أبْيَضْ على وزن أفْعَلْ ممنوعٌ من الصّرف

بواسطة | 18 يونيو 2020 | مقالات | 24 تعليقات

أبْيَضْ على وزن أفْعَلْ
ممنوعٌ من الصّرف

النَّص من نسج الخيال

فلا وجودَ في الواقع للأشخاص 
وسائرِ الإشارات 
والأماكن الواردة في الموضوع

 وأي شبهٍ مع أشخاصٍ أو أحداث؟ 
إنما هو محضُ صدفة..  وحسب

إبراهيم يوسف – لبنان

C:\Users\ibrah\Desktop\53 Best Elena Filatov images _ Female art, Painting, Art_files\73cee9415c521d9b1458cfd6eb6c72b2--art-gallery-muse.jpg

كنتُ أرفعُ رأسي أراقبُ لوحةَ المُؤشّر، تتوالى شواهدُها فتضيءُ وتنطفىء الواحد تلو الآخر، وأنا أنتظرُ وصولَ المصعد يتوجّه من الأعلى إلى الأسفل، حينما دخلتْ بابَ المبنى سيدة شابة، أقبلتْ نحوي بخطواتٍ رشيقة، فألقتْ عليّ التحيّة عندما وصلتْ إلى جواري. تردَّدَتْ قليلاً ثم سألتْني بحياءٍ ملحوظ: هل أنتم سكانُ المبنى الجدد؟ فابتسمتُ لها وأجبتُها: نعم يا سيّدتي. 

ولمّا فاجَأتْني بالسؤال وكنتُ أراها للمرّةِ الأولى؟ فقد بادلتُها النّظرَ بارتباكِ المتردّدِ الخجول، بفعلِ التشدد في التّربيةِ التي تلقيتُها في صباحِ طفولتي، وفجرِ شبابي عن العفّةِ والحياء، والمهابة البالغة في استطلاع تكاوين النّساء.

هكذا رحتُ أعاينُ شكلَها بتحفّظٍ واحتشام، وأختلسُ النّظرَ إليها أتأملُ نعومة وجهِها العاجيّ المشرق، وقامتها الممشوقة وفمها الثّمل السّكران، وعينيها السوداوينِ الناعستين، توحيانِ بخفرٍ طفوليٍّ لا لبسَ فيه، خال من الزّيف والضغينةِ والدّهاء؛ وقد حرَّضني فيها شكلُ المرأة المثيرة، وتوقُ الرّجلِ المخنوق بفعل التّربية الصارمة، وتحاشي التّدقيقِ في تفاصيلِ النّساء.

ثم لعنتُ الشيطانَ في سِرّي. الشيطان مكسر العصا في الأوقات الحرِجة، واستعذتُ بالله من شرِّ النّظرةِ الملتبسة والنّفسِ الأمّارةِ بالسوء، ولمّا يمضِ على إقامتنا في المبنى إلاّ أياما قليلة. لعلّها فاتحة لم تُحْتَسَبْ في السّكنِ الجديد؟ 

أو تجربة مضافة إلى تجاربِ الماضي الحلوة أو المّرة، بوحيٍ من التشدّد في التربية بعيداً من الجرأةِ أو الاعتراض، وكيف لا ينبغي أن نشتهي نساءَ الغَير، ما نهى عنه السيد المسيح وأنكرتْه كتب السّماء؛ ولو أباحته بعض ديانات الهند القديمة، التي كانت تقدِّس الرغبة، وتمارس شعائرها في المعابد. 

وحينما وصلَ المصعد ومرَّتْ إزائي؟ كان عطرُها المنعش النفّاذ يتردّدُ في أنفي، ويفتِكُ بمناعتي ونوازعِ خيالي وضعفي، وقد فتحتُ لها البابَ ودعوتُها بإشارةٍ من يدي، وانحناءة من رأسي لا تكلُّف فيها.. لتتفضلَ بالدّخولِ قبلي.

