أيها الوالدان إنكما متهمان

بواسطة | 27 يناير 2019 | مقالات | 7 تعليقات

فتاة تايلند المتهورة التي أشغلت العالم بقضيتها الشخصية بخلافها مع أهلها، وأشعلت مواقع التواصل بقصتها، وتجاوزها بتصرفاتها غير المنضبطة لكل الأعراف والتقاليد، وبالغت بجرأة تصرفاتها وتهورها كل حدود العقل والمنطق، لا شك أنها بدت في عيون الكثيرين فتاة بشعة جداً إلى درجة التقزز ليس شكلاً بالطبع، فبشاعتها تكمن في كونها فتاة مريضة في عقلها، منحلة في تصرفاتها، لا تملك المقدرة على تقدير تداعيات رعونة تصرفاتها، سرعان ما تفتقد اتزانها وتتهور بتصرفات مبالغ بجرأتها بل تفوق كثيرا معدلات المتوقع، فهي تعتقد أنّ بلدها الإسلامي يحُدّ من حريتها، وتتوهم أن أهلها يضيِّقون حولها الخناق، وفي واقع الأمر أن سبب ذلك فقط كونها فتاة تحمل طبيعة متمردة خارجة عن نواميس المجتمع، وقوانين النظام الاجتماعي العام، وفي نفس الوقت هي مصابة بالوهم، وتأثرها بالصورة المزيفة عن الحرية المنحلة التي تشاهدها في مجتمع الغرب.

إنها حالة مستعصية تمارس جنونها وعصيانها بحمق أرعن وغباء وتداني أخلاقي غير متحكم به، وتسيء لأهلها بشكل انتقامي مهيض يكسر فيهم خاطر إنسانيتهم ويجعلهم لقمة سائغة في أفواه الناس،  فتقول في ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها:

“والله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها”

فما الذي أنزلته هذه الفتاة المتهورة الرعناء من ويلات بوالدها المعروف في مجتمعه ومنطقته؟

هي فتاة تتقن الجرأة بالحديث والرعونة بالتصرف ولا تتقن التفكير العقلاني المتزن، وجدت على مواقع التواصل من يتلاعب بها ويلون لها الحياة بغير ألوانها الحقيقية، ويرسم لها خطة هروبها من ألفها حتى يائها، بل ووجدت من يوجهها ويدعمها مادياً ومعنوياً على مستوى عالٍ، وصل إلى حد تدخل شخصيات رسمية عالمية لتسييس قضيتها، فقد وجدوا فرصتهم السانحة لاستغلال فتاة صغيرة متمردة يسهل عليهم قيادها والتلاعب بها وبعواطفها وبأفكارها، وما أظنهم إلا قد تواصلوا معها منذ فترة طويلة وطلبوا منها التريث حتى يتعدى عمرها الثامنة عشرة ليكون هروبها قانونياً بحساباتهم، خاصة أنّ رهف تعيش وسط مجتمع معروف بالتشدد والتضييق على حرية المرأة من بعض الجوانب فقط.

هل كانت ستستطيع شابة صغيرة تدّعي أنها مُعنّفة ومضطهدة من أهلها كما أعلنت ذلك أن تملك الجرأة الكافية والقوة النفسية والمادية لأن تسافر عبر رحلات مُكلفة جدا وبعيدة جداً؟ وتتحصل على فيَّز لعدة دول تفصل بينها قارات؟.. حقاً إن جرأة هذه الفتاة المتمردة بعمرها تفوق كلّ وصف وكلّ توقع.

فتاة متمردة بالصورة غير العقلانية، وواضح أنها متنمرة غير سوية أيضاً، تهرب من دفء العلاقات الأسرية داخل عائلتها وبين أهلها الذين وفروا لها حياة البذخ وحرية التنقل والسفر، وحرية التحرك مع أقرانها وحضور الحفلات الغنائية وما شابهها، وتغادر بلدها الذي هيء لها عيشاً كريما ووضعاً اجتماعياً ممتازاً، لترتمي في أحضان مجتمعات الانحلال لتشبع رغبات شكلية، فترتدي ملابس غير مُحتشمة، وتتساقى المُسكرات، وتأكل اللحم الفاسد المحرَّم على ما أظهرته صورها في الصحف وهي سعيدة أنْ أصبحت في بؤرة الضوء الإعلامي، فقط لتقول للعالم أنها خلعت نفسها من دينها وعقيدتها.

