لحظات رهيبة في سماء بيروت

بواسطة | 7 أغسطس 2020 | مقالات | 18 تعليقات

لحظات رهيبة
في سماء بيروت

إبراهيم يوسف – لبنان

كل معلقات العرب والعالم لم تعد تساوي شيئا 
بعد وقوع الانفجار الرهيب، ولا تعادل
نقطة دم واحدة نزفت من بيروت 
في المرفأ والأشرفية والجميزة وساحة ساسين 
ومار مخايل.. وعين المريسة وكورنيش المنارة

 ولا تساوي حجرا
تداعى وسقط من حائط منزلٍ 
في المناطق المنكوبة

 والشكر لكِ مع التقدير عزيزتي القارئة من فلسطين
“فليس يبكي لشجو الحزين…. إلاّ الحزينُ”
يسلِّم خاطرك يا رب.. ويبقى العزم والأمل 
أن يتعافى الجميع ويعود الواحد منا يكاتف الآخر

يدا بيد وقلبا على قلب وعرقا يتمتزج بالعرق 
ودمعا عزيزا غاليا على من قضى شهيدا 
أو من بقي تحت الركام
لنعيد معا.. ولو بالوحدة العاطفية
بناء بيروت مدينة جميلة كالأحلام 

C:\Users\ibrah\Desktop\download (2).jpg

عصر الرابع من آب  2020 
تاريخ لن يمحى.. من الذاكرة

كنت أفتش مرة عن مفعول وآثار القنبلة النووية، التي ألقيت على هيروشيما، ووجدت صورة عن الانفجار بجانب التحقيق، ولو أنني لا أدري إن كانت الصورة تعود لوثيقة حقيقية أم لا؟ إلاّ أن  ما حدث عندنا بالأمس كان مماثلا لانفجار هيروشيما. 

تلا الانفجار وأنا أشاهد ما جرى من شرفة بيتي في رأس النبع، المنطقة القريبة من الأشرفية والمرفأ والسوديكو، سحابة تكونت على شكل فطر من دخان كثيف ولهب، ارتفعت عالياً للتو فوق المنطقة المحاذية لنا من الشمال الشرقي، وتبدّلت ألوانها مع مرور الوقت من الأحمر بلون الصّدأ، إلى البنيّ القاتم فالرمادي الداكن.. قبل أن تتحول إلى غبار بفعل انفجار مخزون هائل من مادة “الأمونيوم”-  في مستودع رقم 12 في المرفأ كما عرفنا لاحقا – وقد بلغ   2750طنا كما تردد حتى اليوم. لينتشر الغبار الناتج عن الانفجار المريع ويتلاشى رويدا رويدا في سماء المدينة، ويغيب عنها بعد ساعات طويلة. والحقيقة أنني خلال الحرب الأهلية، التي عشتها بأدق التفاصيل من بداياتها حتى النهايات، لم أرَ وأسمع مثيلا لهذا الانفجار.

للوهلة الأولى تراءى لنا الانفجار في المبنى المجاور، ونحن نقطن بعيدا من مكان الحدث ثلاثة كيلومترات وأكثر، فتعالى صراخ زوجتي وبدأت تتحرك في كل الاتجاهات، كمن أصابه مس من جنون دون أن تفعل شيئا، أو تهدأ وتتوقف عن العويل، حتى بدأتُ الصراخ بدوري في وجهها لأردّها إلى رشدها، بأننا لم نمت وما زلنا على قيد الحياة. فاستسلمتْ وسكنت قليلا ثم ارتمت على مقعد مجاور متهالكة مستسلمة للبكاء. ربّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنت التواب وذو الفضل العظيم. كفانا.. كفى عبادك يا ربي فلسنا من قوم لوط لتجربنا بمعاصي ساستنا وتبتلينا بحاكمينا.

