يَا سَاكِنِ طْرَافِ الغَيْمِ والْعَتْمِي
وَحْدَكْ نَدِيمِ الْحَرفْ وِالْكِلْمِي
خَلِّيكْ جَنْبِي مْعَاوْزَكْ يَا دِيبْ
مِشْ كُلّْ يَوْمِ بْشُوفَكْ بنَوْمِي
يَا دِيبْ وَّقِّفْ بِكِي
وِتْشَوْهَرِ قْبَالِي
يَا دِيبْ لَا تِشْتِكِي
حَالَكْ مِتِلْ حَالِي
يا عَنِّتِ الْ جُوَّا الْحَشَا خَبَّيْتِهَا
ومَا قِدِرْتِ فِيهَا بُوحْ
هَالْقَلْبِ صَبَّحْ بَيْتِهَا
وبَعْدُو شَقِي ومَجْرُوحْ
مِتْلِي إِنِتْ يَادِيبْ
عَمْ بِتْعِنّْ
لَوْلَا صْرَاخَكْ بِالْفَلَا،
تِخْمِينْ مِتْلِي تْجِنّ
يَا رَيْت فِييٍّ رَافْقَكْ يَا دِيبْ
يَا رَيْت فِييٍّ رَافْقَكْ يَا دِيبْ
وِتْنَيْننَا نِخْتِفِي وِنْغِيبْ
نسْرَحِ نْرُوحْ بْهَالْمَدَى
نِبْعِدْ وغَيْرِنَا مَا فِي حَدَا
نْصَوِّتْ تْنَيْنَاتِنَا يَا دِيبْ
ووَحِدْهَا أَصْوَاتِنَا
ترَجِّعْ صَدَى.
*****
“يا عَنِّتِ الْ جُوَّا الْحَشَا خَبَّيْتِهَا
ومَا قِدِرْتِ فِيهَا بُوحْ
هَالْقَلْبِ صَبَّحْ بَيْتِهَا
وبَعْدُو شَقِي ومَجْرُوحْ
مِتْلِي إِنِتْ يَادِيبْ
عَمْ بِتْعِنّْ
لَوْلَا صْرَاخَكْ بِالْفَلَا،
تِخْمِينْ مِتْلِي تْجِنّ
يَا رَيْت فِييٍّ رَافْقَكْ يَا دِيبْ”
أه يا أستاذي من هذا البوح الصريح المؤلم..
وكأنك وضعت إصبعك على وجعي..
كم هو حرٌّ هذا الذئب في تفريغ وجعه وأنينه..
في رحاب الفضاء الشاسع..
على حدود العتم..
يشاغب الغيم ويشاكس القمر..
حرّ..؟ في كل شيء..
ونحن في هذه القوقعة الأرضية..؟
مقيدون.. مُقادون في كل شيء..
سلمت روحك الشاعرة الرقيقة..
أستاذنا..
وبورك نسغ مدادك الأثير.
احترامي وتقديري.
“عينـي ما تشـوف النـوم يا ديب … حاكمها قلق ونعاس يا ديب
غدي تسرح مــع الثنيان يا ديب .. وتفعل مــا تـــريـد وتشـتهي”
https://www.youtube.com/watch?v=jWzi3gQBLqQ
الذاكرة المثقلة بالثأر وحبل المشانق، ووحشة ليالي العمر في تيه الكهوف، حيث الظلام والندم والبرد والجوع والحنين إلى الأمان وسلام النفوس..؟ كلها من صحبة الديب “والخارجين على القانون” من الرفاق الطفَّار وأعراس الدم، ممن ينتصرون للضعيف ويعانون من مظالم أهل الأرض، فيتوقون إلى عدالة رب السماوات. ومن الأمثلة الحية في الجوار..؟ الروايات المتداولة حتى اليوم، عن شهامة ملحم قاسم و مآثر دياب القاق.
ومن روعة قصيدتك وفعل كلماتك
هذه نجاة الصغيرة وعيون القلب..؟
“ورا كل كلمة عايزة تقول لك.. يا سلام”.
أستاذي وصديقي الدكتور أحمد دياب
ما شدني إلى القصيدة اللهجة اللبنانية، التي تتميز بطلاقتها وبساطة معانيها ووقعها في القلب. ولعل من حسنات الشعر الشعبي المرونة والطاعة والبساطة، ومن سيئآته أيضا القصور في فهم بعض التعابير المحلية.
أما من كان في مثل طبيعتك يا د. أحمد..؟ فلا يصح له أن يتجاوز في قصائده وأحلامه وواقعه، نقاء القلوب الصافية التي تؤمن بالعدالة والمحبة والسلام، بعيدا جدا من شريعة الغاب.
إن لم تصدقني..؟ فتعالَ معي إلى قطيع من الأغنام، يرعى في ريفكم وراع ليس معه إلاّ… نايه وزوادته وهذه الأنغام.
https://m.youtube.com/watch?v=D2zxlrwPo2E
يختلفُ وصفُ المَشاهِد باختلاف العين التي تراها، فإذا كنتُ قد رأيتُ في القصيدة ذاكرة مثقلة بالطفَّار، يبيتون لياليهم في المغاور والكهوف، ويعانون من القسوة والخشية والتشرد ومخالطة الذئاب..؟ فإيناس وقد “ملأ الضحى عينيها بالأطياف من رقص الشعاع”، اختصرت المشهد بالمحبة والسلام وصفاء الشعراء، واستحضار قطيع وراع وشبَّابة وحقل وغدير. دون أن تغيب عنها الإشارة إلى شريعة الغاب وكيف يفتك الذئب بالغنم.
أيتها السيدة الأديبة شهربان معدّي
من سفوح صنيّن وربوع البقاع، أرسل تحيّاتي وتقديري وشكري
على كلمتك الطيّبة الصادقة التي تفوح بعطر بلادنا وشعبها الطيّب.
مهما باعدتنا الأيام وفرّقتنا الحدود سنبقى أمّة أبيّة على الضيم.
نعم إنها الحريّة التي ناداها جبران خليل جبران من أعماق الأعماق
نعم إنها الحريّة بمعانيها السامية النبيلة.
ويبقى الديب وبالسرياني ديبو رمزاً لهذه الحريّة ولهذا الانعتاق الذي ننشده جميعاً.
الديب يسامر الثوّار ويصادق المقهورين ويستمع للوالهين.
نجده في تراثنا الشعبي العظيم وفي حكايا الأهل وعلى مواقد الحنان في ليالي كانون القاسية.
منذ الطفولة ونحن لا نخاف الذئب إلّا من سطوته على طرشنا من غنمٍ وماعز
ولا نعاتبه على فعلته ونقول “لقد أخذ الجوع منه مأخذاً هذه الليلة”.
أمّا الذئاب التي ترتدي الثياب الأنيقة والعباءات الفاخرة،
والتي تسطو بلا جوعٍ وتقتل بلا وجلٍ،
فلها الصفوف الأولى في مجالسنا العامة
نقدّم لها صنوف أشكال الاحترام
ولا نجرؤ على معاتبتها بما اقترفت.
هذا من جملة ما يحمله هذا القلب من ثقلٍ وعنينٍ غير مسموع.
فلتبقى الكلمة الجميلة والفكرة الخلّاقة موئلاً لنا من عاديات القهر.
شكراً سيدتي وألف تحية