فتاة متنمرة مختلة عقلياً غير متحكمة بنفسها يمنحها ذووها أقصى طاقات الحرية بمصادقة الفتيات من جنسها والخروج بصحبتهن، ويسمحون لها حضور حفلات المطربين والفنانيين في ليالي أنس وطرب دون تقييد حريات، لتخرج بتهور جنوني من وسط الجمهور مخترقة الصفوف والحراسات بنقابها ولباسها السعودي التقليدي، تقتحم خشبة المسرح لتلقي بنفسها في أحضان المطرب ماجد المهندس تعانقه وتقبله أمام دهشته من المفاجأة، وأمام الكاميرات التي تنقل الحدث لكل العالم، وعلى مرأى من الجماهير الحاضرة الذين أخذتهم الدهشة مأخذها البعيد، معترضين على تهورها وجنونها الذي لا علاقة له بالحريات، وأساء إساءة بالغة لصورة السعوديات ولوضع أهلها وعشيرتها.

فمن هو ذلك الوالد الذي سيكون راضي وسعيد بمثل هكذا تصرف وقح وغير منضبط لإبنته؟ والوضع طبيعي لمثل هكذا فتاة جريئة ومتهورة أن يحاول ذووها ضبطها والسيطرة على جنوحها بكل الوسائل المتاحة وفي منتهاها وأبسطها على الاطلاق حلق شعرها.. أشفق على والدي هذه الفتاة التي تسببت بقضية سياسية لبلدها، والفضيحة لوالديها وشقيقاتها وأشقائها، أشفق عليها أيضاً حيث أتوقع أنْ سيكون سقوطها سريعا وذريعاً، وتتورط بقضايا لاحقة أكبر وأشد بلاءاً، فقط لأنّ تصرفاتها غير المنضبطة وغير العاقلة وتهورها غير المحسوب النتائج سيؤدي بها مستقبلاً إلى ما لا يُحمد عُقباه.

ودولة كندا غير بريئة في موقفها من تبني قضية فتاة جانحة غير سوية، وتسييس قضيتها لأهداف غير خافية عن ذي لب، حقاً كندا وقفت موقف المُدافع في القضايا الإنسانية السابقة، لكنها اليوم ترتكب تدخلاً سافراً في وسائل التربية الأسرية لفتاة جانحة في غير بلدها، وهذا العمل ليس له من تفسير إلا الكيد والعنصرية، فقط لأن الفتاة أعلنت خروجها عن ملتها الإسلامية، وأضحت بلا معتقد تحتفي بحريتها بالملابس الجريئة، والتصرفات غير السوية، والنطق بالكلام الذي يُدلل على اختلال عقلها، فهي ليست إلا فتاة مختلة العقل عاقة تصل بها الجرأة إلى درجة تحدي قيم مجتمعها لتُعانق مُطرباً على مرآى من العالم، تصرف لا تقوم به أكثر الفتيات انحلالا في عقر المجتمع الغربي.

وواضح أنها “تلتم” على فتيات على شاكلتها كمثل تلك التي كفلتها وأخرجتها من السجن مقابل كفالة مالية لتصورها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقول للعالم عبر تسجيل صوتي “أنها نالت أحلى حضن لولا أنّ رائحة المطرب حيل عرق”

“اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وارزقنا من اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا في أبنائنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”

فنسألك اللهم من اليقين ما يكون سبباً لتهوين المصائب والنوازل التي تحل علينا، واحفظنا من شر عقوق أبنائنا مما يُفطر أفئدتنا، ومتعنا بقوانا العقلية وحواسنا الظاهرة والباطنة وكل أعضائنا البدنية والنفسية.

وإنّ العيون لتدمع، والقلوب لتفجع، والأبدان لتقشعر، لعقوقِ أبناء أساءوا لوالديهم أو أحدهما بصورة يندى لها الجبين، فتسبب بكسر خاطرهما وجرح مشاعرهما وبكائهما ومرضهما بسبب فجيعة العقوق التي تساوي فجيعة الموت، إنها جريمة كبرى ورزية عظمى.