مش ناقصنا يا ربنا ورب العالمين، موت وخوف ودموع ودمار وتلوث، وفساد بكل المعاني، وانتشار وباء أشد وأدهى من الهواء الأصفر، وانهيار قيمة المال والأخلاق، وجوع  تجاوز العتبات وبات وراء الأبواب..  فأنت ربنا ورب العالمين. 

تردد صوت الانفجار حتى خلته في اللحظة الأولى هزة أرضية ضربت أنحاء البلاد، ووصل صدى الانفجار إلى كل المحيط، ثم تجاوز لبنان عبر البحر حتى بلغ جزيرة قبرص. هكذا وجد الناس أنفسهم أمام مأساة كاملة التفاصيل من الموت والخراب. 

لكن ما حدث للأسف لم يُوَحِّد القلوب، ممن أعمت الأحقاد بصيرتهم فانتهزوا الكارثة، لِيُصَفّوا حساباتهم ويصوبوا قذائف ضغينتهم على “الأعداء”. بصرف النظر عن أسباب ما حدث، سواء عن طريق الخطأ والإهمال وربما خلل في الإدارة أو التخريب المُدَبّر؟ فإنه ليس إلاّ تداعياً أخلاقياً أشد خطورة مما أصابنا في الصميم، قبل أن يسببه لنا الخارج المتهم “بسوء النوايا”. وقد بادرت مشكورة دول المنطقة وسائر بلدان العالم، بإمدادنا بمختلف مساعفات الأدوية وسواها من الحاجات. 

من رأى وسمع بعض المعلقين، على الشاشات عشية يوم الفاجعة، وهم يستثمرون في المحنة المأساة؟ لأدرك على الفور عمق الفجوة  في متاهات قلوبنا وعقولنا، وتأكد له أن المصيبة عندنا لا تجمع.. بل تفرق. ربما سنختلف كيف نغسل ونصلي وندفن موتانا..!؟ لا شيء يمكن قوله أبلغ من منظر أشلاء الضحايا، والعظام البارزة من خلال الجلد واللحم على  الطرقات، والجرحى والقتلى ممن لم تعد تتسع لهم المستشفيات. والدمار الهائل الذي ينذر بمزيد من الضحايا والمفقودين، ومن تداعي الاقتصاد المتآكل. لعلها مناسبة جديدة للفساد وتكديس الأموال؟ ولو من مساعدات المنكوبين.. هؤلاء هم حكام البلاد!

أتمنى هذه المرة أن لا يخيب رجائي، وتأتي الريح وفق ما يشتهي الشراع، فلا يجهضوا التحقيق وقد بدأ بعض المحسوبين على جهات مختلفة من التيارات، يتقاذفون الاتهامات عن مسؤولية تخزين الأمونيوم، والقضاء لم يباشر تحقيقه بعد.

ولئن عجزت السلطة التي فقدت ثقة شعبها، أقله  في استعادة أموال المودعين من المصارف، ليضمدوا جراحاتهم ويرمموا ما تهدم من منازلهم وشركاتهم؟ تبقى الفرصة متاحة أمام هذه الحكومة وأمام الأمن والقضاء، ليستعيدوا ثقة المواطنين فلا يسرقوا المساعدات، ويبرهنوا عن عزمهم على المحاسبة، بإدانة المقصرين أو المرتكبين لما حدث، وأولى الخطوات الصحيحة اقتضت منع سفر وتوقيف، بعض من تشملهم شبهة تخزين الأمونيوم، ممن تسببوا في الخراب ونزف الدماء. 

كاتب لبناني

18 التعليقات

  1. Maissa Boutiche

    Bonsoir Ibrahim,
    Suite à ce tragique événement, moi, mes frères et soeurs algeriennes sommes
    solidaires avec nos frères libanais et nos sœurs libanaises dans cette épreuve difficile !
    En ces douloureuses circonstances, nous exprimons notre profonde affliction et nous nous associons à la douleur des parents des victimes .
    Que Dieu entoure les victimes de son infinie miséricorde !

