لذّةُ وصلٍ ملتبسة

بواسطة | 29 أبريل 2018 | شعر | 9 تعليقات


أيْنَ منّي ليلةٌ ساحرةٌ

ضَمَّخَت روحي بعطرِ الياسمينْ

بينَ شدوٍ وهمسٍ ناعمٍ

مع لذيذِ الثَغْرِ وضّاحِ الجبينْ

زاد وَجْدي واكتوى منّي الفؤاد
فغَرِقْتُ في بِحورِ الوالِهينْ

سالَ دَمْعي، وهما، فرط  الجوى؟
جادكِ الغيثُ يا هاتيكَ  السنينْ


هائماً تائهاً ألفيتُ نفسي
أذكرُ الرحمنَ ربَّ العَلمينْ:

يا من غزى قلبي وعقلي قد سبا
أنتَ بعضي، أنت كلّي واليقينْ


أدعوك وجداً وحبّاً- يا ملاذي-

مَنْ يُواسيني أنا الصَبُّ الحزينْ


ساجداً خاشِعاً ناجيتُ ربّي:

“ولمَ يا رب تبلو البائسينْ؟

هلّ أنت موجود بحقٍ يا ترى
أم بطي الغيب علم العارفينْ؟

لا جواباً منك يشفينا ولا
من ثنايا العقل نخطو لليقينْ؟”

فأجاب الصوتُ من عقلي وروحي
من كياني، من حكايا الأقدمينْ:

“لو لم أكن، نجواكَ، ما كانت معي؛
فتأدّب والزم القولَ الرَصِينْ”

صِحت: ” عفواً – ودمعي ينهمرْ –
يا إلهي يا مجيب السائلينْ

لِمَ يا ربُّ سُهدي في هواك،
ولِمَ دنيانا ضجّت بالأنينْ؟

قال لي الصوتُ: “تأدّبْ يا فتى  
هل من اللذاتِ أنْضَبْتُ المَعينْ؟

أما للحبِ دوحٌ ٌ في رُباك؟
أم لَمْ تَذُقْ من قبل خَمْرَ العاشقينْ؟

هَذي خُذها، من لدّني، ذرّة،ٌ

لذّة من فضل ربّ العلمينْ
 
في كياني، صِرتُ، وجداً، أرتعدْ
ولساني، لم يعدْ، قولاً يبينْ

مولهٌ بالحبِ يُبكيني الجَوى
متعبٌ بالشوقِ يُضْنيني الحَنينْ
***

ahchebib@gmail.com أستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية، (متقاعد).

9 التعليقات

  1. إيناس ثابت

    د. أحمد دياب

    هنا كلمات راقصة وموسيقى صوفية تخاطب الروح..

    القصيدة شفافة كشعاع القمر
    أنيقة كفكرك الراقي..

    بالمختصر..
    أنت يا سيدي صاحب فطرة نقية وأسلوب سلس قريب من القلب.

    الرد
  2. إبراهيم يوسف

    د. أحمد شبيب الحاج دياب

     “خذي حديثكِ من نفسي عنِ النَّفَسِ
    وَجْدَ المشوقِ المُعنّى غير مُلتبسِ
    الدمعُ في عيني والنارُ في كبدي
    إنْ شِئتِ فاعترِفي، أوْ شئتِ فاقتبسِي
    تلذُّ عيني وقلبي منك في  شَغَفٍ
    فالقَلبُ في بهجة وَالعَينُ في عُرُسِ” 

    وبعد.. إذا كان أحمد شوقي قد نظم “مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه”، وحاكى بها النفحة الشعرية الخالدة؛ “يا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ” للحصري القيرواني؟ يغدو شرعا من حق أحمد دياب أن يحاكي رامي.. أحمد الثاني، في ترجمته الرائعة لرباعيات الخيَّام، ولا عيب أو غضاضة في ذلك، ما دام التشبه بالكرام فلاح.

     ليبقى “المثلث الأحمدي” المتساوي الساقين، أحمد شوقي وأحمد رامي وأحمد دياب، أنت فيه القاعدة والزاوية التي تقابلها على بعض الارتفاع، لا يتعدى انفراجها ست درجات، أو قفزة واحدة من عقرب الثواني. هل حسبتها جيدا يادكتور أحمد..؟ فلترضَ بنصيبك من المثلث. ومن “دهنو سقيلو” كما يقول المثل الشعبي المأثور.