ثم ولّيتُ نظري بعيدا هرباً من عينيها الطاغيتين، وسألتُها: أيّ طبقةٍ يا سيّدتي؟ لكنّها عاجلتْني بردٍ أخرس، وهي تلقي بسبابتِها على الرّقم أربعة في لوحةِ التّحكم؛ وقالت: إنها تسكنُ في الطبقةِ الرابعة شرقي؛ ويبدو أنها كانت  تعرف الشقّة التي تركَها ساكنوها، حيث حللنا مكانهم فلم تسلني عن سكني.

كنتُ مربَكاً في الحقيقة أتجنبُ النَّظر إليها مباشرة، فرُحتُ أراقب أرقام الطوابق تشعُّ للحظة.. ثم تخبو؛ حينما عرّفتني بنفسِها بكلماتٍ واضحة، توحي ببراءة تعاملها ونقاء سريرتها، أن اسمها صفاء معلمةُ الصّفِ الأوّل تكميلي، في ثانوية مستديرة الغدير.. الواقعة على أطرافِ الضّاحيةِ الجنوبية. مدرسة مختلطة للبنين والبنات، وتتولى تدريسَ مادتيّ التاريخ والعربي.

وقبلَ أن يتوقّفَ المصعد؟ أضافتْ تقولُ ببشاشةٍ: زورونا يا جار النّبي أوصى بالجارِ السّابع. تبسَّمتُ لها وأجبتُها ممازحاً: لكننا نقيمُ في الطّبقة التاسعة يا سيّدتي، فلم تنتبهْ للإشارة وكان المصعد قد توقّف، حينما فتحتِ البابَ وهي تودّعني بإشارةٍ من يدِها، وإيماءةٍ من رأسِها قائلة من جديد: شرفونا يا جار.  

هكذا تمّ التّعارفُ بيني وبين جارةٍ، تقطنُ الطّبقة الرابعة واسمُها صفاء، معلمة في ثانوية مستديرة الغدير، ولمّا يمضِ على انتقالِنا إلى البيتِ الجديد إلاّ ثلاث ليالٍ لا تزيد. ثم توالتِ الأيامُ ونحن نلتقي في المصعدِ أحياناً، أو على الطريق المؤدية إلى المبنى، وكثيراً ما التقيتُها في الجوارِ وعندَ البقّال. 

كنّا ونحن نلتقي نتبادلُ التحيَّة، وبضعَ كلماتٍ مقتضبة معظمها كيف الحال يا جار، أو كيف الحال يا جارة؟ وكلّما فاجأتْني مقابلتُها كانت تتجدّدُ دواعي لعنتي للشيطان. حتى غمرتْني الفرحةُ في “سرِّي” ذاتَ مساء، وزوجتي تخبرُني أن جارةً لنا واسمُها صفاء، تمتهنُ التّعليم وتقطنُ الرّابع، ستزورُنا غدا لتشربَ القهوةَ معنا وتتعرفَ إلينا. وهكذا أقبلتْ صفاء تزورُنا في الوقتِ المحدّد برفقةِ ابنِها. فتى وسيم اكتسبَ من أمِّه جمالَ الطلة وطاعة العينين. 

كنتُ أشاركُ زوجتي وجارتَها الجلسة، حينما استأذنتِ الزائرة بالتّدخين مع القهوة. وتبسمتُ لها قائلاً: إن أحداً منا لا يشكو من الحساسيّة أو الرّبو، وهي في بيتِها ويمكنُها أن تتصرفَ براحتِها، من دون حرج.. ولا اعتراض.

وهكذا راحتْ تدخّنُ بنهم المدمنين، وتتبادلُ الحديثَ مع زوجتي عن ذويها في شمال البلاد، وزوجها المسافر يطمرهم بمال الاغتراب. وعن إعداد الحلوى وأصناف الطعام، وما شاهدتاه ليلةَ رأسِ السّنة في برنامج أحمر بالخطّ العريض؟ ومأساة الفتاة المنكودة صاحبة القرطين يغرِّرُ بها صديقُها، ولمّا استسلمتْ له وحملتْ ذرِّيته تنكر لها، فلجأت إلى مقاضاته في المحاكم.  