    الرد
  2. Maissa Boutiche

    مساء الخير ابراهيم،
    نحن مع لبنان الجريح قلبا وقالبا و مع إخوتنا وأخواتنا اللّبنانيّين في هذه المحنة القاسية.
    بهذه المناسبة الأليمة، أعبّر عن بالغ حزني لما حصل وأرفع تعازيا الصّادقة إلى أسر الضّحايا، راجية من الله العلي القدير أن يتغمّد الضّحايا بواسع رحمته ويصبر ذويهم.
    ميسون

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      ميسون الراقية

      حسنا فعلت وأنت تكتبين التعليق بالعربي
      أهون علي رد بالعربي
      لو رددت بالفرنساوي؟
      لارتكبت كثيرا من الهفوات والأخطاء
      وربما أتى تعبيري على غير ما أشتهي

      أنت مخلوقة رائعة يا ميسون.. وأنا أسير لطافتك
      ورقة كلامك ومشاعرك التي أغرقتني
      لست محبوبتي فحسب بل أنت حبيبتي يا ميسون

      الرد
  3. مهند النابلسي

    الله حماك ورعاك وكلنا مع لبنان الجميل الجريح المبلي بالأعداء والطائفية والفساد السياسي العنكبوني ومافيات التغول…وربنا يحميه ويخليه لشعبه العظيم المكلوم ورئة للعرب المقموعين… واتساءل بلا حياد في ذكرى هيروشيما وناجازاكي: فقد سمى المجرم الأمريكي قنابله النووية بالولد الصغير والرجل السمين فماذا سمت اسرائيل قذيفتها الجهنمية على ميناء بيروت وما حدا يحكيلي أن ذلك كان مجرد اهمال مع حدوث شرارة لحام؟!

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      يسعد صباحك وكل أوقاتك خيّ مهند. علة العلل يا صديقي التلطي وراء الطوائف. هذا مكمن الخلل والجرح النازف. الطوائف التي أمعنت بالفساد وخراب البلاد منذ عقود طويلة.

      هؤلاء أشعلوا الحرب الأهلية، وعادوا يستولدون نفوسهم من جديد بقوانين فصلت على مقاساتهم. سننتظر ما يسفر عنه التحقيق “المستعجل” ليبنى على النتائج مقتضاها. ألف شكر لك وأحر التحايا مني ومن أفراد أسرتي. تسلموا جميعا با رب.

      الرد
  4. إبراهيم يوسف

    كاتيا.. السيدة الكريمة من إيطاليا

    “خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا
    لفارقت شيبي موجع القلب باكيا”

    كاتيا.. سيدة إيطالية من بسكارا
    جنوبي البلاد.. كانت طالبة “يسارية”
    وكانت تربطها منذ عقود طويلة
    علاقة ودّ بابني عندما كان طالبا معها

    رأت بالأمس انفجار بيروت..؟
    وفتشت طويلا عن عنوانه
    بعد عقود من الزمن الطويل
    لكي تطمئن أن أحدا من أهله لم يصب بسوء

    ووجدتُ… من أبسط قواعد الوفاء أن أقول
    لكاتيا من أعمق نقطة في قلبي شكرا… بل:
    ألف شكر وألف تحية وسلام بالنيابة عمن قضوا
    أو جرحوا أو ما زالو تحت الأنقاض في بيروت

    الرد
  5. إسراء عبوشي

    لا تعوّل على صدق التحقيقات

    أو معرفة السبب

    الدم العربي رخيص يُسفك بهدوء

    نتألم …نبكي… اوجاعنا طواحين الهواء التي نصارعها بلا جدوى

    هباء كل مشاعرنا

    الألم لا يوجع إلا صاحبه يا صديقي

    وكل تلك الاموال لن تعيد عمّار بيروت

    ستتعمّر بسواعد الاوفياء فقط

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      أ/إسراء عبوش

      سأعترف علنا بغبائي في صحة تقدير الأمور
      وأنأ أفترض أن الوحدة العاطفية كافية
      لإعادة إعمار ما تهدم!! فلم نبدأ بعد
      بإزالة آثار الدمار ورفع الركام عن المناطق
      التي تضررت إلى حد يثير الذهول، ولم نلتقط
      أنفاسنا بعد حتى بدأنا الانزلاق إلى الفوضى
      ومنعطفات أمنية خطيرة للغاية

