهازي السكير)،الذي ظهر على متن دبابة أمام قصر البرلمان الروسي في العام 1991 لاخماد “الانقلاب” بقوة النار، ثم بعدد ك.2/2001: الهولوكست اللبناني، النموذج الاقتصادي الآسيوي، أنوار التمرد، قوميو المشرق العربي، عولمة بالجملة، العقل العبقري ويتحدث عن “ميشال فوكو”، ثم “الحرب السرية” الذي يتحدث عن تورط الشركات الأمريكية ضد كوبا، ثم هناك تحليل مختصر لرواية “جبل الروح” التي حققت لصاحبها  الكاتب الصيني “غاو كسينغجيان” جائزة نوبل في العام 2000، حيث يعرض لنا الكاتب، الذي يعمل رساما في الوقت نفسه، “صورا للغابات السوداء والضباب والصخور في المناطق الغربية من الصين، ويبرع كذلك في وصف الحياة في البلدات الصغيرة وعلى الطرق، لكنه يفرط أاحيانا في الغموض”!

*ثم هناك تقرير صحفي مسهب يتحدث عن “سيف التكفير يضرب في الاردن ” (بدايات الفكر الداعشي الذي نعاني من ويلاته الآن )، ويتناول التقرير اللافت قصائد مختصرة من ثلاثة دواوين شعرية جديدة للشاعر الجدلي المجدد “موسى الحوامدة”، وتحمل هذه القصائد عناوين “يوسف وسبيل وعبد الله”، وأقتبس من ديوان “شجري أعلى”: “لم يسقط يوسف في الجب، لم يأكله الذئب، كل القصة رغبة خدام ، او صعلوك في لثم يد الملكة ثم…”يا عبدالله ،من ملكك العربية، من اهداك القرآن واعطاك الكعبة”… كما يوجد تقرير يتحدث أيضا عن رواية يمنية تمس بالذات الالهية!

 وفي زاوية “دليل القارىء الى الكتاب الرديء”  يحلل الكاتب “سيمون نصار” كتاب “رسالة الروح “للكاتب الليبي ابراهيم الكوني، ويعلق  الناقد قائلا “…فلا شيء يجمع بين نصوض الكتاب سوى انها جمعت في كتاب واحد، وثانيا الرداءة التي تبدو واضحة وجلية في معظمها”، ثم يستطرد: “يصور الكوني المرأة على أنها كائن مخلوق للجنس…ونسي المؤلف الكمية الهائلة من النساء اللواتي تركن ملذات الدنيا لأجل العيش بنقاء الفضيلة وصفاتها”، ثم يصف رداءة الكتاب قائلا “…مجموعة هائلة من النصوص والكلمات ليس لها أي معنى حقيقي سوى انها صف مفردات الى جانب بعضها البعض واستهلاك مفرط للحبر”.

*وفي باب “شركات ورجال” (بعدد شباط لعام 2001) هناك عنوانين هامين: أكبر 500 شركة عربية لا تساوي واحدة متعددة الجنسية، ثم عنوان: الشركات الكبرى لن تمر دون عقاب، ويتحدث عن موجات اندماج الشركات الكبرى خلال العقد الأخير وتداعيات استمرار هذ التوجه على الاقتصاد العالمي، ومنها تعطيل الخطط الدولية لمكافحة البطالة، ودفع التعويضات المالية، والاستغناء عن عمالة مدربة، والتوجه نحو انتاج السلع الاستهلاكية ذات التسويق والعائد السريع، على حساب التطورالتكنولوجي.

*وفي زاوية “من هنا وهناك” يوجد العديد من العناوين الطريفة والغريبة: روح للبيع ب400 دولار، عري النساء يخيف العلماء، رجال الجمارك فتشوا رواد أبولو 11، ثم: خنجر الشيخ الأحمر يمنعه من ركوب الطائرة، خسر المدير الرهان فنام في العراء، تجويع الكلاب حتى الموت، المدرسة اكلت اذن السكرتيرة…خفاش بريطانيا يرعب النساء، شح بصره منعه من التهام القطط، ملكة جمال تايلند رجل، ظاهرة الوحم تجبر البريطانيات الحوامل على أكل حذاء رياضة وعيدان ثقاب محروقة والأيس كريم بالخردل…الخ!

