اهداء
المعلم رسول محبة وسلام..مَلَكٌ كريم خُلق من العطر والورد..ونور سرمدي
يربي حروفنا اليتيمة..يحتضن أوجاعنا..ويُقوّم اعوجاجنا..
وبلمسته الحانية يروي جذور آمالنا، ويعلمنا قدسية الإنسان والحب والحياة.
إلى صاحب النوايا الطيبة والصداقة المترفعة
والروح التي عششت بين عناقيد الطهر
من يمناه يحلق سرب عصافير وتوقد شموع
إليك “معلمي إبراهيم يوسف”
زهرة جلنار وقوافل ياسمين وشذا فواحا
حلوى الصباح وتراتيل صلاة وحكايات تحت ضوء القمر
و”أمير وعاشقة”
والسلام عليك وعلى قلبك الوضاء وظلال روحك الوارفة
خبّأتك داخلي
زهرةً أشرقتْ
بأحلامِ الطفولة
مشكاةَ غيبٍ
تستريحُ خلفَ النجومْ
أغنيةً أندلسيَّة
تتوهجُ في ضوءِ القمر
ومرايا شمسٍ
تناثرتْ في قلوب الظالمين
لبستُ رياحَ الشّوق
ومضيتُ إليكَ بلا خفَّينْ
قاربتُ الهذيانْ
وأنا أحملُ ينابيعَ شهدي
وأنَحِّلُ في هدأةِ الغابةِ العذراءْ
حمامةً بيضاءْ
طاهرةَ الرِّداءْ
تشربُ من شتاءِ القلبْ
حليباً بطعمِ اللوزِ والسَّكر
عيناكَ غابتا مطرٍ عندَ الغروبْ
مشربيَّتان تطلاّنِ على مولد الشمس
ونوافذِ النُّورْ
عيناكَ كزهرِ الأقحوانْ
على ذراعِ المجدليّة
صرخةُ مولدي
وأرضَ انبعاثي يومً القيامة
عيناكَ قصاصتا ورق أخضرْ
فوقَ خيوطِ الأمنياتْ
تأخذُني من يدي
إلى دروبِ الخمائلْ
وعساليجِ السّواقي والمروجْ
تحت ظلال الزيزفون
تلفُّني شرانقٌ من حريرْ
تزرعُني نخلةً ذهبيّةً في بلادِ بابلْ
سوسنةً رقيقة فوقَ أجراسِ الكنائسْ
عيناكَ خرافة ما بعدها من خرافاتْ
طلاسمٌ تحتاجُ للتأويلْ
قمرانِ يتوقانِ لنجمةْ
عيناكَ أسهرهُما فاكهةَ فرحٍ
كرزاً وتفاحاً على طبقٍ
مرصعٍ بالياقوتِ والمرمرْ
تسهرُني قدَرَاً في منافي
النّومِ واليقظة
والليلُ يكتُبنا ترنيمةً في سفرِ الخلودْ
عيوني.. يا إيناس
كلّ يومٍ موهبةٌ مدهشةٌ تتألّلق، واكتشافٌ جديد يسحرُني ويسعدُني أيضاً. فاجأْتِني وأربكْتِني وأخجلْتِني يا إيناس. خواطرُك من مقام “الراست” جذلى كتغريدِ الطيور، رشيقة كساقيةٍ تنحدرُ إلى “البَرْدَوْنِي” آتيةً من عُصارة الثلج في “صِنِّيْنْ”. هذه البلابل والينابيع العذبة” وسواقي القلوب”. تليق بك في الشكل والمضمون.
دَقّقتُ مليّاً في “مرايا الشمس، لماذا تتناثرُ في قلوبِ الظالمين”..!؟ ووجدتُ أنّكِ على حقّ، لأنّ فيها ما كان يعنيهِ السيدُ المسيح بقوله عن الخُطاة: “لَا يَحْتَاجُ الْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب” بَلِ الْمَرْضَى مَنْ هم أكثرُ حاجةً للطّبيب. أنتِ صبيّةٌ ساحرةٌ وكاتبةٌ مبدِعةٌ يا شهرناس، وقناعتي لن تتبدل؛ فمتى أشهدُ حفلَ زفافك؟ ومتى توقِّعينَ كتابَكِ الأوّل؟ وأحظى بشرف مواكبتك كواحد من المدعويين.
ما أحلاكِ وأطهرَ قلبكِ ونواياكِ يا إيناس..!؟ تبسّمتُ وأنا أقرأ المقدمة وحمَلتْني إلى المتنبِّي يمدحُ كافوراً فيقول له: “تَفْضَحُ الشَّمْسَ كلَّما ذرَّتِ الشَّمْسُ بِشَمْسٍ مُنِيْرَةٍ سَوْدَاءُ”. لكنَّ المتنبِّي كان دَعِيَّاً مُتعالياً يكذبُ ويداجي، وأنتِ أشدُّ صفاءً من لونِ البنفسجِ، وأكثر صدقا من عيونِ المُحبِّين. وما قلتِه لم يكن إلاّ من موقعِ المحبةِ الخالصة وفعلها. لا بأس يا عزيزتي.. فأنا واثقٌ تماماً من نواياكِ السليمة، التي تفيض بالصدق والعفة والطهارة. عيوني وحبة قلبي يا إيناس.
الكلمات لجوزيف حرب، واللحن لفيلمون وهبي
https://youtu.be/m3wws2B8-9E
معلمي إبراهيم يوسف
قال شمس التبريزي معلم الرومي: ” المعلم الرُّوحي الصادق لا يوجه انتباهكَ إليه ولا يتوقع طاعة مطلقة، أو إعجابا تاما منك، بل يساعدك على أن تقدر نفسك الداخلية وتحترمها . إن المعلمين الحقيقين شفافون كالبلور، يعبر نور الله من خلالهم.”
أحببتُ شمس التبريزي وحسدتُ تلميذه وغرتُ منه، ولم أعرف أن القدر يخبئ لي شمسا أخرى ومعلما قديرا طاهرا.. فليهنأ الرومي في مثواه، ويرقد قرير العين مطمئن الخاطر أن المحبة لا زالت تستوطن كثيرا من النفوس الطاهرة، التي التزمت مساعدة الآخرين بلا منَّةٍ أو مقابل.
قيمتك يا معلمي غالية في قرارة قلبي ووجداني، ويكفيني اعتزاز أني تلميذتك، ومهما فعلت سأشعر بالتقصير معك.