      الرد
  6. إيناس ثابت

    مادمنا من تراب فكل الأرض أرضنا وموطننا وكلنا في مختلف أصقاع الأرض وعلى اختلاف اللغة والدين والمذهب نتحد في الشعور بالألم… هذا الشعور الإنساني العميق الذي يخلق في قلب ويحمل صداه قلب آخر.

    في غمضة عين قد يتغير حال أي انسان أو مكان والتغيير من قوانين الكون، وهذا مايجب أن يعلمنا الوحدة الإنسانية والتعاطف والتعاون مع بعضنا البعض.

    حمدا على سلامتك صديقي العزيز وأسرتك الكريمة والرحمة على الضحايا وجبر الله قلب كل من فارق عزيز. وأرجو أن تحمل الأيام القادمة لكم وللعالم كل الخير والأمان والسلام.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      إيناس تابت

      من قلبي سلام لعينيك يا إيناس

      تأكدي يا صديقتي أن السفينة
      التي أبحرت من عهد نوح
      ستعود لترسو…. في مرفأ بيروت

      الرد
  7. شهربان معدي

    “ضربتين على الرأس توجع”
    بل أقول تقتل..
    نقل الشائعات..
    بوفاة “جارة القمر” وسفيرة النجوم..
    زاد من وجعنا..
    لم نستفق بعد من نكبة بيروت..
    ليطلقوا هذه الإشاعات..
    في مواقع التواصل الإجتماعي..
    عن رحيل الفنانة الكبيرة، فيروز..
    لم نعد نستطيع احتواء كل هذا الحزن والوجع..
    وباء الكورونا..؟
    ودمار مدينة، ليست ككل المدن..
    زهرة الشرق، ومهد الحضارات..
    أيها المرفأ الحزين..
    من سيضمد جراحك..؟
    ويسدّ فراغات روحك..
    من سيمسح دمعتك..
    ويعيد لك ابتسامتك ومجدك..

    الحمد لله أن فيروزنا بخير..
    وجميع زملاءنا بخير..
    وأستاذنا القدير ، ابراهيم يوسف وعائلته الكريمة، بخير..

    وإن شاء الله العدالة الإلهية
    تحقّق ما لم تستطع تحقيقه العدالة الإنسانية..
    ويكشف النقاب عن أسباب هذه المأساة والفاجعة..
    التي أبكتنا جميعنا دون استثناء..
    الرحمة والسلام لأرواح الشهداء..
    والصبر والسلوان لذويهم وأقاربهم..

    “وإن شالله تزول هل شدّة عنكم
    في أقرب وقت”

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      الصديقة العزيزة… شهربان

      “وصرتُ إذا أصابتني سهامٌ
      تكسّرتِ النصالُ على النصالِ

      كأن الموتَ لم يفجعْ بنفسٍ
      ولم يخطرْ لمخلوقٍ.. ببالِ”

      هي ضائقة وشدة وكربة ومحنة وداهية ونازلة
      ونائبة ونقمة وفاجعة وكارثة.. لا نكاد ننفد
      من واحدة منها؟ حتى نعلق بفيض من الأزمات

      ابتدأتْ بالفساد بعد الحرب الأهلية وَعبَرَتْ إلى الوباء
      ثم تلاحقت وانتهت بالدموع والموت والدمار
      فلننتظر…متى يفرجها الله على عباده من أوادم الناس

      لكن العزاء كل العزاء يبقى فيك يا عزيزتي.. وفي
      كل من كان صادقا شهما وغيورا مثلك يا شهربان

