“أرواح كليمنجارو” لابراهيم نصر الله
“اعاقة الجسد واصرار الروح”
انها الرواية التي تتحدث عن التحدي وارادة المقاومة بصورة آخاذة:
*في كل انسان قمة عليه أن يصعدها والا بقي في القاع…مهما صعد من قمم!
*في ستةايام سوف يعبر الصاعدون خمس مناطق مناخية مختلفة بدءا بالاستوائية مرورا بألألبية الصحراوية العالية، وصولا الى القطبية.
*أحسست أن كل خطوة سيخطوها هؤلاء الفتية نحو القمة سيخطوها اطفال فلسطين نحو حريتهم، خارجين من واقعاليأس الى شمس الحرية والأمل.
ولكن لماذا كليمنجارو؟ انه الجبل الذي ألهم القارة الأفريقية، في رحلتها الى الحرية، جيث كانت تنزانيا التي يقع فيها كليمنجارو أول بلد يتحرر من الاستعمار وينال استقلاله.
*لا تنسى البرد، فالحرارة تصل الى 19 دردرجان تحت الصفر اذا كان الطقس جيدا، وستظل تمشي في الجبال والوديان ستةأيام صعودا وثلاثةأيام نزولا…
*”هاكونا ماتاتا” (كل شيء بخير): قال بصوت عال…فرد كثير من اعضاء الفريق خلفه “هاكونا ماتاتا”!
*…ثم كيف يمكن لخمسمائة مستوطن يحرسهم ثلاثة آلاف جندي أن يخيلوا حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين الى جحيم، وما أن وقع نظرها على وجهغسان حتى أدركت أنها في قعر ذلك الجحيم.
*السنة الاولى للانتفاضة الاولى: لكن الكابوس عاد من جديد، استيقظ ثم اطمأن على الصغار، اتجه الى الباب فوجد هناك طفلا آخر على عتبته “ببطن شقته رصاصة”، وآخر بامعاء مندلقة، وآخر بعين مفقودة، وآخر بساق مبتورة او يد متدلية…
*الطرف الاصطناعي تجاوز الطبقة اللينة لسماكة الشاش، وأحدث باحتكاكه المتواصل بقعا حمراء تنذر بتقرحات سيئة للغاية.
*تلك ليست غيمة: انها قمة كليمنجارو، انها ثلوج كليمنجارو!
*ما دمت تحبه الى هذا الحد، فأنا واثق من انه يحبك…فكل شخص تحبه كثيرا، يحس بحبنا له، حتى لو لم نخبره.
*كان على صوول أن يشغل كل لحظة داخل الخيمة وان يشغلهم أيضا. ثم أخرج جهاز فحص الاوكسجين ونبضات القلب، فراح كل واحد منهم يسلمه سبابته.
*غدا سنستولي على البيت مرغما عنكم، فأنتم لن تستطيعون العيش هنا بين خمسمائة يهودي، بل انتم لن تستطيعوا العيش بين مليون خليلي.
*كان يرى الأمريكي واللبناني والفلسطيني والفيليبيني والتنزاني والسعودي والاردني، كانهم نموذج هائل لبشرية يحلم بها.
*استعادت نورا بسرعة اجابتها عن هذا السؤال الذي طرح عليها عشرات المرات: لأني اؤمن أن الاعاقة الحقيقية هي اعاقة الارادة لا اعاقة الجسد…فلا للمستحيل في ضؤ المثابرة والمواصلة لتحقيق المراد.
*في الوقتالذي فقدت فيه سهام حاسة واحدة، كان أميل قد فقد حاستين: البصر والسمع!
*اناس يتسلقون الى العالي كما لو انهم يتسلقون عمود كهرباء!
*أشجار “غراند سينسيو” العملاقة بفروعها اضخمة كانت مثل عشرات الأيدي المرفوعة عاليا في الهواء مودعة.
*بمجرد أن انهوا الرقصة راحوا يلتقطون الصور، الصور النادرة. السماء وحدها خلفهم، والجدار في الهوة…على شرفة أفريقيا كانوا يتطايرون، حالمين ببلوغ سطحها في “اوهورو”.
*يعرف هاري أن العلامات لا تتكرر الا مع اناس يسعى القدر لانقاذعم بأكثرمن وسيلة، انقاذهم من خطر ما، او من أنفسهم.
*وداهمته رغبة أن ينسل من كيس نومه، تاركا أميل يواصل شخيرهكالمعتاد، أن يخرج ويقف بين الخيام، ويصيح: “صوول، نورة، يوسف، جون، سهام، لا يريد الجبل منا سوى أجمل مانريده لأنفسنا!”
*في الصباح كان طعم الماء مختلفا، رائحته كريهة ولونه مصفرا…فقد كان الجنود يتغوطون في صحون الطعام البلاستيكية الفارغة ويرمونها في خزان مياه الشرب.