وابنُ السيّدة الضيفة يجلسُ إلى جواري. لا ينفكُّ يتحرّكُ في كلّ اتّجاه، وقد شعرتُ بعبءِ الجلسةِ من أجلِه، وهو يتململُ من الضّجر والضّيق، ويستطلع مفتشا بعينيه عمّا يسترعي انتباهه في أرجاء المنزل، كبعضِ الرّسوم المعلقة على الجدار وعليها صور أطفال، تراءى لي أنّهم يثيرون حسدَه بسعادتهم.  

هكذا توجهتُ إلى المطبخ وأحضرتُ للفتى الزائر، كوباً من عصيرِ البرتقال أعدَدْتُه بنفسي، وبعض أصنافِ الحلوى؛ كانتْ قد هَيَّأتْها زوجتي خصيصاً للزّيارة.. وقلتُ في نفسي: من حقِّ الفتى علينا أن ألاطفَه قليلاً وأهتَمَّ به لعلي أسلِّيه قليلا أو أفيده..؟ فَرُحْتُ أتحدثُ إليه وأسألُه عن عمرِه وصفِّه، ومدرستِه في مستديرة الغدير، وعن رفاقِه ونشاطاتِه في الرياضة وهواياتِه الأخرى.

 فأخبرني أنه يهوى كرةَ القدم ومشاهدة أفلام الكاراتيه، وينتسبُ إلى نادٍ في الجوار يمارسُ فيه السباحةَ والجيدو، وأنّه حصلَ على الحزامِ الأخضر ومداليةٍ فضيّةٍ في السّباحة. ثم سألتُه عن فعليّ الكونِ والمُلك أيهما تعلَّم تصريفه أولاً؟ وماذا يعرفُ عن الحساب والجذرِ التّربيعي والمثلثات، وأدواتِ النّصبِ والجزمِ تدخلُ على المضارع، وهل درسَ المبتدأ والخبر؟

كانت أمّه منشغلة مع زوجتي، لكنّها كانت تسترقُ السّمعَ لما يدورُ من حديثٍ بيننا، حينما تدخّلتْ وردّتْ بالنّيابة عنه، بأنه مشاغبٌ لكنّه من أشطر طلابِ الصف بالعربي. وهكذا وجدتُ الفرصة مناسبة لممازحته وسؤاله: ما الأصح قوله: صَفارُ البيضِ، أبيضٌ أم أبيضاً أو أبيضٍ؟ فتدخلتْ أمُّه على الفور قبل أن يتورطَ بالإجابة تقولُ له: انتبهْ إلى الممنوع من الصّرف على وزن أفعل.

C:\Users\ibrah\Desktop\download (1).jpg

وردّ الفتى من فورِه بالقول: بل “صفارُ البيضِ أبيضَ”.. بالفتحة، لأنّه على وزن أفعل كالأصفر والأسود والأحمر والأزرق.. كلُّها ممنوعة من الصّرف على وزن أفعل.. كما قالتِ الماما. وحينما شدّدت له على لفظ: صفارُ البيض؟ لعله يغيِّر رأيه..؟ التفتتْ أمُّه ناحيتي وتبسّمتْ لي، كأنها تَشْمَتُ بي وتشهدُ على خيبتي في امتحان ابنها..! قائلة لي: أرأيتَ بعينِك شطارتَه بالعّربي..!؟ 

وهكذا بفعلِ التّربية والحشمة والحياء والعهدِ بين الجيران، وحقِّ الجارِعلى الجار في سائرِ الطّبقات، ودلالِ المرأة وسحرِ البسمة والعيونِ النّاعسة، والفمِ السّكران والعطرِ الذي يفتِكُ بالأعصاب، وكلّ تفاصيلِ الأنثى المثيرة المُحْرِجَة والمشاعرِ المَوْءُودَة، وكل الممنوعِ من الصرف من أسماءِ العَلَم.