      هي فسحة من المودة والأمل.. والرجاء
      أن نتحدث ونتشاكى حتى تنجلي الهموم

      لنعود نصفق ونرقص… ونطرب للغناء
      سلامة قلبك.. وقلب الست فيروز يا رب

      فيروز من أعمدة الثقافة الراقية… عندما
      يكون الفن جزءاً من ثقافة الإنسان

      غنت للأوطان ولم تغنِ للرؤوساء والملوك
      فَرَشَّت عطرا ومسحت بلسما على الجراح

      هذا الإرث الثقافي المجيد؛لم يبق غيره
      أحبه الآخرون أكثر مما أحبه اللبنانيون

      ولئن كنا نغفو على صوت أم كلثوم؟ فإننا نستفيق
      في الصباحات البهية.. على صوت السيدة فيروز

      الرد
  8. عاشقة الأدب

    الرائع إبراهيم يوسف

    لا شيء أغلى من روح إنسان
    لا المال ولا البنيان…… ولا حتى البلاد.

    ألف شكر لله على سلامتكم وسلامة الجميع ورحمته على أرواح الأبرياء والصبر والسكينة تغشى قلوب ذويهم.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      التضامن والمحبة.. غايتان في الدنيا
      أنت في عناية الله وحفظه
      شكر ا على مرورك صديقتي الكريمة

      الرد
  9. عصفورة النهرين

    مساء الخير ..والخير موجود في قلب كل مؤمن
    وأمره خير في السراء و الضراء
    أنا لبنانية منذ تلك اللحظة وحتى إشعار آخر
    قلبي هناك عند الصخرة التي تقف شامخة كوجه بحار قديم
    مجروح معنّى ..كالعتابا تخرج من أرق الحناجر تفصح بالكثير من الوجع والشوق و الحرمان.
    أنا لبنانية منذ اليوم وحتى يرث الله الأرض
    أرضي طالما ضج فيها نداء الحق..أرضي ولن أتنازل عنها.
    لكني أراهن على الشعب العنيد الذي طالما صمد وسيصمد
    وهو ما جعلك تفتح جهاز الحاسوب و تشرع بالكتابة رغم كل شيء

    تحيتي وعزائي وأسفي لك، للقراء، و لكل أهلنا في لبنان وفي عالمنا العربي
    والحمد لله على سلامتكم جميعا
    وسأختم بدعاء سيدنا موسى عليه السلام كما ورد في سورة الأعرف
    (بِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ۖ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْك))

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      الرائعة.. عصفورة النهرين

      ما دمت موجودة في قلوب المؤمنين…؟
      فأنت إنسانة شفافة ونبيلة
      وجديرة بهذ الإحساس.. أكنتِ أجنبية..؟
      أو تنتسبين إلى هذا الوطن المجروح

      من فائض هذا الشعور الراقي الكريم..؟
      تستحقين أن تنتسبي إلى صنف الملائكة
      ونحن نكاد نكون من صنف”الشياطين”

      وبعد ذلك لا فرق عندي أن تكوني كاتيا
      من إيطاليا.. أو تكوني ليلى من فلسطين

      “لي صخرةٌ عُلِّقَتْ بالنّجمِ أسكنُها
      طارتْ بها الكتبُ قالت تلك… لبنانُ

      توزّعَتْها همومُ المجدِ فهي هوىً
      وكرُ العقابين.. تربى فيه عقبانُ”

      https://www.youtube.com/watch?v=GhmjRQP3XvQ

      (وكر العقابين تربى فيه صيصانٌ وحيتانُ)

      إسمع تفرح .. جرب تبكي وتلطم وتحزن
      لبنان طائر قصَّ جناحيه معظم حكامه وسياسييه
      وتركوه ينزف ويحاول التحليق.. في مهب الريح

      تلقيت بالأمس اتصالا من المصرف يقولون فيه:
      إنهم لن يدفعوا راتبي آخر الشهر ما لم أوقع
      وثيقة تستدعي حضوري إليهم
      هكذا غادرت منزلي إلى المصرف بكثير من الحذر
      من انتقال وباء بدأ يتعالى أخيرا على نحو مخيف

