تصفح “عميق” لمجلة النقاد اللبنانية المندثرة:

بواسطة | 14 ديسمبر 2018 | قراءات | 6 تعليقات

اهداء الى القائد الصهيوني المتعجرف الفاطس “موشي ديان”!

Image result for ‫النقاد المجلة الاسبوعية اللبنانية‬‎

بعد مضي حوالي العقدين نفس القصص والحكايات مع التطورات المتوقعة والجمود ولا جديد تحت الشمس ومؤشرات تراجع عربي عام في كافة المجالات “السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية” مع تقدم لافت في مجال النشر والاعلام والتواصل الاجتماعي وكتابة الرواية والجرأة الشعبية على المعارضة والاحتجاج وكشف الفاسدين المتغولين!

قراءة قديمة للنقاد المندثرة (/2002/2000)/1: غرائب وعجائب وتصريحات رشدي وآلين وفضل الله وعبده وازن: امراتان على شاطىء البحر ووداعا للبنوك الاسلامية والفائدة في البنوك التجارية والتدخين في رمضان حلال والقضاء على طالبان (لاحظوا استقواء وتمكن طالبان حاليا في افغانستان)…ثم طرائف ومقالات وملخصات كتب وقصص اخرى لافتة…

*غرائب وعجائب:

خنجر الشيخ الأحمر يمنعه من ركوب الطائرة، خسر المدير الشرط فنام في العراء، تجويع الكلاب حتى الموت، المدرسة اكلت اذن السكرتيرة، امكانية غزو الفضاء بواسطة الدفع المغنطيسي، نوسترداموس توقع الهجوم على نيويورك، توجان فيصل: المرأة الحديدية، اعترافات قناص اسرائيلي، ماس أفريقيا الدامي، السيد فضل الله: الاستنساخ حلال، البندورة الخضراء تعزز نمو العضلات، الباندا تجب الحلوى، توفير الانترنت في الفضاء الخارجي…

*أما في عيون النقاد فيقول سلمان رشدي بأن هزيمة طالبان والقضاء عليها يعد نصرا كبيرا للبشرية، (علما بأنها ما زالت متمكنة في أفغانستان)، كما يعترف وودي آلين بأنه فنان فاشل لا يتقن التمثيل، ويؤكد واقعية ونضج السينما الاوروبية مقارنة بالأمريكية التي تستنسخ ذاتها وثيماتها وتضيع احيانا في الخيال، وكان قد اعلن سابقا بأنه يصنع الأفلام لتي يريد ولا يهتم بمجيء أحد لمشاهدتها، كما انه لم يبدي اهتماما بأراء النقاد! ويؤكد عدد النقاد لتشرين الثاني 2002 عنوانا حول امتلاك كوريا الشمالية ربما لقنبلتين بحجم القنبلة التي القيت على هيروشيما بالعام 1945، (وربما تمتلك الان قنابل نووية عديدة مع صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على حمل الرؤؤوس النووية) حيث يحاول ترامب استرضائها لكي تتخلى عن ترسانتها النووية…

Image result for ‫وودي آلن‬‎

*يقول الكاتب الراحل زكريا تامر ساخرا بان أحد المغنين قد تباهى بان المستمعين يصفقون بحماسة له في ختام كل اغنية يغنيها، ولم يعلم أن تصفيقهم ما هو الا احتفال بانهائها! كما يقول “محمد حسين فضل الله” أن التدخين ليس من المفطرات في رمضان، وانه مثل دخان السيارة ودخان المطبخ وما الى ذلك”! وهناك مقالة لافتة بعنوان: الشاعر موسى حوامدة طريد الدولة والدين في الاردن”!