  *وفي صفحة السينما هناك ملخصات لثلاثة أفلام لافتة: “الموهوب مستر ريبليه” لأنطوني منغيلا، والجزء الثاني من “مهمة مستحيلة” لجون ووو، وفيلم “الميل ألأخضر” حول مآسي الحياة في السجون الأمريكية، ثم بزاوية “الصحة والعلوم”: الكافيين يرفع ضغط الدم، امكانية غزو الفضاء بسرعة الضؤ (وهذا ما شهدناه مؤخرا بالجزء السابع من تحفة “حرب  النجوم “السينمائية وأفلام خيال علمي اخرى)، ثم قنابل ذكية لكشف السرطان (وقد بدت تباشير هذه الانجاز الطبي الهام تظهر للوجود العملي)…ثم ماذا يقول العلماء؟ “التدخين يصيب الأطفال بالتهاب السحايا، وخوف طبيب الأسنان علاجه نفسي”، كما يوجد تقرير مختصر عن “مخ ثان” للانسان في معدته ولا يستبعد العلماء أن يكون هذا “المخ المعوي” هوالمسؤول عن خلق ردود الفعال والمشاعر الوجدانية مثل الفرح والحزن والتوتر واليأس!

*أما في زاوية “عيون النقاد” فيقول الكاتب “سلمان رشدي” بأن هزيمة طالبان والقضاء عليها يعد نصرا كبيرا للبشرية، كما يعترف المخرج الأمريكي “وودي آلان” بأنه فنان فاشل لا يتقن التمثيل، ويؤكد واقعية وثراء وخيال السينما الاوروبية  مقارنة بالأمريكية…ويقول  القصصي “زكريا تامر” ساخرا: تباهى أحد المغنين بأن المستمعين يصفقون بحماس في ختام كل اغنية يغنيها، ولم يعلم أن تصفيقهم ما هو الا احتفال بانهائها! وينهي”محمد حسين فضل الله” أن التدخين ليس من المفطرات في شهر رمضان، وأنه مثل دخان السيارة ودخان المطبخ وما الى ذلك.

*وفي زاوية “كتب عربية”: يتم استعراض رواية “حنان الشيخ” (امرأتان على شاطىء البحر)،  ثم يتعمق الروائي الناقد “عبده وازن” بتحليل الرواية “الجريئة” بعنوان “الوشاية الطائفية”: الروائية حنان الشيخ تبذل كل شيء لاغراء القارىء “الغربي”!…ثم في صفحة الاقتصاد: وداعا للبنوك الاسلامية: نعم الفائدة حلال حسب فتوى الأزهر “الشبه جماعية”، وأخيرا يتضمن عدد النقاد لتشرين الثاني/2002 خبرا مفاجئا عن امتلاك كوريا الشمالية لقنبلتين نوويتين  بحجم قنبلة “هيروشيما”!

   *وننتقل للصفحة الأخيرة التي تتضمن نبذة عن أشهر الراحلين، ومنهم فؤاد ابوحطب رئيس الاتحاد العربي لعلم النفس، الذي بادر بطرح نموذج نظري عالمي في علم النفس المعرفي، ثم  صفحة عن الراحل “اريك ميلكه” الرئيس السابق لاستخبارات ألمانيا الشرقية “الستازي”، الذي تولى ادارة الجهاز منذ انشاؤه بالعام 1957 وحتى سقوط ألمانيا الشرقية، وقد بلغ عدد المخبرين اللذين عملوا لصالح الستازي حوالي المليوني شخص، كما اشتهر الجهاز عالميا بدقة تقاريره في جمع المعلومات وحفظها، علما بأن عملياته الجاسوسية الفعالة قد أدت للاطاحة بالمستشار الألماني الغربي السابق ويللي براندت بالعام 1974، بعد أن تبين ان مدير مكتبه بعمل سرا لمصلحة الستازي وقد زود الجهاز بالخطط الدفاعية السرية لحلف الأطلسي، ولما لم يجدوا تهما واضحة عصرية  ضد “ميلكه” فقد حكمواعليه بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة قتل شرطيين المانيين في العام 1931!

