ارهابي في باريس

بواسطة | 29 مايو 2019 | قصص قصيرة | 14 تعليقات

ارهابي في باريس:
يحلم دائما بالسفر الى “بلاد الجن و الملائكة” منذ ان قرأ هذه العبارة عند طه حسين، و اطلع على سيرته…
هو الان موظف محترم، ومولع بالكتابة، نشر عدة درسات ونصوص بالجرائد والمجلات، وديوان شعر .
خبت فكرة السفر الى باريس مع الانغماس في اجواء العمل و الالتزامات الاسرية. لكن خلال الفترة الاخيرة وضع خطة للزيارة:
اولا الاذخار لتوفير ما يلزم الرحلة من مال، وثانيا القراءة المنظمة حول باريس،والاطلاع على اجود دلائل السياحة خصوصا عبر الشبكة العنكبوتية. نمت فكرة الزيارة وترسخت، واحس انه جاهز و سافر.
                      * **********
أول ما فكر فيه و هو يحزم حقيبته انه سيكتب عن هذه التجربة اي الرحلة، فقد أصبح أدب الرحلة مزدهرا في هذه الفترة . ولكي يكتب بشكل جيد قرر الا يبرح باريس خلال مدة رحلة كاملة… باريس مدينة تحتاج زيارتها اكثر من يوم أو يومين… لذلك سيخصص لها اسبوعين كاملين مع وضع روزنامة لكل يوم وتدوين وقائعه الاساسية. لكي يكتب عليه ان يعيش الحياة، و هو محظوظ ليحقق ذلك فصديقه المقيم بنواحي باريس سيوفر له الكثير من المساعدة وسيكون دليله المفيد. و عليه ان ينظر و يتأمل كثيرا في البشر و الاشياء و الاماكن، كما عليه ان يحسن الاستماع و يلتقط المهم من الاخبار والاحداث… هكذا فكر وعلى هذا عزم.
                 ********************
مع وصوله الى المطار الدولي وجد صديقه في انتظاره، و بدات الرحلة باكتحال عينيه بمناظر الحضارة الفرنسية في هذه العاصمة العالمية ونواحيها، كان اليوم الاول استراحة ببيت صديقه. و في اليوم الثاني توجها الى قلب باريس لزيارة متحف اللوفر الذ ي قرأ عنه الكثير. اوصله صديقه و انسحب لقضاء بعض اغراضه ،كان صف الزوار طويلا يعج باصناف السياح من كل دول العالم بسحنات مختلفة ورطنات متنوعة. بعد دخوله مع العشرات وقف منبهرا امام المعروضات الجميلة وصرخ في اعماقه “ما هذا الجمال …” ثم افلت له تعبير “الله اكبر”، فحدجته عيون كثيرة .. حينها سمع انفجار مهول، ثم تحول المتحف الى بقايا رماد و قتل في الحادث عشرات الضحايا…
تناقلت الاخبار الحدث، و تحدثت الصحافة عن عملية ارهابية دمرت اعرق متحف عالمي “اللوفر” و اودت بحياة عشرات الارواح البريئة… الغريب ان التحقيقات اشارت الى امكانية تورط مغربي وجدت حقيبته بين الركام…

الأستاذ عبد الجليل لعميري – المغرب

14 التعليقات

  1. عبدالجليل لعميري

    أجمل تعليق. ..محبتي أستاذي. ..

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      “قد أتاكَ يَعْتذرُ لا تَسَلْهُ.. ما الخبرُ
      كلّما أطلْتَ له في الحديثِ يَخْتَصِرُ”

      هي حالُ المحبِّين….. وربِ الكعبة
      يقترون بكلامهم يا سي عبد الجليل

      https://www.youtube.com/watch?v=2E3u7toNJpQ

      تفقدت صفحة السنابل
      لأبتعد عن انشغالي بنفسي
      لكنني أكتب تعليقي
      حالما تنتهي مفاعيل
      حقنة بيولوجية ستنفعني

      الرد
  2. عبدالرحمان الكياكي

    كتابة ذكية تؤسس لمنحى جديد …تحياتي ايها العزيز

    الرد
    • عبدالجليل لعميري

      شكرا على المتابعة أستاذ عبدالرحمان. ..والتشجيع. .

      الرد
  3. عبدالجليل لعميري

    أجمل تعليق أستاذ مهند. .

    الرد
  4. عبدالجليل لعميري

    أجمل هدية أستاذي يوسف. ..فيروز علاج طبيعي. …شافاك الله وعافاك. …

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      الإرهاب لم يولد من العدم..! فهنالك دائما من شجّعه وراقبه وسوَّق له السلاح. وهناك بالمقابل من ركبته الحماقة والخيانة والغباء. والتفجيرات نتيجة حتميَّة طالت مفاعيلها من دعم وشجع وموَّل الإرهاب، من بعض الدول التي لا يعني شعوبها أكثر من البيرة والرفاهية وكرة القدم، أضعاف ما يعنيها أمان ومستقبل الأوطان.