*وفي زاوية كتب عربية: يتم استعراض رواية “حنان الشيخ” “امرأتان على شاطىء البحر”، حيث يظهر في المقال الذي كتبه “عبده وازن” بعنوان الوشاية الطائفية “حنان الشيخ” وكأنها تبذل كل شيء لاغراء القارىء الغربي، ولدغدغة حسه “الاستشراقي الخبيث” وفضوله الجنسي…وهناك زاوية فريدة بعنوان “دليل القارىء الى الكتاب الرديء”، تتعرض بالنقد اللاذع لرواية بعنوان “خرائط مدن محروقة” وتصفها بالكتابة المريضة، كما يوجد تلخيص مفيد لستة كتب اجنبية: مجازر الثورات الكبرى، تواطؤ معلن، عودة لامجاد ابولو 13، النازية كديانة، ماساة بلد غني وعلاقات معقدة، ونادرا ما نجد اسبوعية عربية  تتحدث هكذا عن ملخصات الكتب الأجنبية اللافتة، مما يؤشر على تراجعنا الثقافي الراهن…كما يوجد تلخيص مفيد لكتب عربية هامة مثل “ارم ذات العماد”، وختان الذكور والاناث، واكتشاف متأخر، ولرواية عبد الرحمن منيف “أرض السواد، ثم استعراض لكتاب البحث عن يسوع لكمال صليبي، ناهيك عن صفحة مخصصة لنقد الأفلام العالمية اللافتة، فهذت المجلة اللبنانية التي كانت تصف نفسها باسبوعية القرن الواحد والعشرين، تعتبر بحق انجازا صحفيا ثقافيا فريدا جامعا، ويعتبر توقفها لضعف التمويل والدعم والانتشار والرواج تراجعا ثقافيا معيبا ومحزنا، وقد كانت بحق تمثل “صحافة العرب والعالم في مجلة”، وكانت منبرا تنويريا نادرا بعيدا عن القمع السلطوي الرقابي العربي المتحيز الراهن “المغزي” (حتى ان بعضهم ولأسباب لا يعرفها الا “الرقيب القمعي البوليسي” يحذفون التعليقات العادية بلا معنى باسلوب مزاجي كما يغيرون الأسماء على هواهم)! والحق أنه يجب الاعتراف حاليا بارتفاع سقوف حرية الكتابة في العديد من المواقع الألكترونية المهجرية خصوصا، كما يفضل التنويه لدور وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها في ترويج الكتابات والتعليقات الأدبية والسياسية والشعرية (كما الانطباعات والتوجسات وربما حتى الهلوسات الطريفة) بصورة غير مسبوقة وعصرية، كما تجب الاشارة للكثير من المواقع الاخبارية التفاعلية التي تطلع الانسان العربي على ما استجد من امور سياسية واقتصادية واجتماعية مع المنوعات الطريفة اللافتة، ومعظم هذه التطورات والأشياء لم تكن متاحة تماما في بداية القرن…

*كما انها كانت تجمع السياسة باالقتصاد مع الثقافة والمنوعات والطرائف والأخبار الاسبوعية: ومن جملة عناوينها كمثال:شيوعيون استحقوا هزيمتهم، عالم يتوحد وعرب يتفككون، البيت البيض مسرح للتحرش الجنسي، ماس أفريقيا الدامي: فهل هو تجارة محرمة فعلا ام وقود لتحقيق ممصالح الدول الكبرى؟ ماذا صنعت لنا الألفية؟ التطبيع مقروءا منا وشعار ديان “أنا احارب، اذا انا موجود”…تطبيع صيني-أمريكي، ضرورة تقسيم القدس، هوية فلسطين لن تتغير، تركيا وحصان العولمة، عقدة المجزرة الأرمنية، وهناك تحقيق صحفي مترجم طويل بعنوان : لغز جريمة الفاتيكان يتحدث عن محاولة اغتيال البابا في تركيا، ومقال عن كوفي عنان بوصفه دبلوماسي العولمة، كما يوجد تحليل ثقافي بعنوان: اغتيال اللغة…وهكذا فالعدد الواحد المكون من حوالي الخمسين صفحة يحفل بكافة المقالات والتحليلات والملخصات والأخبار والطرائف، ويبدو كجرعة “سياسية-ثقافية-اقتصادية-اجتماعية” دسمة مركزة تدخل لوعي القارىء النبيه وتجعله يقرا متلهفا ومستمتعا، كما أن طبيعة المجلة ذات سمة “فضائحية صريحة” لا تعرف التزلف والنفاق والتضليل والاخفاء والتوجهات المشبوهة المدعومة، وقد اصبح ذلك نادرا في عصرنا الرهن بالنسبة لنا كعرب ضائعين وموجهين و”غلبانين” وربما مساكين، وخاصة في الصحف والمجلات والمواقع الحكومية!