*خلفهم كان مخيم كارانغا وقمم: هاييم، كريستين، دكن…والارتفاع الذي بدأ يزداد مع كل خطوة نحو الأعالي. خمسة أيام من الصعود البطيء، ولكن قمة “اوهورو”، القمة الأشهر، القمة المختبئة، ظلت تلوح في مخيلتهم حيث سيجدون انفسهم معها وجها لوجه قي يوم الصعود الكبير.
*أشهر سليم بندقيته بسرعة، واطلق النار، فقتل الجنود “الاسرائيليين” الثلاثة اللذين فيها…ثم تمايلت السيارة وانقلبت في المنحدر الصغير المحاذي للشارع. لم يتحرك سليم من مكانه. ووصلت الغنمات العشر الى بيته وحيدة.
*لم تستطع “جيسيكا” أن تتخيل أنها بوصولها الى القمة مساء، ستكون قد قطعت ستة وخمسين كيلومترا على القدام، وان ثلاثة وثلاثين كيلومترا في انتظارها نزولا بعد ذلك.
*لا يمكنك ان تصعد القمة وحدك، لا يمكنك ان تصعدها الا اذا اصطحبت الآخرين معك، وبغيرهذا لن تملك الا وهم أن القمة اصبحت لك، لأن البرد والوحشة والوحدة هي الشياء الوحيدة التي يمكنك أن تحظى بها هناك.
*أما ما فعلته انا فقد استطعت أن اتسلق “كليمنجارو”، فما الجبل الذي تسلقتموه انتم؟! لقد صعدت الى حلمي برجل واحدة.
*تهانينا!
أنت الآن على قمة “اوهورو”
بارتفاع 5895 مترا
في تنزانيا
النقطة الأعلى في افريقيا…
*ثم ما ان انتهت من الغناء، حتى حلقت الزغاريد مثل طيور بيضاء فوق قمة الجبل!
هكذا دمج “ابراهيم نصر الله” مغامرة تسلق القمة التنزانية الشهيرة مع قصص معاناة الاحتلال الصهيوني الغشيم، وباسلوب ابداعي شيق وعالمي، بعيدا عن الخطابة والاثارة”والميلودراما”، بل انغمس بالتفاصيل الواقعية بنفس روائي متماسك ومتدفق، وقد ذكرتني هذه الرواية بفيلم “ايفريست” للمخرج الفنلندي “بالتسار كورماكور” والمشتق من رواية واقعية بنفس الاسم، وقد تطرق ابراهيم نصر الله لنفس الحيثيات التي وردت في الفيلم “الهوليوودي” بل وزاد عليها وركز على معاناة “الصبية المعاقين” بدون ان يستدر عطف وشفقة القراء…وقد استبدل هنا بروايته قمة الايفرست العالمية بجبل “الكلمنجارو” الشهير، وعايش التجربة بحذافيرها، واستعاض عن نجومية الشخصيات الرياضية العالمية الشهيرة بأشخاص عاديين من جنسيات مختلفة ومراهقين فلسطينيين يتحلون بالعزم والارادة والرغبة الجامحة بالتحدي والبطولة، وقد وصل في المحصلة للنتيجة ذاتها: “يكمن التحدي بالعودة من القمة سالما”!
.
وذات يوم كتب أحد قادة حركة التحرير التنزانية: “سنوقد شمعة على قمة الجبل لتضيء خارج حدودنا وتعطي الشعوب الأمل في وضع يسوده اليأس، والحب في وضع يسود فيه الكره، والإحساس بالكرامة في وضع يسود فيه الإذلال”.
وعن الذين سيصعدون الجبل دعما للأمل الفلسطيني يقول إبراهيم نصر الله “يا إلهي، كأنهم سيقومون بما لم تستطعه إيمان حجو، الشهيدة، ابنة الشهور الأربعة، وسيمسكون بيد إيمان وأيادي آلاف الأطفال في فلسطين وفي كل أنحاء العالم وهم يسيرون نحو القمة”.
“ولو قام بالرحلة ذاتها أطفال إسرائيليون لكُتب عنها الكثير وأُخرجتْ أفلام وربما فاز
أحدها بالأوسكار ”
تحية خالصة لهذه الحروف التي تعرف طريقها جيداً ..!
ومن كل قلبي أتمنى لك الوصول إلى القمة ..
دينا تلحمي أنت باختصار رائعة وكلماتك تشع نورا…
لئن استطاع سيزيف أن يخدع آلهة اليونان..؟ ولئن انتقم زيوس للآلهة وعاقبه بالصخرة يحملها إلى القمة..؟ فهؤلاء “اليهود” استطاعوا أن يخدعوا العالم بأسره، ووجدوا دائما من يدعمهم ويزكيهم ويبعد عن أكتافهم الصخرة. أما أنت يا صديقي فصاحب فضل علينا..؟ حينما تعفينا من مهمة التفتيش عن الكتب التي تستحق القراءة.