    الرد
  3. أحمد دياب

    أستاذي الكريم ابراهيم يوسف

    التوبولوجيا، يا صديقي، فصل من فصول الرياضيات البحتة، نجد فيها أنواعاً مختلفةً من البنى، منها المترية التي تحاكي ما اعتدنا عليه من قياس، ومنها ما هي ما فوق المترية والتي من أهم صفاتها أنّ جميع مثلّثاتها متساوية الساقين. يمكننا تطبيق التبولوجيا في مجالاتٍ شتى حتى في رحاب الأدب والفن! وفي ما يلي أضع مثالاً على ذلك:

    حبيبي بدو القمر… و القمر بعيد
    و السما عالية… ما بتطالا الأيد
    طلعت على السطح… دلّو علي الناس
    قالو مدري شو بها …و خبّروا الحراس
    قلتلن بدي القمر… قالوا القمر غالي
    حقو عشر ليالي… عشر ليالي سهر

    https://www.youtube.com/watch?v=ICg97AoOgZg

    في هذه الأغنية للسيّدة فيروز: استخدم الرحابنة تبوّلوجيا خاصة من نوع ما فوق المترية: فاعتمدوا وحدة قياس الحب ليلة سهدٍ كاملة؛ وللوصول إلى قمر العشق لا بدّ من عشر ليالٍ من سهاد. وهنا، اختلفت الأوزان والأثمان عن المألوف، ودخلت معاناة العاشقين، في مجال القياس بعد أن عجز الشعراء طويلاً عن قياسها.

    لم يحالفك الحظ كثيراً، يا صديقي، بإدخال هندسة إقليدس في مجال الشعر من خلال مثلثك الأحمدي هذا الذي ما رأيت مثله قط إلّا في كوابيس نومٍ قلق بعد عشاءٍ دَسم. أراكَ، بمقاربتك الغريبة هذه، قد اعتمدت توبولوجيا مترية في مجالٍ لا متريةَ فيه؛ وكأنّي بك تعالج قضايا الميكانيك الكمّي بنظريات صاحبك نيوتن أبو التفّاحة (الذي ذكرته في “رومنسيّة علميّة”) في الميكانيك الكلاسيكي.

    قال أحدهم قديماً:
    ابتليت بأحمدٍ فانشقّ قلبي …فكيف إذا ابتليتُ بأحمدين
    واليوم تريد مثلثاً من 3 أحامد فتخيل البلاء الذي قد يلمّ بك!
    أمّا وقد ذهبت بعيداً في عالم الخيال فجعلتني، عنوةً، وبهتاناً، قاعدة مثلثٍ متساوي الساقين: أحمد شوقي ضلعه الأيمن وأحمد رامي ضلعه الأيسر ووضعت الزاوية المقابلة لضلعي بقيمة 6 درجات من أصل 360
    بقي 87 درجة لكلٍ من الزاويتين المجاورتين للقاعدة

    ولمّا كان المثلّث متساوي الساقين:
    ضلع أحمد شوقي =ضلع أحمد رامي
    c=b و زاويةC =زاويةB=87 درجة
    والآن باستخدام علاقة تناسب أضلاع المثلّث مع جيوب الزوايا المقابلة
    وباعتبار ضلع أحمد شبيب الحاج دياب يساوي a=1.76 متراً، وبما أن قامتي متر و76 سنتيمتر فقامة أمير الشعراء بالنسبة لي 16 متراً و81 سنتيمتراً وهذه النسبة تعني أن أمير الشعراء يعادل 10 من أمثالي، وهذه النسبة أجدها جيدة جداً وأ فتخر بها، أنا من لا أدّعي بالشاعرية أبداً ولكنّي أهوى الشعر لا أكثر. فالشكر لك أيها الصديق الكريم على هذا السخاء الذي لا يقاس بالدرجات الستّينية.

    وأخيراً أعود إليك -حبيب قلبي- وقد وجدت بعد البحث والتدقيق
    أن المثلث الذي أنت ضلع من أضلاعه:
    ضلعه الأيمن لأبي عثمان الجاحظ
    وضلعه الأيسر لجابر بن حيّان التوحيدي
    وأترك لك، ولموضوعيّتك الأدبية،
    تقدير قيمة الزاوية المقابلة لضلعك!
    رعاك الله وحماك وأبعد عنك خصام أحامد هذا الزمن.
    مع احترامي وتقديري وصافي مودّتي ومحبّتي

    أحمد شبيب الحاج دياب

    الرد
  4. أشواق

    الأديب الدكتور أحمد دياب
    قصيدة جميلة جدا بلغة سهلة وأسلوب خاص
    يذكّر بكثير من الأعمال الأدبية الجيدة

    وجميل جدا جدا هذا الحوار الأدبي في الميكانيكا و الرياضيات بينك وبين الأديب الآلوي الكبير إبراهيم يوسف

    درسنا التبولوجي في السنة الأخيرة من الجامعة، هذه المادة لم أنسها قط
    فقد درّسنا دكتور تونسي جديد علينا
    كان نصف كلامه بالفرنسية والنصف الآخر باللهجة التونسية
    ونحن كنا شبه ضائعات…حتى شمرنا عن سواعدنا فاستعنا ببعضنا وبالمراجع والكتب ودرسنا المادة وفهمناها بالاعتماد على أنفسنا…وتخرجنا وألقينا القبعات عاليا ..هذا أجمل ما في الموضوع