*وانهي جولتي الصحفية المثيرة مع هذه المجلة “الشيقة-الممتعة” بمقتطفات من مقالة معبرة  للكاتب السوري “ممدوح عزام”، ظهرت بعدد أيلول لنفس العام 2000: “…ووفقا للوصفة الجديدة فان على الروائي ألا يضع شريرا، ولا ملحد، ولا سارق بنوك في روايته، فالجميع يجب ان يكونوا من الطيبين الخيرين الشجعان المباركين، والجميع من نساء المجتمع الروائي العربي يجب أن يكن من الفاضلات الكريمات سليلات الحسب والنسب”...ثم يستطرد كاتبا: “والغريب أنهم يعترفون بأن في المجتمع فسادا، وسقوطا اخلاقيا، وذمما مباعة وعهرا، ولكنهم يحرمون على الروائي الاشارة الى ذلك وفضحه”، وأعتقد أن الكاتب يبالغ ساخرا، والحقيقة أن الكثير من الروايات العربية العصرية والفائزة بالجوائز والتقدير النقدي الايجابي تحفل بقصص وحكايات هذه الشخصيات “الرديئة” التي يشير اليها الكاتب في مقالته. وبزاوية “الحاضر الغائب” يتحدث الكاتب “محي الدين صبحي” عن ما يسمى “الديموقراطية الاجتماعية” التي تنشأ بفضل وجود “الانتليجينسيا” التي تمارس سلطة تحديث المجتمع، يدفعه للتخلي عن افكاره التقليدية واحلال أفكار اجتماعية متحررة وتقدمية مكانها، دافعة بالمجتمع نحو التغيير، والخروج من الركود والانغلاق الاجتماعي الى التلاحم والتفاهم بين الفئات، في مناخ  من الديموقراطية الثقافية والمؤسسات التنظيمية باتجاه الحراك الاجتماعي التفاعلي…

*يؤلمني “أخيرا” اننا كعرب لا نتعلم كثيرا من عبر تاريخنا القديم والحديث على حد سواء، بل يبدو وكأننا نصر على اعادة نفس التجارب مهما كانت نتائجها وخيمة وكارثية، وربما تكمن أهم مهام مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والاستراتيجية العديدة بتوجيه أصحاب القرار للحذر والحكمة والرشد وتجنب تكرار الأخطاء، فعند مراجعتي لأحد أعداد مجلة “اليوم السابع” الباريسية الصادرة بشهر نيسان لعام 1990 ، أي قبل عشر سنوات من انتهاء الألفية، لاحظت العناوين التالية: نذر الحرب تهب على المنطقة: صدام حسين يرد بقوة على التهديدات الأمريكية والاسرائيلية، الاردن: معركة بين الصحافة والبرلمان (للأسف نلاحظ الآن توافقا غير صحي للعملية الديموقراطية)، الانتفاضة تعانق يوم الأرض، أما الافتتاحية التي كتبها بلال الحسن فتشبه الهجوم الأمريكي المتوقع على العراق بالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم: اسرائيل تطلق قمرها الثاني للاستطلاع الاستراتيجي، ملخص أول كتاب اسرائيلي عن الانتفاضة الثالثة (وقد فادهم بالتأكيد لتجنب الانتفاضة الرابعة!)،  ثم مقالة لبرهان غليون يتحدث فيها عن محنة اندماج المهاجرين العرب في فرنسا ورفض المجتمع الفرنسي لفكرة الاندماج وما قد يترتب عليه من حقوق مواطنية جديدة للمهاجرين الأجانب، وهم يحصدون الآن نتائج هذا الاقصاء والتهميش باستفحال الارهاب الداخلي، ونقرأ تعليقا لافتا بصفحة المنبر بعنوان: لماذا الاستعجال بدفن الاشتراكية؟ والكل يحصد نتائج هذا الدفن المبكر…ومقال مؤثر لبيار أبي صعب يتطرف فيه لمقولة غاليليه الشهيرة: “بأن التفكير هو افضل انواع التسلية للجنس البشري”، والمؤسف أن ملهيات ووسائل الاتصال والانترنت والموبايل في عصرنا الحالي ربما أضعفت كثيرا صحة هذه المقولة، كما يتضمن العدد حوارا لافتا مع المفكر العراقي حسام الألوسي بعنوان “دراسة التراث العربي كجزء أساسي من فهم فلسفة اليوم”، ثم مقالة فكرية بعنوان “حكماؤنا جعلوا الانسان وسيطا بين الوجود واللغة”، ثم ملخص عن ندوة الفكر العربي والتنوير التي عقدت في صفاقس تونس بعنوان: هل التنوير حركة ملحة في مجتمعاتنا المعاصرة؟” والجواب يتمثل في النتائج الكارثية لما يسمى الربيع العربي التي انطلقت ايضا من تونس…وانهي جولتي الشيقة هنا مع تحليل عميق لفيلم وودي ألن (الجديد- القديم) “جرائم وجنح”(1989) الذي يدين بجرأة ويتعمق في فضائح وخفايا المجتمع اليهودي في بروكلين- نيويورك، والذي يكشف بصراحة عن “عصبوية ولاأخلاقية” بعض وجوه المجتمع اليهودي وتصرفاتهم الشرسة حين تمس الامور المصالح والنفوذ، كما يسلط الأضواء على شخصيته في الفيلم كمخرج خلاق يسير عكس التيار في مجتمع استهلاكي، مما يؤدي لفشله ماليا.