*ثم في صفحة الاقتصاد: نقراعنوانا يقول: وداعا للبنوك الاسلامية، نعم فالفائدة حلال، حيث أبدى الأزهر فتوى بجواز الايداع في البنوك التجارية مع تحديد نسب الفائدة، شرط ان يكون المورد المالي شرعيا، مع تحديد القيمة الايجارية تعاقديا لمنع التلاعب والاستغلال، والغريب أن هذاه الفتوى لم تجد طريقها للتطبيق حاليا لأن البنوك الاسلامية قد تغولت  وازدهرت اكثر من السابق بحجة عدم تقبل هذه الفتوى وتجاهلها التام، وهذا مؤشر على التخلف والتراجع وهيمنة الفكر السلفي على كافة مناحي الحياة والعمل من منطلق “تخويف الناس” والمبالغة بقصة “الحلال والحرام”!

مقارنة عناوين صفحة الغلاف لمجلتي النقاد(2001) والمشاهد(2012):

*فالنقاد تتحدث عن: في بيتنا بن لادن، فشل الاستخبارات الأمريكية، الدبلوماسي الخائب الأخضر الابراهيمي، تحريم الزكاة لخالد قصار، وفي صفحات النقاد الثقافية: الديوك لزكريا تامر، واقنعة رشيد الضعيف في زاوية الكتب، أما عنوان الغلاف الرئيسي فيتحدث عن البازار الاعلامي.

*أما عناوين المشاهد المندثرة ايضا(اسبوعية سياسية جامعة والتي كانت تمولها احدى دول الخليج الداعمة للارهاب والجيش الحر واسقاط النظام) فهي: بعد الضربة القاصمة التي تلقاها الأسد: تفجير مبنى الأمن القومي السوري نقطة بداية سقوط النظام! والعقيد المنشق (المرتشي) رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر: قريبا سنعلن حلول ساعة الصفر لنهاية الصراع الدائر في سورية، ثم هناك عنوانين صغيرين في ذيل المجلة المصقول: كريم بقرادوني: العهد الرئاسي المقبل اما ان يكون اصلاحيا أو يسقط، ود. وحيد عبد المجيد: لا زال خيار الرئيس الاخواني محمد مرسي غامضا!

حيث نلاحظ ان هذه العناوين تعكس باختصار الوضع السياسي القائم في كلا المرحلتين والتي يفصل بينهما عقد من الزمان، حيث نلاحظ ان بعض المشاكل المزمنة ما زالت قائمة ومؤثرة وذات تداعيات كبيرة فيما انفرجت الامور نسبيا في سوريا وانتصر النظام بدعم الحلفاء الثلاثة: حزب الله وايران وروسيا كقوة عظمى… ويلاحظ  تميز النقاد بطروحاتها الثقافية المثيرة للجدل، كما يمكن عموما مقارنة تلك الأحداث بالوضع العربي الحالي الراهن الذي يكشف لنا بوضوح كيف آلت الامور بعد مضي حوالي العقد او العقدين، حيث اتمنى من الباحثين الجادين العرب تبني منهجيتي هذه للمقارنة ودراسة المستقبل، بدلا من اجترار الماضي ونقد الحاضر…

وأخيرا لا تعليق، ومقالي برمته موجه للقائد الصهيوني المتعجرف (الفاطس) “موشي ديان” الذي ادعى بعد هزيمة ال67 بأن العرب لا يقرأون!

مهند النابلسي/كاتب وباحث وناقد سينمائي

  
علمت النشرة ​الاقتصاد​ية من مصادر موثوقة أن مجلة “المشاهد السياسي” الأسبوعية السياسية الاقتصادية قد توقفت عن الصدور منذ يومين، وصرفت الموظفين العاملين لديها، والذين يبلغ عددهم بين مراسلين ومندوبين قرابة الثلاثين شخصاً.

وقد صدر العدد الأخير للمجلة قبل أن تتوقف بتاريخ 14 الجاري، مع العلم أن ادارة المجلة تشيع أخباراً مفادها أنها ستعود الى الصدور بحلة جديدة.