ومن الأبيض الحليب والأزرق البحري، فالأصفر الهادىء والأحمر القاني. ومن عتمةِ القلب.. والأسود القطران، ومختلف ألوانِ الطّيف والأوزانِ. 

مِنْ حفِظْتَ شَيئًا وغابَتْ عنك أشياءُ. والصِّبَا وَالجَـمَالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَيْـكِ، ومِن قَتَلَ الوَرْدُ نَفْسَـهُ حَسَداً وَألْقَـى دِمَـاهُ فِـي وَجْنَتَيْـكِ.

من إخفاق الحصري القيرواني: يهوى صنما للفتنة ولا يتعبَّدُه، وخيبةِ بشارة وريثِ الأمارة، وشماتِة الحسن بن هانىء.. ومن شدّة خيبتي وانكساري.

من أجلِ ذلك كله؟ انتقمتُ لنفسي فخنقتُ الشيطانَ في داخلي بلا رفقٍ به، وصرفتُه عن قلبي وفكري، وأجبتُها بحسرةٍ تنهشُني، وتقتلُ رغبةً سفكتْها تفاصيلُ المرأةِ وعينيها الفاتنين في نفسي؛ إي والله يا سيِّدتي رأيتُ بأمِّ بعيني. 

إسم الله عليهِ وعليكِ. لكنَّ الفضلَ كلّ الفضلِ يا سيِّدتي إنما يعودُ لكِ وحدكِ.

كاتب لبناني

24 التعليقات

  1. دينا تلحمي

    من جانبي حظيت بفرصة جيدة
    وقسط ملحوظ في تلقي
    قواعد اللغة العربية
    ولو أنني لا أحسن الإفادة جيداً
    في استخدام ما تعلمته للكتابة
    فلم أحاول أبداً
    ولا أرى نفسي مؤهلة لذلك
    لكنني أفدت به أولادي كثيراً

    أما الأطفال عموماً فلا تعنيهم
    الدروس.. ولا القواعد
    أو خلفيات الأسئلة
    بقدر ما يعنيهم الطعام
    والحلويات.. أو البيض
    ومنه الأصفر بالخصوص..

    وشكراً

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      الأستاذة الصديقة دينا تلحمي

      “الأم مدرسة، إذا أعددتَها؟
      أعددتَ
      شعباً…. طيِّبَ الأعراقِ”

      يبدو أنك تعبت جيدا على أولادك
      وأحسنت القيام برسالة الأم
      في التربية والتعليم.. والتوجيه

      وأرجو أن يكونوا جميعا
      شبابا أو رجالا محترمين وناجحين

      وأما في القواعد والصرف والنحو؟
      فهناك دائما ما يُختلفُ على صحته

      عبد الله العلايلي وعارف حجاوي
      ومعهما المعلم رشيد الشرتوني؟
      لم يكونوا ليتفقوا على كل شيء

      والشرتوني المعلم؟ ما من مجترىء
      عليه ممن يشكك بقدرته اللغوية
      أو يطعن بوطنيته…. “وعروبته”

      أما الأطفال؟ فمعنيون باللهو واللعب
      كالطعام والشراب والاهتمام بالدرس

      ألف شكر… على مرورك المعطر
      الطيِّب تحمله إلينا
      ريح الجنوب من روابي فلسطين

      الرد
  2. إيناس ثابت

    “روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلَّت عميت” .

    ونصك امتاز بالعفوية وأسلوب السرد الجميل، ولم يخل من الخفة وروح الدعابة.

    الرد
  3. إبراهيم يوسف

    الله يسلمك ويعافيك.. ويرفع عنا وعنكم بلاء الوباء، وفاقة باتت على الأبواب.

