لم يعد لدي وقت للإجتماعات المفتوحة، حيث تُناقش القوانينُ والقواعد والإجراءات والأنظمة التي لا تُفضي لشيء.
لا وقت لديَّ لأتحملَ الأغبياءَ الذين لم يكبروا بالرغم من عمرهم المتمادي.
لا وقت لديَّ لأواجه الخمول والسطحية، ولا أريد أن أحضر اجتماعاتٍ يترددُ ويتسارعُ فيها صُراخٌ أناني يتجاوز الصُراخ.
لا أتحمل المتحكمين المتسلطين ولا الإنتهازيين. أشعر بالضيق من أولئك الحاسدين الذين يُلحقون الأذى بكبار الرجال ليغتصبوا كراسيَهم ومواهبهم وإنجازاتِهم. كما أكره التصرفات السلبية والملتوية التي ترافق الصراع على المراكز المرموقة.
الناس لا يُعلقون أهمية كبيرة على المضمون، يركّزون على الظاهر فقط، ووقتي ثمين لن أضيّعه بمناقشة ظواهر الأمور. أريد الزُبدة من كل شيء. أنا في عجلة من أمري. ولم يبق في العلبة إلا قليل من “البون بون”.
أريد أن أحيا مع أناس شديدي التعلق بإنسانيتهم، يعرفون كيف يضحكون من أخطائهم، ولا ينتفخون اعتزازا بانتصاراتهم، هؤلاء الذين لا يشعرون أنهم نجحوا أو تم اختيارهم قبل الأوان. رجال لا يهربون من المسؤولية ويدافعون عن الجدارة الإنسانية متلازمين مع ما تفرضه الحقيقة والإستقامة. المهم أن ما نفعله يستأهل التعب.
أريد حولي أناسا يلامسون قلوب الآخرين، أناسا تعلمهم نوائبُ الدهر كيف يتسامون بأنفسهم.
نعم أنا متحمس للحياة، وبالقوة التي حملها الي النضجُ أو البلوغُ، ولديَّ النية أن لا أخسر حبة واحدة مما بقي لي من “البون بون”. أنا متأكد أنها أشهى من كل ما عرفتُه حتى الآن.
هدفي أخيرا: أن أكون راضيا متصالحا مع القريبين مني ومع ضميري، وكذلك أتمنى أن يكونَ ضميرُكم مشابها لما أنا راغب فيه. لأنكم ستصلون حتما لما وصلتُ اليه.
تُرجم المقال عن نص للشاعر والروائي البرازيلي ماريو رول دو موريس أندراد (1893-1946)
0 تعليق