كلمة إلى أمي الحبيبة

بواسطة | 13 أغسطس 2021 | مقالات | 0 تعليقات

كلمة إلى أمي الحبيبة

قلت سابقا بأني أصغيت الى كل من يهمس في الوجود

وقرأت كثيرا من الشعر هنا وهناك فهمت البعض والبعض كان مبهما

حتى أني غنيت في سري ولكن المسافات كانت مؤلمة

هنا أمزج الحزن بقليل من الفرح…جاء عام هجري جديد يا أمي…

وأنت ذكرى أمامي يا أمي

ولكن جاء الحق وكان عليك ولا بد من أن تذهبي

هنا واليوم أحببت أن أشكي لك حالنا في كل مكان

بلاد الياسمين التي كنت تحبينها كثيرا…وفي الحقيقة كان لبنان هو الأول

ولكن اليوم الكل مهزوم بالنار…بالضباب…بالفساد

لقد رأيتِ أنتِ الكثير…ولكن كل شيء كان يموت فيك لأنك كنت والصمت توأم

اليوم يا سيدتي كل شيء مظلم…والبعيد قد مات

ومن بقي بالخوف يحتضن كل الأبعاد حتى لا يسقط ويجلد …

اليوم يا أمي كلنا بلا إحتفال…نعيش الدخان…ونتمرغ في أمل أن نلتقي والأحبة

من زمن طويل صرخوا علينا…ولكن تعبنا وما زلنا صابرين

يأتي الصباح…ويذهب الصباح…ويأتي المساء …ويذهب المساء

صدقيني حبيبتي كل الأيام مثل بعض…تستغربي…نعم هذا حقك

الفرح حمل حقيبته وسافر…والحزن اليوم تحول الى مصباح ينير لنا الأمل …

الكثير ماتوا… وما يزال يموت الكثير كل يوم

وكل يوم نبحث عن شيء عن ضوء عن نافذة بالرغم من أننا نموت ألف مرة

آه كم مرة تمنيت أن نكون كالصخور…أو الغبار

ولكن كبرياء الإنسان ما زالت بحبل الله متعلقة

هذه البلاد الجميل بلاد الياسمين حتى الطعام أصبح فاسدا…الدجاج واللحم

والغلاء يا سيدتي…ولقد تذكرت اليوم سيدة بلاد الشام حين صرخت ألما وحسرة

شو الغلاء يا رب

المصيبة يا سيدتي الغالية أن الكل في حسرة…الكل ( معترين ) مكسورين الخاطر

وما ستقول لنا بلادنا القديمة المليئة بالأسرار

منذ البداية نسينا بأنه علينا أن نحارب الفاسدين…وكنا نظن بأننا في دولة مواطن

وإذا الى جوار الفاسد جاء السارق والغريب بأن الحرامي تحول الى نصاب

والكل بدون أبعاد أصبح …خواجا

هنا أعتذر من حبيبنا خواجا كرياكو

زمن ينفجر…زمن أصم…يخنق الإنسان لا يمكنك أن تتكلم…ولا حتى تفتح عينيك

زمن حزين ماذا علي أن أخبرك…أموالنا مرهونة محجوزة …

أخبرك قصة…نحن اليوم في بلاد الأوثان…مجانين…سجناء

الإنسان منا هذه الأيام بلا أخلاق…ولقد غسلوا الأخلاق…وتساقطت الرحمة

حتى الكهرباء غابت…وعندما أسجد أطلب من الله أن تأتي الكهرباء

نريد أن نُحَضِرْ الطعام…أما الغاز…آه يا سيدتي…إنها العملة النادرة

هل عرفت اليوم يا أمي كيف أصبحت حالناكيف أصبح لبنان…

وأنت التي دائما كنت تقولين لي إذهب الى بيروت حتى لو ضعت فإنها حبيبتنا…

والرِزْقُ هذه الأيام مثل دقات الماء التي تتساقط من الحنفية لأنها غير صالحة

وأقول لك سرا…نحن فرحين…سعداء

هذه هي الدموع في بلادنا العربية

إذا اليوم ليس عيدا

عفوا على صدقي هذا يا سيدتي

تحياتي

محمود إدلبي – لبنان

09-08-2021 ميلادي  01 -محرم – 1443

محمود إدلبي

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.