    الرد
  4. عاشقة الأدب

    صديقي إبراهيم يحسن التعامل مع اللغة العربية وقواعدها ومفرداتها ويبدع في تراكيبها….. وأدق تفاصيلها… وكذلك حاله مع المرأة. كما يحسن إضفاء المرح في الوقت المناسب.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      يجبر خاطرك ويكرمك ويسعد
      كل أيامك.. وأوقاتك يا رب
      ويديم مودتك.. وأفضالك عليّ

      الرد
  5. عصفورة النهرين

    أسعد الله أيامك وجعلها زاخرة بالبسمة والمرح
    ولعل حظك أفضل من حظي
    فحين سألت السؤال لابنتي قالت: أصفر يا ماما …قديمة!
    فسألتهم سؤالا آخر: هل يجوز لمعلم الرياضيات إذا احتاج المال أن يأخذ من جيب الزاوية؟!

    لكني لا أعرف لم أنت ناقم على التربية الصارمة، ألم تجعلك تلك التربية تحسن التصرف مع الجارة بغض بصرك عنها كما قال عنترة:

    وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي حتى يُواري جارتي مأْواها
    التربية الصارمة الخالية من الرحمة والتفاهم والتقبل، كان لها أثرا سيئا على الأجيل، لكن ما نحن عليه الآن من تراخي وتفريط وحرية وانفتاح بلا قيود سيكون أثره مدمرا…
    لست مع الإفراط ولا مع التفريط
    لكني أؤمن في نفسي أن بعض أساليب التربية القديمة ومفاهيمها كانت صحيحه.
    وكمان يقال( أم الوشم ربت رجال وزلم…وأم المنكير ربت أظافير).
    مع فائق احترامي للجميع
    شكرا لك على النص الجميل.

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      عصفورة النهرين

      “هاتِ لي عمري فأجعله طائراً في الأرض ينتقلُ
      أنــــــا يوم البعد أغنيةٌ تـــــأخذ الدنيا وتــرتحلُ”

      أجمل الصباحات أن تستفيق شبعانا من النوم، ولو في مدينة صلدة قلبها من إسمنت وحديد، فتعاين الحاسوب وأنت أسير الهواجس، ويتناهى إلى أسماعك دعاء كروان يأتيك مع شمس مشرقة ونسيم يهب عليك من البعيد.. يتوجه بصلاة حارة إلى ربه: أن اجعل نهاري حافلا بالهمة والنشاط، موفورالرزق من خير المواسم في البواكير.

      أما التربية الصالحة الرشيدة يا صديقتي الكريمة؟ فلا تأتي من خلال الشدة، لأن التعاطي مع الأطفال بقسوة ستؤلمهم من الداخل والخارج، والإفراط في الجدية معهم معناه الكبت واختناق العواطف في القلوب. وحصادُ ما لم نكن نريده.. أو نرغب به.

      الرد
      • إبراهيم يوسف

        “جيب الزاوية”.. ما ورد في التعليق، ليس كلاما جزافا أو “بلا معنى” كما تراءى للبعض؟ بل يعني “Le sinus d,un angle” في الرياضيات وعلم حساب المثلثات.

        الرد
        • إبراهيم يوسف

          وردتني إشارة مُحقَّة عن خطأ في النص
          إي والله يا سيِّدتي رأيتُ بأمِّ عيني
          رأيتُ بأمِّ عيني- وليس- (بأم بعيني)

          أمَّا إي والله..؟ فتعني: نعم بالتأكيد
          وإي؛ لا تقع إلاّ قبل القَسَم المحذوف
          فعله.. سواءَ في النّفي أو الإيجاب

          إي والله…؟ لم نبلغ بعد أدنى مستوى في
          سعر صرف الدولار على “بارابول”
          سياسة البلاد الرشيدة وازدهار الاقتصاد

          الرد
          • إبراهيم يوسف

            برمنا أربعين كلم زيادة… حتى وصلنا عالبيت
            قاطعين الطريق وعم يحرقوا دواليب
            ومندوبة الجديد بتقلن يعطيكن العافية يا رب

          • إبراهيم يوسف

            من النافذين المتواطئين الصغار..؟ من كان
            يملك ألف دولار فقط نقدا بين يديه
            يبيعها من السوق السوداء بالعملة المحلية
            ويشتري بقيمتها من الصرافين
            ثلاثة آلآف دولار
            بالسعر الذي حدده مصرف لبنان

            فما بالك بمن يملك مليون دولار؟
            بهذه البساطة تجري
            الأمور بوطن السّرجين في لبنان

        • عصفورة النهرين

          شكرا
          لنباهتك، وذاكرتك الفولاذية.

