مع التحية وخالص الامنيات.
دارُ البلديَّة إلى جوارِ بحيرةِ “غارْدا”، في مدينة “سالو” السياحيَّة من إيطاليا الشمال، خصَّصّتْ إحدى قاعاتِها للاحتفالِ بزواجِ العروسين..؟ لهذا زيَّنتِ المدخلَ وكبرى القاعاتِ بحلةٍ مدهشةٍ من باقاتِ الزّهور، وزَّعَتْها في أرجاءِ المكان وأضاءتْ في الحديقة الأنوارَ الجميلةَ الملونّة، تنعكسُ على صفحةِ البحيرة كما الأحلامُ الشرقيّة وحكايا شهرزاد، وأشعلتْ في الممراتِ شموعاً معطَّرة أعِدَّتْ خصِّيصاً للاحتفال.
ثم قدَّمتِ شمبانيا من عنبِ “التوسكانا” للمدعويين احتفاءً بالعروسين، وقالباً كبيراً من الحلوى نصفُ صفحتِة الأعلى يمثلُ خريطةَ بلادِ “رِيْمَا” العروس، والنصفُ الآخر يمثلُ خريطةَ بلادِ “مَاوْرُوْ” العريس؛ على شكلِ حذاءٍ طويلِ الساق. والصَّبيةُ العروسُ اختارتْ من بينِ الحضور طبيباً شاباً من جوارِ بلادِها في لبنان، لينقلَ إليها بوضوحٍ ما يتلوهُ عليها القاضي من مستلزماتِ مراسمِ الزّفاف، وما ينبغي لها أن تعرفَه من الإجراءآت المتّخذة في المناسبة وقانونِ البلاد في عقدِ القران.. ثم يشهدُ الطبيبُ الذي اختارتْه العروس، بالتوقيعِ معها على وثيقةِ الزواج.
عندما ألقى العريسُ يدَه اليمنى على معصم الفتاة، ليساعدَها على قطعِ قالبِ الحلوى على مرأى ومسمعٍ من جميعِ الحضور، تدخَّلَ الشاهدُ من بعيد..؟ وتوسَّل إلى العريس وسطَ حيرة وتساؤلِ المدعويين، أن يتوقفَ ويرفعَ حدَّ السكِّينِ عن سوريا في أعلى قالبِ الحلوى..؟ ثم توجَّه إلى الحضور عبرَ المذياع قائلاً لهم بلغةِ أهلِ البلاد: ارفعوا السِّكين عن سوريا.. فقد نالتْ ما يكفي ويزيدُ من القتلِ ومن آلآمِ الجراح، ولا ينبغي لها أن تنزفَ مزيداً من الدماء.. والعروسُ “الحَلبيَّة” فاضتْ عيونُها بالدموع وأجهشتْ طويلاً بالبكاء.. ثمّ تردَّدَ على الفور في القاعة أصداءُ التصفيقِ لها من كل مكان. لم يتوقفوا عن التصفيق.. حتى توقفتْ عن البكاء.
0 تعليق