غدوتك مولوداً وعلتـك يـافعاً *** تُعَـل بـما أدني إليـك وتُـنهل

إذا ليلـةٌ نابـتك بالسـقم لم أبـت *** لـذكـرك إلا سـاهراً أتـملـمل

كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طرقت به دوني وعيني تُهمِل

تخاف الردى نفسي عليك وإنها *** لتعلم أن الموت حتمٌ مؤجل

فلما بلغت السـن والغاية التي *** إليها مدى ما كنت فيك أؤمل

جعلت جزائي منك سوءً وغلظةً *** كأنك أنت المنعم المتفضل

وسميتني باسم المفند رأيـه *** وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل

تـراه معـداً للـخـلاف كأنـه *** برد على أهل الصواب موكل

فليتك إذا لم ترع حق أبوتي *** فعلت كما الجار المجاور يفعل

فأوليتني حق الجوار ولم تكن *** علي بمالي دون مالك تبخل

هيام فؤاد ضمرة – الأردن

7 التعليقات

  1. إبراهيم يوسف

    قرأت مقالتك بكثير من العناية والهدوء.. ومن التحفظ الملحوظ أيضا. ريثما تسمح بعض الظروف المحيطة؛ أرجو أن أتمكن من الرد وإبداء الرأي، لكي لا أكتفي بتعقيب قصير.

    خالص مودتي وأمنياتي يا أم هيثم وكونوا جميعا بخير. عشتِ يا صديقتي ولْتَبْقَ أيامنا مفتوحة على المحبة والصدق والسلام، وعلى التجرد من سائر المرامي ومختلف الغايات.

    الرد
  2. هيام فؤاد ضمرة

    قد أكون بالغت في شدة عباراتي وقسوتها تجاه فتاة عاقة تسببت بالفضائح وهي في حمى أهلها فما الذي ممكن أن تفعله فتاة طائشة خارج إطار الضبط في مجتمع منفتح لا تضبطه قيم مشابهة ولا حتى قريبة.

    السعودية بلد مضياف قد عشقه كل من عاش داخله من غير أهله رجالاً ونساء وأبناء لهم كثر، ولم نسمع تمرد الأبناء على الأهل والقيم التي تربوا عليها، واليوم تسير السعودية نحو الانفتاح في كل النواحي لكن ذلك يجري ضمن سياسة متدرجة معقولة منعاً لأي انهيار، فما الذي يدفع فتاة صغيرة ونحن نشهد كيف أن نساءهم يمارسون حياة جميلة ومرفهة ومنعمة ويتنقلون سائحين ومستجمين بين دول العالم بصحبة أفراد أسرتهم، هي ربما نمط حياة لا يستطيع توفيرها كثيرون لأبنائهم وبناتهم في مجتمعات الانفتاح.

    وأنا أم وأدري مدى ما يتركه العقوق من أذى نفسي بالغ على الوالدين وكافة أفراد الأسرة.. فحين نعيش في مجتمع له طبيعة خاصة فإننا نتأقلم مع طبيعة هذا المجتمع ونندمج فيه في تناسق صحي سليم دون أي التوءات ولا حتى صدامات، ونحاول بالطرق السليمة أن نغير ايجاباً ما اختلف في مفهومه وما نظنه مبالغ فيه، فالتغيير والتعديل والتصحيح سنة الخلق التي تتواءم مع تقدم الوعي والتطورات الحضارية وتوسع سقف الحريات.

    أردت كلماتي قاسية ليدرك الأبناء أن التحرر ليس مظهراً شكلياً بصورته الخارجية، بل تحرر عقل وانطلاق وعي بدور ابداعات هذا العقل بالأداء والعلم والتحضر الإنساني.

    أنا أفكر بفتاة صغيرة جاهلة بأمور الحياة لا تحمل أي مؤهل علمي، ولا خبرة لها بالتعامل الجاد مع أفراد مجتمع يختلف عن مجتمعها فكرا وحياة، ولن تستطيع تأمين تكلفة تعليمها لو أرادت تكملة دراستها، كما لن تتمكن من جني المال من أي عمل يُمكنها من توفير حياة آمنة تغطي كافة مصاريفها، إنها مهمة يعجز عنها كثير من المؤهلين علمياً فما البال مع فتاة صغيرة لا تملك مقومات العيش وحدها