    وبعد أيها الأديب الدكتور
    لقد فتحت بحوارك بابا للحشريين أمثالي لأنهال عليك بالأسئلة
    فما رأيك أنت و الأديب الآلوي الكبير بمسألة في الزمن
    بفيروز حين تقول
    يوم ويومين وجمعة وشهر و شهرين؟

    أو في الحجم
    كبر البحر وبعد السما بحبك يا حبيبي ..بحبك؟

    أو مسائل في الحساب
    نغمه و نار وعوادين..عوادين ونغمه ونار ..ونارين ونغمه وعواد
    دف وكف وردادين..ردادين ودف وكف..وكفين ودف ورداد؟؟

    أسعد الله مساءكما
    وكل عام وأنتم والأمة العربية بخير وعافية

    الرد
    • أحمد شبيب الحاج دياب

      الزميلة الكريمة الأستاذة أشواق
      الشكر لك على الإطراء الذي ما حظيت به إلّا منكِ،
      وأنت زميلتي في تعلّمِ الرياضيات وتعليمها،
      فعالم أهل الأدب غريب علينا بعض الشيء رغم قربهم إلى قلوبنا.
      يتكلّمون -زميلتي وحاملة همّ المنطق مثلي- بالإشارة دون التنبيه،
      بالرمز دون تحديد المرموز، وبالتلميح دون التصريح.
      يلتزمون الصرف والنحو ولا يراعون مشاعر المنطق وأهل المنطق.
      يهمهم جودة اللفظ، ويعملون على جمال الصورة وحسن التعبير
      من أجل إيصال صوتهم وتأدية رسالتهم لأوسع جمهورٍ من القرّاء.
      رسالتك أتت كتعقيب علي قصيدتي الملتبسة، وبعد حوار الحضارات
      والنظريات والتحدّيات بيني وبين أستاذنا الكبير إبراهيم يوسف!
      والتي تزيدها رونقاً وجمالاً وحِدّةً كلمات الأديبة الشاعرة ايناس ثابت بتعابيرها
      الرقيقة الرائعة وكلماتها التي تبلسم الجروح حيناً ثم تعود من جديد لتسعير لظى هذه الحوارات!
      شكراً لك أيتها الزميلة الكريمة والكاتبة المجيدة
      لن أتمكن من توسيع هذا التعليق أكثر فإلى اللقاء في رسالة قادمة نبدأ بها مع فيروز في
      يوم ويومين وجمعة وشهر و شهرين؟
      https://www.youtube.com/watch?v=8jeKnaVmdA0
      أسعد الله كل أوقاتك
      وأنت وجميع الأهل وأمتنا العربية بخير وعافية وأمن وسلام
      أحمد شبيب الحاج دياب

      الرد
  5. إيناس ثابت

    د. أحمد.. أستاذي وصديقي

      غدر بك صديقك وحبيب قلبك
    ونال منك فأحرز بتعليقه هدفا في مرماك 
    وأنت لا تدري..؟

    كنت أفتش عن الأبيات في بداية التعليق لأعرف لمن تكون..؟
    وهالني كيف “احتال” عليك صديقك
    في تحريف البيت الثالث من القصيدة
    إذ يقول:
     
    تلذُّ عيني وقلبي منك في  “شَغَفٍ”
    فالقَلبُ في “بهجة” وَالعَينُ في عُرُسِ 

    أما حقيقة البيت فهو كما يلي:

     تلذُّ عيني وقلبي منك في ألمٍ
    فالقَلبُ في مَأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ

    واحد – صفر

    الرد
  6. إبراهيم يوسف

    حبيب قلبي.. أبو عامر

     “إن العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ
    قَتَلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا” 

    لتبقى الفتنة.. أشد من القتل
    ولئن كانت لا تريد الفتنة ولا القتل..؟
    فهذه الطفلة الشَّقيَّة تعوَّدت اللهوَ بنا 

    وخطورتها في حشريتها
    وفي لماحتها

     فلا تجاوبها ولا تستفزَّها
    وهكذا تسكت.. فنأمن (شرَّها)
    وسلاطة لسانها.

    الرد
  7. أحمد رشاد

    المبدع الأستاذ أحمد شبيب دياب
    من فرطها سحرها شغلتني بذاتها عن غيرها فصرتُ عند بابها
    لعلّها خطفتني من حيث لا أدري إلى حيث أشتهي
    هي مفرداتك الساحرة تفعل فعلها
    فتحت بابها و تركتنا نركض في عوالمٍ مغريةٍ حتى نهايهات المشتهى
    لك قلبي حتى يرضى الفرات

    الرد
    • أحمد شبيب دياب

      تحيةَ للفرات
      وسلاماَ لبلاد الرافدين

      وباقات الورود
      للشاعر المبدع أحمد رشاد
      كلماتك
      زرّ قرنفل
      ووردة جورية
      أفتخر بها على صدري
      وأبتهج بها في قلبي
      خالص مودّتي

      الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.