*في خاتمة هذه الرحلة الطويلة الشيقة مع المجلات العربية القديمة التي صدرت قبل عقد ونصف وقبل ربع قرن من الزمان انهي بالتساؤل: هل ذاكرتنا العربية “الجمعية” مثقوبة حقا؟ وهل اختلف الوضع كثيرا بعد مرور حوالي عقدين من الزمان، أم تفجرت الاحتقانات وتكررت الحكايات وتاهت الروايات وصدقت او أخطأت التوقعات والاحتمالات؟ أم يبدو اننا دخلنا كعرب “بعد حوالي عقدين من الزمان” بنفق جديد ظلامي يتضمن القصص “الجديدة-القديمة” المثيرة والكوارث العديدة والمهالك المخيفة وكذلك الفرقة العتيدة، وقد أضعنا ربما البوصلة التاريخية الأصيلة فنسينا عدونا الغاصب الكاسح وأصبحنا نتنافس بالتطبيع معه ، وربما  مقولة “الامام علي” لوصف حالنا البائس “من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق”!

م. مهند النابلسي كاتب وباحث وناقد سينمائي جرىء وموضوعي وهو "اردني من أصل فلسطيني" وعضو رابطة الكتاب الاردنيين والاتحاد العربي لكتاب الانترنت. عمان – الاردن Mmman98@hotmail.com

11 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    بعيدا من عالم السينما وماهيتها، وكل ما يتناول مختلف مجالات الكتابة، فأنت ممن تحدثنا بشأنه في السهرة، ومعظم الوقت في طريق عودتنا من الريف. ولئن كانت بعض الاعتبارات الشخصية البحتة، لا تتيح للجميع المشاركة في الردود والتعليقات؟ فينبغي لموقع السنابل أن يتواصل وينجح، ما دمنا أهله ومن المشاركين فيه.

    بعض الجهات المعنية بالصحة في لبنان، خصصت لصديقك والمعجب بك الدكتور شوقي، غرسة أرز يتولاها فلا يتركها حتى تنمو وتستغني عن عنايته. ثم تتحول إلى واحدة من أشجار غابة الأرز في الباروك. وإذا كانت الأرزة رمز اعتزاز اللبنانيين؟ فإن مهند النابلسي عنوان خير السنابل وأغنى المواسم.. حبيب قلبي يا مهند.