    ستتلاحق عليها الصدمات، وستعيش الحرمان بكل تفاصيله، وستتلاحق أيضاً عليها التحديات أما تشدها للأعلى والغالب أنها ستشدها للأسفل وتخسفها لأنها غير مسلحة بالعلم والتجارب

    صديقة لي هي زوجة مخرج سينمائي دولي، كانت وأسرتها يعيشون في كندا منذ سنين طوال، والإبنة تعمل في سلك الشرطة (شرطية)، حدثتني عن قضايا رهيبة تحصل مع الفتيات الوحيدات هناك كون ليس من أحد يفطن لغيابهن وتعرضهن للجرائم الغريبة وكونهن غير حريصات بالقدر الكافي على أمنهن
    أسأل الله السلامة لبناتنا وأبنائنا

    وأشكر مرورك أستاذ ابراهيم لأني أعتد برأيك وعلو همتك ومعالجاتك التربوية الواعية
    أصدق التحية وكل التقدير والإحترام

    الرد
  3. دينا تلحمي

    الأستاذه القديرة هيام ضمرة

    أعادتني مقالتك إلى فيلم كنت قد شاهدته في السابق ، يروي حكاية موت الأميرة
    مشاعل بنت فهد بن محمد بن عبد العزيز آل سعود ، والتي كانت مادة لفيلم وثائقي
    بريطاني عنوانه ” موت أميرة ” أنتج عام 1980.

    أما تفاصيل القصة ..فتبدأ بالأميرة السعودية مشاعل التي ترسل الى لبنان للدراسة ، وقد ارتبطت بعلاقة حب مع أحد أقرباء السفير السعودي في بيروت وتناهى الخبر الى مسامع العائلة المالكة … فأرادت عقابها واستدرجتها لتعود إلى جدة ، وحاولت الفرار مع حبيبها متنكرة في زي رجل لكن محاولتها باءت بالفشل…

    وتم اقتيادها الى مأوى سيارات وهناك أرغمت على الركوع بجوار كومة من الرمل وأطلق عليها الرصاص ، وحدث ذلك على مرأى من حبيبها الذي أعدم هو الآخر بقطع رأسه …

    وكانت من تبعات الفيلم عن إعدام الأميرة الذي أنتجته بريطانيا أن تسبب في أزمة دبلوماسية بين السعودية وبريطانيا.، كما اتخذت إجراءات صارمة ضد من مثلوا في الفيلم وتضرروا من المنع السعودي، وهو ما اضطر البطلة من تغيير إسمها إلى سوسن بدر

    سيدتي ..
    لم تمنع ملعقة الذهب التي وجدت في فم الفتاة القاصر من أن تهرب من أهلها وبيئتها !؟
    ولن تعوضها ملعقة الذهب عن حنان ودفء الأسرة التي قد حرمت منهما ..!؟
    كما أنها لم تمنع الذئاب البشرية من الدخول إلى قفصها والتفاعل معها واستدراجها ..؟
    ولا تعرف إن كانت ملعقة الذهب ستعيدها ..؟ وستبقي أواصر المودة بين بلدها والبلد المضياف ..؟

    أستاذتي الفاضلة
    كلماتك كانت صادقة نابعة عن حكمة عميقة، وخلفها تتجسد مشاعر أم نبيلة كلها دفء وحنان
    أشكرك ودمت نبعاً للفكر القيّم والعطاء المستجد ..
    .

    الرد
  4. هيام فؤاد ضمرة

    أسعد الله مساءك عزيزتي الأصيلة دينا ملحمي

    أشكرك جدا على مداخلتك القيمة على هذا الموضوع الاشكالي الذي غطى على مواضيع الساعة..

    فعلا أستاذة دينا كلنا عايشنا قصة تلك الأميرة التي أعدمت مع الشاب حين كانت تحاول الهرب معه إلى لبنان ليتزوجا على سنة الله وكتابه ورسوله، وليس هناك في حكم الشريعة الإسلامية ما يجيز الحكم بالموت على من يخططان لزواجهما أصلا وإن هربا لأجل ذلك حين رفض الأهل قبول تزويجهما، لكن كما تري أنت ويرى الجميع أنّ الضحية وإنْ كانت أميرة من داخل أسرة آل سعود الحاكمة فهي للأسف أنثى والشاب الآخر من جنسية أخرى من خارج البلاد، والأنثى يكمن اضطهادها في سرعة وقسوة الحكم عليها.