          أيها الرياضي الفذ، والآلوي الماهر!

          حفظك الله من كل مكروه، وأطال لنا في عمرك، ومتعك بالصحة والعافية

          الرد
  6. شهربان معدي

    “لا تضربني لا تضرب.. كسّرت الخيزرانة”
    يسعد صباحك الغالي أستاذي ابراهيم يوسف..
    لقد ذكّرتني هذه القصة الجميلة، المتكاملة من حيث السرد والفكرة وجمالية اللغة؛ بنص القاص الرائع، انطوان تشيخوف، قصة “المُغفلة” الخادمة الخجولة التي “طيّرت عقل” سيدها بغباءها وخجلها وخنوعها.. رغم أنه لم يركّز على محاسنها الخارجية، بقدر ما ركّز على نقاط ضعفها.. وردود فعلها التي جعلت هذه القصة القصيرة، من القصص العالمية التي حفرت عميقًا في وجدان القرّاء، قصة لا تُنسى..
    https://youtu.be/GRbayvuIF0Y

    ولكنني أتمنى أن تكون حضرتك، واخوتي القرّاء قد سمعتم عن كتاب، “سلطانات منسيات : نساء حاكمات في بلاد الاسلام / [تاليف] فاطمة المرنيسي، ترجمة: فاطمة الزهراء أزرويل.
    عنوان بديل/ نساء حاكمات في بلاد الاسلام”
    تكسر فيه المؤلفة تلك الصورةَ النمطية التي وُضعت أمام أعين النساء طيلة قرون، لإيهامهن أنهنّ غير قادرات على الحكم والتسيير والتدبير، وليثبتن للعالم أنّ ملكاتٍ وقائدات مرَرن من هنا..
    على كلٍّ حالٍ..
    جلَّ من لا يسهو..
    دمت لنا أستاذي بنصوصك المميزة، الفريدة.
    وسعة صدرك.

    الرد
  7. إبراهيم يوسف

    الأستاذة والصديقة اللماحة
    شهربان معدي.. من الجليل
    علَّمت آثار الضرب على جلودنا ولم تنكسر الخيزرانة

    شكرا جزيلا على حسن الاطلاع والإشارة المقدرة
    إلى الخادمة المهزومة
    في قصة تشيخوف الذي لم يشهر بغبائها بالقدر
    الذي تناول فيه خنوعها واستسلامها
    لإرادة سيدها.. وولي أمرها
    أما شجرة الدر..؟
    فخير مثال على الجزء الثاني من التعقيب

    مهما يكن الأمر؟ فالإشارة إلى القصة ملفتة للغاية
    وتقتضي مني مزيدا من خالص الإعجاب والمودة