    الرد
  2. مهند النابلسي

    تعليقك مذهل واستثنائي محفز وابداعي ويمثل تحديا كبيرا لي لمواصلة الكتابة عموما …فشكرا من القلب لصديقي المبدع الأدبي “اللبناني” الفذ الفريد ابراهيم …وصدقني ان قلت أن هذا الموقع بدون مقالاتك وتعليقاتك الشغوفة سيفقد بالتأكيد بريقه وتألقه وربما زخمه…

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      لا يا صديقي.. جميعنا فريق واحد
      ولا يتبادر إلى تفكيرك أبدا
      أن يتكرر ما حصل معنا في الماضي
      لا عتاب ولا شجن..هو درب السلامة يا مهند

      ولا فضل لعربي على “أعجمي”.. إلاّ بالتقوى
      والتقوى بمقدار التفاعل وما يبذله الواحد منا

      الرد
  3. مهند النابلسي

    اجابة متكاملة رائعة في الصميم …ومدرسة في التفاؤل والتفاعل الايجابي ويسعد مساك البيروتي الجميل…

    الرد
  4. دينا تلحمي

    أستاذي القدير مهند النابلسي

    .ماذا ترتجي من أمةِ امتهنت الذل و المهانة حتى صارت طبعاً لا يتغير حتى بذهاب
    الروح…؟ أمة أجادت صناعة الأصنام و عبادتها و يا ليتها عندما تجوع تأكلها كما فعلت
    قريش……!؟
    ليت جيفارا يُبعثُ حياً ليصرخ بإسم الإنسانية..كفى ..كفى
    فنحن لم نتعلم من هذا الثائر إلا تربية الذقن و تدخين السيجار..!
    أما الصراخ بوجه الباطل و الثورة على الطغيان ..فكانت لأشباح الليل في المقاهي و
    التلفزيونات و البارات زيفاً و تملقاً و تمجيداً لذاك المسخ القابع في الزاوية..

    أشكرك على هذه الهدية القيمة ..وإن كانت الأرزة هي شعار واعتزاز اللبنانين ، فأنت والله
    مثال الإنسان الثائر والمثابر والجريء في قول الحقيقة الذي نعتز ونفتخر بكل ما يكتب
    وكل ما يقول …

    الرد
  5. دينا تلحمي

    ألله ألله أستاذ إبراهيم ..!

    ما هذا البوح والكلام الجميل ..!؟

    يبدو أنك في المحراب ؛ وحدك ، تتعبدُ..؟

    الرد
  6. مهند النابلسي

    بالحق فأنا عاجز عن شكر وتقدير المبدعة المتفاعلة الفاضلة دينا تلحمي فأنا لم احلم أبدا بهذا الصدى الجميل الذي يشع ذهبا ويفوح عطرا الصادر عنها وربما اعظم حافز لكاتب عادي مثلي ان يتلقى هذا الثناء الجميل الفريد مما يحفزني للمزيد من الجهد والبحث في تقصي الحقيقة…فطابت أيامك ويسعد “قلبك” وربنا يديم المعروف آمين…

    الرد
  7. عبد الرحمان الكياكي

    ذكرتني أستاذ مهند بديوجين وهو يحمل مصباحه في وضح النهار باحثا عن الحقيقة ..وسط عالم اختلط فيه المقدس بالمدنس .. نعم لقد تغير الوضع وأن الذاكرة العربية قد غُيّبت من طرف من قال في حقهم نزار قباني :
    لم يبق فيهم لاأبو بكر ولا عثمان
    جميعهم تضخمت بطونهم
    وأصبحوا نسوان
    تحية لقلمك الذي يحمل مشعل التوهج

    الرد
  8. مهند النابلسي

    الاستاذ المبجل عبد الرحمن الكياكي كلماتك شهادة تقدير وحافز منير من قلم مضيء…ودام تواصلكم وابداعكم…

    الرد
  9. عبدالجليل لعميري

    الأستاذ مهند يقوم بعمل جبار وينبش بمهارة في أرشيف مجلاتنا الورقية. …وهو يعبر عن رسائل عميقة. …هنيئا للسنابل بقلمك الرصين. ..محبتي

    الرد
  10. مهند النابلسي

    استاذ عبد الجليل لعميري: عظيم الشكر وخالص الامتنان لتعليقكم الكريم المركز المعبر “في الصميم” مما يشجعني للمزيد من “الحفريات” الثقافية الدفينة…كما هنيئا للسنابل بقلمك الراقي ودمت مبدعا مستديما…وطاب يومكم

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.