رواية”كنان يتعرّف على مدينته” ونبض القلوب

بواسطة | 24 مارس 2020 | قراءات | 4 تعليقات

صدرت رواية “كنان يتعرّف على مدينته” للأديب جميل السلحوت عن مكتبة كل شيء في حيفا عام 2020، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأّول لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصرالله في 63 صفحة من القطع المتوسط.
حين يكتب مقدسي عن القدس، يُعمّد كلماته بطهر مشاربها، لتنبض بالحياة المؤطّرة بالحنين، براءة أقدام الطفولة عجنت الروح وعَتقت النبض بلون الأصالة، هذا الدّفء والوداعة يكتمل في الرواية، في سرد متواتر مشوق، يعدينا كنان بشغفه لرؤية المزيد، حيث يقرر العودة ، سيحمل بداخله كل تلك الصور عن المدينة، وستبقى مطبوعة في ذاكرته، صور تعريفية وصور جمالية وصور روحية، استطاع الكاتب أن يمزج تلك الصور بأسلوب سلس، وتماسك السرد. فهنا كنان ومعلمته، وهناك الشيخ الذي يروي حكاية المدينة ، وهنا صور لمعالم المدينة، ربط متناغم يناسب الباحث عن معلومات ويناسب العاشق لقدسية المكان، ومناسب ليكون قصة تروى وحكاية لأدب السّياحة الدّاخليّة من باب اعرف وطنك.
الرواية لها بناء قصصي خاص، خطّ زمنيّ تعاقبيّ، السرد تمّ من خلال بؤرة حدّدت إطار الرؤية وحصرته في القدس.
تُظهر الرواية معلومات تاريخية ودينية تتعلق بمدينة القدس، ويفسر الكاتب تلك المعلومات؛ لتكون مرجعا دراسيّا مناسبا لفئة اليافعين، وهناك أمر تربويّ آخر، لم يكتف كنان بالمعلومات التي أخذها من معلمته وبالأماكن المقرر الذهاب إليها في الرحلة، بل عاد ليزور القدس ويسلك طرقاتها مشيا على الأقدام باحثا عن أجوبة لأسئلته، ومُشبع لشغفه للمعرفة وللعاطفة التي ربطته بالقدس منذ تلك الرحلة.
مسمار العار صفحة 11 درس تربوي آخر، لمفاهيم مرتبطة بالأقصى قدسية
وخطيئة، واعتذار.
وقد ذكر الكاتب “المكتبة الختنيّة” وقدّم معلومات قيّمة عنها، حيث يؤمّ الأقصى آلاف المصلين يوميّا، ويمرون عنها ولا يعرف أغلبهم الكثير عنها، مع أنها معجزة عمرانية ومكتبة ثرية، ومعلم مقدسي هامّ.
تحمل الرّواية في ثناياها دعوة غير مباشرة لتكثيف الزيارات للقدس، وضرورة الّتعرّف على مقدّساتها.
في النهاية يقول كنان عبارة تراودنا كلما زرنا الأقصى ” ما عاد قلبي يحتمل” صدى همسه يطرق قلوبنا، ويغمر أرواحنا ما عدنا نحتمل البعد عنك يا قدسنا.

إسراء عبوشي / كاتبة وشاعرة / فلسطين

4 التعليقات

  1. إيناس ثابت

    الأستاذة اسراء تسلط الضوء على جماليات العمل الأدبي، وتحتفظ ببساطة النص..لك تقديري واحترامي.

    الرد
    • إسراء عبوشي

      الأستاذة الرائعة إيناس ثابت
      كم يسعدني كلماتك التي تضيف للمقال قيمة وسمة خاصة
      دمتِ
      لكِ خالص المودة

      الرد
  2. إبراهيم يوسف

    أسروءة الصديقة الكريمة التي لا تألو ولا توفر جهدا، للاهتمام والعناية بما يقوله الآخرون. . طهر المشارب ونبض الحياة والحنين، والطفولة البكر والدفء والواداعة، ولون الأصالة وسائر هذه المفردات المعبرة إن هي إلاّ خير دليل، على ما يختزنه الإنسان الفلسطيني من التصميم على التحدي، ليكون النصر حليفه مهما طال الزمن. فالكيان العنصري الوحيد على مساحة الأرض.. لن يبقى إلى الأبد.

    “سيحمل” في داخله كل تلك الصور عن المدينة. “وستبقى” مطبوعة في ذاكرته صور تعريفية وصور جمالية.. إلخ. لا أدري لماذا تتوسلين سين التسويف وأنت تتحدثين في الحاضر؟ لعل الأفضل القول: “يحمل … لتبقى”؟. عاد ليزور القدس ويسلك طرقاتها.. باحثا عن أجوبة لأسئلته، “مُشبعاً” لشغفه بالمعرفة والعاطفة.. شكرا لك ويعطيك العافية ويقويك يا رب في مزيد من القراءآت المفيدة.

    الرد
    • إسراء عبوشي

      استاذي الرائع ” إبراهيم يوسف”
      تمر فترسم جمالية خاصة باسلوبك الرصين
      وعباراتك التي فيها شيء من روحك
      القدس عاصمتنا التي نكتب لاجلها
      والزائر لها يلمس بقلبه ما لا يُكتب مهما تفانيت الحروف بالتعبير عنه
      أما التسويف آآآه من الزمان والاحلام التي تتوقف على عتبات القدس
      شكرا لنصيحتك وانت تعرف اني دائما احتاجك استاذي لتصوب كلماتي مع خالص المحبة

      الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.