    الرد
  8. د. أحمد شبيب الحاج دياب

    الندم، يا صديقي، صعب جداً،
    ألمه عميق يناغي “قراحيف” القلب،
    خاصةً إذا كان صاحب القلب قد حظي بتربية “سليمة”،
    تأمر بالورع عن محارم الله، وتدعو للعفة والشهامة
    إنه الفعل الذي كنّا نريده وأحجمنا عنه
    وخاصةً مع النساء،
    فكم أخطأنا التصرّف،
    لم نكن نعلم أنها راغبة ولو أظهرت الممانعة
    أمّا جارتك يا صديقي فقد دعتك لزيارتها
    فلم تفعل
    واليوم وبعد فوات الأوان،
    وفقدان الأمل،
    جئت تندب حظّك العسر
    وترمي اللوم على ماهو ممنوع من الصرف؟
    تألّم وحدك يا أخي،
    وكن شفوقاً رحوماً بالنادمين على ما لم يفعلوه
    يا ثلج قد هيّجت أشجاني ذكّرتني أهلي بلبنان
    لن أقرأ لك مقالاً بعد اليوم تضع عليه صورةً
    على رأي عمر بن أبي ربيعة:
    وناهدة الثديين قلت لها اتّكي
    على الرمل من جنابةٍ لم توّسّد
    فقالت على اسم الله أمرك طاعةً
    وإن كنت قد كلّفتُ ما لم أُعَوّدِ
    والباقي يصعب عليّ روايته،
    كي لا أصاب بمكروه،
    ويفعل بي الندم ما فعل بك
    وفي كلّ هذا رحم الله الشاعر عمر بن أبي ربيعة وطيّب ثراه
    لأنه فشَ خُلقنا
    وفعل عنّا ما أحجمنا عن فعله
    ما حدا أحلى من حدا

    الرد
    • إبراهيم يوسف

      حبيب قلبي دكتور أحمد
      ألله يردكن علينا بخير وسلامة

      “ما للقوافي إذا جاذبتُها
      نفرتْ!؟ رعتْ شبابي
      وخانتني.. على كبري”

      اللعنة على عزازيل يا صديقي… يدخلنا بجموح
      خيالنا إلى تجارب غلابة نشأت في الربع الخالي
      من قلوبنا ورافقت مسيرتنا من عهد عاد
      فنامت على الحرمان ونهدها العطشان ولم تصحُ

      “يا هيبا”… وهيبا كأحمد على السواء
      “قلت لك مرارًا إنني لا أجيء ولا أذهب
      أنت الذي تجيء بي، حيث تشاء
      فأنا آتٍ منك وإليك، بك أو فيك بلا فرق

      إنني أبعث حين تُريدني لأصوغ حلمك
      أو أمد بساط خيالك بلا أفق
      أو أُقلّب فيك ما تدفنه من الذكريات”.

      “وأوكتافيا” حمل ذكراها إلي صديق أحببته
      اتّكأتْ على الإباحة كما يقول في الترويج للكتاب
      فأفقدت الرواية أهميتها ورموزها الروحانية
      عندما جعلتِ المرأة مركزا.. لغواية الشيطان

      ونسي أن الجسد مقدس كالروح…. وأكثر

      “ربي ولا تفضحني…. بما اطلعت عليه من خفي ذنبي وأمري”
      في تجربة فاتك يا صديقي أنها لم تكن إلا من نسج الخيال
      ولا يصح لك وأنت عزيز على قلبي أن تحاسبني على نيتي أو خيالي

      أما ابن أبي ربيعة وقد غزا نساء الكون
      فشأنه شأن أبي نواس والخيام
      كان يعرف جيدا كيف ينبغي له أن يعيش

      كل شيء إلى زوال..؟ وليس يبقى
      إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام

      هذا ما تمخضت عنه تجربة دون كي شوت المريرة
      بالشفاء من الأوهام في صحوة تأخرت طويلا
      حينما استفاق في اللحظات الأخيرة ما قبل الموت

      وأما في الآخرة إذا ما شاء الله أن يحاسبني..؟
      سأشهدك أمامه علي نيتي الطيبة وحسن سلوكي
      ولا أحسبك إلا تشهد لصالحي.. أمام ربك وربي

      أو أتوسل إليه لكي يعفو عني… ويسامحني
      فإن لم يغفر لي…؟ سأبكي طويلا بين يديه
      فلا تتوقف دموع الندم على ما فاتني حتى
      يرأف بي، قبل أن أطفىء لهيب ناره بدموعي

      سأحضّر نفسي للحج بمعيتك في الموسم.. الآتي
      لنغسل ذنوبنا.. وحينما نرجع من الحج
      ستعاودنا الذنوب أيضا لنعود ونغسلها من جديد