اشارة الى ان مجلة “المشاهد السياسي” هي مجلة قطرية تعود لأمير دولة قطر السابق حمد آل ثاني، وهذه صورة عن العدد الأخير من موقع المجلة!

.

م. مهند النابلسي كاتب وباحث وناقد سينمائي جرىء وموضوعي وهو "اردني من أصل فلسطيني" وعضو رابطة الكتاب الاردنيين والاتحاد العربي لكتاب الانترنت. عمان – الاردن Mmman98@hotmail.com

6 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    مهند لا يجيد الحديث عن السينما وحسب..؟
    بل يحسن اختيار الكتب والروايات
    والعودة إلى المجلات القديمة
    بالإضافة إلى الأفلام.. والسياسة أيضا
    والسلوك الإنساني .. وعلم الاجتماع
    وبارع في الحديث عن معظم ما يقرأ
    يسعد صباحك حبيب قلبي يا مهند.. مودتي

    الرد
  2. دينا تلحمي

    الأستاذ القدير مهند النابلسي
    لا أخفيك الأمر أن ما شدني لقراءة المقال هو الإهداء الغريب للصهيوني المتغطرس
    ” موشيه ديان ”
    ومقولته الشهيرة : ( العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون واذا فهموا لا يطبقون ..)
    وبعد هذه الإنجازات الرائعة ! التي أوردتها وأشرت إليها في مقالك الكريم !
    ألا تستحق هذه القراءات دمعة صدق لما وصل إليه حال العرب من خزي وإذلال ..؟
    بعد أن أصبحنا أقزاماً صغيرة يتقاذفها الأقوياء ..؟
    عار علينا ونحن نقرأ ونفهم ونطبق !
    أن تكون الحقن الطبية ، ولقاحات شلل الأطفال ، وحبوب منع الحمل ، وغيرها من الإختراعات التي تفيد الإنسانية ، مخترعهاصهيوني لئيم ..!

    (أن تحرق كتاباً كأنك تحرق شخصاً، أن تحرق مكتبةً فأنت تحرق تاريخاً ) ..وهذا إنجاز كبير قام به أعداء الحضارة والإنسانية والثقافة العربية التي كنا على مر العصور نتباهى
    ونعتز بها ..!

    وشكراً

    الرد
    • مهند النابلسي

      الاستاذة المبدعة دينا تلحمي
      تحية طيبة وبعد والله أنا بالحق عاجز عن شكرك وتقديرك لاكتشافك الفذ لمغزى مقالي حيث أنك “كفيت ووفيت” كما يقال ولم تتركي مجالا للمزيد، وبوجود قراء “متنورين” مثل سعادتك يتشجع المرء للمزيد من البحث والكتابة…مع خالص الامتنان وكل الاحترام

      الرد
  3. مهند النابلسي

    استاذنا المبدع “الأديب الكاريزمي الشمولي” ابراهيم يوسف اسعدت صباحا وبصراحة لا اجد شخصا يقدر جهدي الكتابي اكثر منك وهذا كرم عظيم منك ويقودني للمزيد من بذل الجهد والتفاني فخالص الشكر وعظيم الامتنان…

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      أنت تعرف جيدا يا صديقي أن مودتك محفوظة في القلوب، وتقديرك عالي المنسوب ممن أعرفهم على الأقل. أرجو أن تكون قد قطعت مسافة ملحوظة في إعداد الكتاب الجديد. وأرجو لك لمناسبة العام الجديد كل النجاح والصحة والتوفيق.

      الرد
  4. مهند النابلسي

    عظيم الشكر وخالص الامتنان لابراهيم يوسف ودينا تلحمي لتعليقهما الرائع الآخاذ الذي يضيف قيمة ومتعة للمقال…وبدونهما أشعر أني اخاطب الحجر عند العرب وليس الجرب…من مساوىء الكتابة الفيسبوكية وفي المواقع الألكترونية أنها قد عززت النرجسية لدى الكتاب واللامبالاة لدى جمهور القراء العرب الذي لا يهتم الا بالسياسة وقصصها المجترة المكررة المملة والله اعلم.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.