    إن الوطن العربي من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه يستسهل بحكم الموت على الأنثى تحت غطاء قضية الشرف، وهي بالغالب قضية تداروا خلفها وافتعلوا عذرهم بها، وارتكبها حتى غير المسلمين منهم، فقد شهدنا في الأردن قتل الفتاة المسيحية من قبل ذويها لأنها غيرت ملتها وأعلنت إسلامها، وشاهدنا في العراق قتل الفتاة الأزيدية (ديانة قديمة) التي هربت وتزوجت مسلماً على سنة الله ورسوله، والحقيقة أن مجتمعاتنا الشرق أوسطية تستسهل قتل الأنثى لأي موقف تفسره على أنه جريمة انحراف عن التقليد المتبع، وتسكت عن الذكر إن ارتكب نفس الموقف ونفس الذنب، لأنهم رأوه جرما لا يغتفر في حالة الفتيات و أمراً عادياً في حالة الذكور.

    المجتمع السعودي مجتمع اختار الطريقة الوهابية المتزمتة حد التشدد منذ بداية حكم آل سعود لشبه الجزيرة العربية بعد سيطرتهم على كامل امارات شبه الجزيرة العربية بما فيها الحجاز أكبرها وأهمها ، وظنت الحركة الوهابية أنها تتبنى حكم السلف الصالح وسمت نفسها بالحركة الإصلاحية، والأغرب أنها أعلنت الجهاد على المسلمين متهمة إياهم على أنهم خرجوا عن الملة وانحرفوا عنها، وجدي لوالدي الشيخ الأزهري الفقيه كان ضحية لأفكارهم الغريبة عندما هاجموا شرق الأردن على نية احتلالها عام 1920م، وحكموا بممارسة التضييق على الجنس الأنثوي في المملكة العربية السعودية من باب الحفاظ عليها فكانت ضحية هذا التشدد إلى زمن ليس بالبعيد، ونحن ندرك مدى صدقية الحكمة المتداولة أن كثرة التشدد يولد الانفجار، والمجتمع السعودي معروف بأنه يمارس كل الممنوع في الخفاء لأنه لا يملك الاجهار به وإعلانه

    لست أبرئ مجتمعا يقسو على الأنثى تحت حجج وتبريرات مفتعلة، وأيضا لست أرى أن تلجأ القاصرات إلى الهرب من عوائلهن ليتمتعن بحرية شكلية وهن غير متسلحات بالعلم والخبرة، وحتى إن كن كذلك، فهناك منابر للاصلاح والتغيير تقتضي أن يتخذنها بالطرق السليمة والناجحة مهما طال أمدها، فالوسائل باتت ميسرة بطرق علمية تفضي إلى تغيير القناعات وكسب دعم أصحاب صنع القرار.

    ولست أشجع البنات على الجحود بدور والديهم ووضعهما في ظروف الخزي والعار والجرح البليغ، أو الخروج الأرعن عن حدود القيم والتقاليد المتبعة في المجتمع بشكل سافر وصادم ومحرج.. فما أحوج أبناءنا شباب وصبايا أن يتلقين الوعي منذ وقت مبكر بهذه الأمور المهمة اليوم بحضور أجهزة الهاتف الذكية التي تصلهم بالعالم الخارجي المختلف هويته وعاداته وتقاليده ومفاهيمه

    سعيدة جدا بمرورك وبمداخلتك القيمة أستاذة دينا تلحمي
    حياك ربي وأسعدك بيراع قيم تمتلكينه

    الرد
  5. muhannad alnabulsi

    على المواقع العربية ان تتعلم منكم الانفتاح وحرية الرأي والتعليق والتفاعل المتكامل فأنتم بالحق مدرسة ثقافية وجدانية فريدة تعج بالصدق السردي الشعري والشغف الأدبي الحكائي الجميل الصريح والممتع!