      وفي المصرف؟ تعاملت معهم بكثير من عدم اللياقة
      (وقلة التهذيب) ووقعت لهم الوثيقة.. بعدما
      اشترطت أن أضيف على الوثيقة التي وقعتها فقرة تقول:
      إنهم فاسدون وسيأتي أخيرا من يحاسبهم مهما طال الزمن

      وأما من يترك منزله على مساحة المنطقة المنكوبة..؟
      فربما لن يعود إليه بسبب تجار العقارات بعد النكبات
      كما حدث بعد الحرب الأهلية في وسط بيروت
      وقريبة لي كانت من ضحايا الاحتيال على (القانون)
      فهواجس ناس النكبة محقة ومنطقية خوفا من استغلال
      هذا الظرف لإتمام نهب عقاري بشكل واسع.. ومقونن

      الأوطان يا صديقتي مثلما هي تاريخ وجغرفيا وكيانات “مستقلة”؟
      هي أيضا عدالة ودورة حياة من مياه وكهرباء وخدمات
      وحكام من الناس الأوادم ممن يخافون الله في أوطانهم وشعوبهم

      أرجو أن يستمر النقاء في قلبك ووجدانك
      وأن تشعري بالأمان.. والسعادة إلى الأبد
      وسط أسرتك التي تعنيني دون أن أعرفها

      شكرا لمرورك المعطر بشذا الياسمين
      أنت في الفكر والقلب
      وعلى الرأس والعين يا عصفورة النهرين

      الرد
  10. إبراهيم يوسف

    الكاتبة المترجمة والصديقة العزيزة
    نظيرة اسماعيل كريم
    من السليمانية – في العراق

    “خُلقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى الصِّبا
    لفارقتُ شيبي مُوْجعَ القلبِ باكيا”

    ياااااه ما أسعدني بك يا عزيزتي هذا الصباح
    مهما حدث…؟ فنزعة الخير في النفس
    البشرية هي الغلاّبة على الدوام…. وهي
    التي تسود في النهاية حتى يأتي الخلاص

    عشنا أوقاتا عصيبة شديدة الهول
    من الخوف والدموع والدمار الرهيب
    وشعرت لبعض الوقت
    أن الدنيا ليست منصفة..؟
    عندما ننجو بأنفسنا ويموت الآخرون

    أنا مدين لعنايتك ولطفك وطهارة قلبك
    ومدين (لكاتيا)..؟ ولكل الآخرين

    الرد
  11. إبراهيم يوسف

    حاولت بكل ما أوتيت من الإرادة والعزم
    والتصميم والشجاعة والتجاهل والبلادة
    لأخفف عن نفسي هول ما جرى
    بالحديث مع أهلي وأصدقائي وأصحابي
    والعودة إلى أهمية التواصل معهم
    لكي أنسحب من عقدة ما حدث من حولي
    وانعكاس كل لحظة انقضت منذ الانفجار

    ولكنني في كل ندوة أو نشرة أخبار أتابعها
    وهي تنقل ما جرى للقتلى تحت الركام
    والجرحى والمشوهين في المشافي ومأساة السياسة
    والاقتصاد والفساد والوباء.. والتحقيق الجنائي
    والشعور بمهانة الساسة ومذلة المساعدات التي تأتي

    ودرب الجلجلة إلى المشنقة.. أو متاهة أمنية
    إن دخلناها هل سنخرج منها لا أدري؟
    ليعود المشهد ويهزني بشدة من الأعماق ليذكرني

    بمأساتي ومأساة بلدي وأصحابي وأهلي وبني قومي
    لكنني سأفعل ما بوسعني لكي أتواصل مع الجميع

    وأرد على الرسائل التي تصلني وأشارك في التعليقات
    على مختلف النصوص والردود، فأرجوكم لاّ تعتبوا

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.