      “وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ للصَيدِ بازه
      تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ….. فيما تَصَيَّدا”

      أو كما يقولون عندنا: من “دُهْنو سَقِّيلو”. ولئن كانت (لا) تعني الانتصار المطلق على النفس..؟ فإن (نعم) لو تخيَّرنا قولها لحملت نفس المدلول. المسألة تتوقف على ما نضمر ونريد..! (والله أكبر)..؟ لمعة ملفتة.. كما استخدمتَها حينما أتتْ على مقاس (لا) و (نعم)..؟ لتعبِّر عن دهشة النص وروعة المتحف وعنف الانفجار.

      فكرت ذات حين أن أدوِّن بعض اليوميات، وأنا أتابع دورة دراسية استغرقت عاما خارج البلاد. لكنني ضحكت من نفسي، وقلت مالي وما لمشقة التدوين الآن!؟ ما دمتُ أتذكر البلدان التي عرفتها خلال الدورة بالتفاصيل الصغيرة، وبلغت دقتها حدود الأيام والساعات. كنت أذكر مثلا أسماء من قاموا على تدريبنا، وموعد القطارت وصلت.. أو انطلقت بنا. لكن معظم ما بقي في ذاكرتي المنهكة..؟ تبخر بفعل الزمن وليالي الحرب المظلمة.

      لكن؛ من ضواحي باريس وعند زيارتي قصر ڤرساي، كتبت نصا عن رحلتي إلى هناك: على كرسي لويس الرابع عشر؛ ولم أنشر ما كتبته على صفحات السنابل..؟ لذلك تجد الجزء الأول من النص على الرابط التالي:

      https://www.oudnad.net/spip.php?article1477

      لو حظيَ الجزء الأول باهتمامك؟ ستفتش بنفسك عبر النت عن الجزء الثاني؛ “للثواب” فحسب. وعندها لعلك تؤيدني بنشره في السنابل وأستجيب لرأيك. ويبقى المزيد مما كتبته عن انطباعاتي في مدن أخرى..؟ مثل: تولوز، وبوردو، ومونت دي مارسان، وأولورون سانت ماري. لكنني أرجو أن تتجاوز بعض هفوات الطباعة..؟ فلستُ أنا من تغاضى عنها؛ أو أهملها. مع خالص مودتي وإعجابي ” بالمغربي.. الإرهابي”. “يخليك”.. وكل عام وأنتم بخير.. يا رب.

      الرد
  5. عبدالجليل لعميري

    محبتي أستاذي. ..لقد قرأت نص “على كرسي لويس. ..”بمحبة ومتعة. ..في لغته طعم المفارقة المستفزة والمضمخة بغواية المسكوت عنه وصدام مصغر للشرق والغرب. …أرجو أن لا تحرم منه قراء السنابل. …شكرا على التفاعل الممتع. ..

    الرد
  6. شهربان معدي

    سردٌ رائعٌ أستاذ عبد الجليل لعميري
    شدّني حتى آخر حرف..
    وحمدت ربي أنها قصة من خيالك الخصب
    وليست من واقع مروّع تعوّد أن يحصد أرواح الأبرياء
    أو يحرق أعرق تراث في العالم
    وكما تفضل علينا الأستاذ ابراهيم يوسف بقوله؛
    تبًا لمن يشجّع الإرهاب ويغذيه ويسوّق له..
    وأشكر القدر الذي جمعنا هُنا في موقع السنابل.
    لنحظى بسردك الرائع وقصصك المشوقة.
    وثقافتك العالية.
    أستاذي عبد الجليل لعميري
    كل عام وحضرتك وجميع الزملاء والزميلات واخوتي القراء بألف خير.

    الرد
  7. عبدالجليل لعميري

    الله يسعد اوقاتك أستاذة شهربان ..يسعدني تفاعلك مع هذه القصة. ..ويبقى الإرهاب آفة تنخر الوجود الإنساني. …لكن الخطير هو عندما يصبح تهمة على مقاس العربي والمسلم. …والتهمة لها أصل لغوي أو لنقل أن اللغة هنا هي التهمة! ! مع خالص المودة. ..

    الرد
  8. إيناس ثابت

    رسالة النص واضحة
    ولغته سلسة
    وما جاء في تعقيب الأستاذ إبراهيم كافيا

    مزيدا من الألق أ/عبدالجليل وكل عام وأنت بخير

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      لعل كل ما قيل لا ينصف النص، ولا يكفي للإضاءة على جوانب الموضوع. شكرا جزيلا لك إيناس بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن الأستاذ عبد الجليل.

      الرد
  9. عبدالجليل لعميري

    تقديري أستاذة إيناس. ..تفاعلكم يعطي للنص حياة جديدة. ..كل عام وانتم بألف خير. …ومحبة خاصة لاستاذي ابراهيم يوسف وكل عام وانت طيب. ..وكل التقدير للسنابل والقراء الأعزاء. ..

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.