    الرد
    • هيام فؤاد ضمرة

      أسعد الله مساءك د.مهند النابلسي الناقد السينمائي المبدع والمتميز

      أسعدني جدا مرورك على مقالتي وأعاد إلي ذاكرة البعيد حين كنا نتبادل الآراء وندير الحوارات الأدبية
      وإذا كنا نتعامل بهذا الانفتاح الايجابي والتفاعل الواعي فلأننا في زمن انفتاح المعلومة على عالم الكرة الأرضية.. والكلمة الواعية هي رسالة إصلاح ورسالة حق لمن هن في عمر هذه الفتاة
      وقضية جحود الأبناء المترفين قضية موجبة للتصدي لها، كما أن قضية تفلت المراهقات تقضي مضاجع أولياء الأمور في زمن خطير بما يوفره للصغار من أدوات تواصل

      شكرا لكلمة عظيمة وصفت بها حواراتنا الجادة وكل الامتنان لكرم التعليق

      الرد
  6. هيام فؤاد ضمرة

    عن عدد من الصحف

    بعد أن هدأت الضجة الإعلامية حول هروب رهف القنون، “بدأت ضجة من نوع آخر في حسابات الكنديين على شبكات التواصل والمواقع الإلكترونية ذات الشعبية الواسعة في الداخل الكندي،
    إذ يرى كثير منهم أن الضرائب التي تقتطع من قوتهم ويدفعونها لحكومتهم لا ينبغي أن تصرف على المراهقات المرفهات الهاربات من أسرهن الثرية في الشرق الأوسط، ومدمنات المخدرات المضطربات لمجرد تحقيق دعاية سياسية عابرة لحكومة ترودو التي تتجاهل حقوق الكنديين على أراضيها وتخوض منذ العام الماضي حربا إعلامية على السعودية”. وتطرق الكاتب إلى ما قال عنه غضب مواطنين كنديين من حملة “الأخت السرية” التي قررت أخيرا أن “تجمع تبرعات للفتاة السعودية الهاربة رهف لتعينها على حياة الفقر والبؤس التي ستعيشها في كندا، محددة مبلغ التبرعات المطلوب جمعه لها بـ100 ألف دولار قبل أن تتفاجأ بعزوف الكنديين عن التبرع وهجومهم على المنظمة والفتاة الهاربة بالتعليقات الحادة،
    حتى أن المبلغ الذي تم جمعه خلال 20 يوماً من إطلاق حملة التبرعات لم يتجاوز 7 آلاف دولار، وهو مبلغ لا يكفي ثمناً لإيجار غرفة في العاصمة الكندية لمدة شهرين”.
    ورصد المقال تعليقات كنديين على موقعي “gofundme” وتويتر، وبينها أن حملة الأخت السرية لجمع التبرعات “مزيفة (Fake)، وعليها إيجاد عمل في المطاعم أو المقاهي أو النوادي الليلية والتوقف عن التسول عبر الإنترنت لشراء المخدرات التي هربت من أجلها”.
    ونقل الكاتب تعليقا في هذا السياق يقول:
    “هذه الفتاة تتفاخر بكونها تظهر على التلفزيون وفي الصحف، وتعرض معلوماتها عبر حسابها في سنابشات (إشارة لصورة من حسابها تبين تعاطيها الماريجوانا)،
    إنها تشعر وكأنها نجمة، لا تعطوا هؤلاء الناس أموالكم المكتسبة بصعوبة، إنهم ليسوا في حاجة”. واستشهدت المقالة أيضا بتعليق لمستخدمة تدعى أم عبد الرحمن خصت به “الأخت السرية” ونشاطها في جمع التبرعات لرهف، وقالت فيه عنها:
    “يبدو أنها من أقارب رهف وعلى معرفة جيدة بها”. وخاطبت هذه المستخدمة في السياق رهف القنون قائلة لها: “أخبري الوزيرة ومن يدعمك أنك كنتِ مخدومة ومحشومة.. أنك كنتِ تعيشين في قصر… أتمنى أن يوفروا لكِ ربع ما كنتِ تعيشين فيه”.
    واختتم الكاتب موضوعه بتساؤلات عريضة تقول:
    “هل حياة التسول والتشرد هذه التي ربما تنتهي بالفتاة نادلة في نادٍ ليلي لخدمة المخمورين وأفراد العصابات هي الحياة الوردية التي كانت تحلم بها..؟
    هل هي الحياة التي وعدها بها من تلاعبوا بعقلها عبر الإنترنت مستغلين صغر سنها لدفعها إلى الهرب من وطنها وأسرتها المحبة لها ؟!
    وهل هذا ما يريده مدعو الدفاع عن الحقوق المتاجرين بالشعارات؟!

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.