      علَّمت آثار الضرب على جلودنا
      دون أن تنكسر الخيزرانة.. أو نقتنع

      في غيابك لم تكن سهرة الريف
      مشجعة أو مريحة كان ناقصها حدا

      إمتى الهوى يجي سوا…؟
      وارتاح ولو في العمر يوم

      فهل قلت الآه مرة بهذه الحرارة؟؟

      https://www.youtube.com/watch?v=mSoDl235Lfo

      الرد
      • سندس نور

        أو أتوسلُ إليه لكي يعفو عني.. ويسامحني
        فإن لم يغفرْ لي..؟ سأبكي طويلا بين يديه
        فلا تتوقف دموع الندم على ما فاتني حتى
        يرأف بي، قبل أن أطفىء لهيب ناره بدموعي.

        هذه بحق صوفية خالصة.. لكن ليتكَ تنبّهت
        إلى جواب الشرط وحذفتَ الياء من: سأبكي.

        الرد
        • إبراهيم يوسف

          نور أو سندس؟ أو سوى ذلك من الأسماء الجميلة، ولو كانت مبهمة. سأحذفها لو كنتِ واثقة مما تقولين يا صديقتي؟

          الرد
      • د. أحمد شبيب الحاج دياب

        إلى بياض الثلج فوق حرمون،
        وأهازيج الصبايا على سفوح صنّين،
        إلى أنغام بلادي الواسعة من بعلبك إلى الرقة ودير الزور ….وأكثر وأكثر
        ودموعي تجري والقلب في حرقةٍ والله
        “إلى متى يا وطني ستبقى ناقلةً للنفط مدهّنةً بسخام الأحزان وأعلام الدول الكبرى”
        أخي وحبيب قلبي أستاذ ابراهيم
        أقبل بياض الشيب فوق رأسك
        أ لم ألمك على ما فعلت أو تفعل
        فلست من اللوامين لا لنفسي ولا لغيري،
        ولكني وجّهت لومي إلى كلماتك وتعابيرك الأخاذة
        التي تتهادى كالورود، وتسافر بنا إلى آفاقٍ بعيدة.
        نعم
        يا ثلج قد هيّجت أشجاني …ذكّرتني أهلي بلبنانِ
        مقالتك أثّرت بي فأسكرتني فكتبت تعليقي تحت سكر وغياب
        فهل تحاسبني إن تجاوزت حدودي؟
        أعتقد “جازماً” أنك تسامحني
        ولكني لن أتوب عن رؤيتك كما أريد ….
        وإلى الله حسن المآب

        الرد
        • أحمد شبيب دياب

          في بداية السطر التاسع ألف زائدة فاحذوفوها
          كتبت لن بالفصحى وأتوب بالعامية ويبقى الحال على حاله

          الرد
        • إبراهيم يوسف

          أخي وصديقي دكتور أحمد

          الحُسنُ حلفتُ بيوسفه *** والسورةِ أنّك مفردُهُ
          بيني في الحبِّ وبينكَ ما لا يقدرُ واشٍ يفسِدُهُ
          مولايَ وروحي في يده * قد ضيَّعها سلمتْ يدُهُ

          https://www.youtube.com/watch?v=fGaMMHPkjPg

          لا تحبس دموعك لكي لا تختنق في قلبك يا صديقي
          فأنهار الدموع..؟ لا تساوي قيمة الأرض والأوطان
          لأنت والله…؟ الطاهر الأبيض على الروابي والقمم

          وأنا؛ لستُ من مقلِّديكَ فحسب..؟
          بل واحدٌ من محبيك… ومريديك

          لو لم تختر… وتتخصص بالرياضيات
          وحساب الأرقام يا صديقي..؟
          لكنت سفيرا معتمدا يعرفُ ما يقولُ
          بدقة الأرقام في سائر المحافل والبلدان

          الرد
  9. دينا تلحمي

    إن تكن شابت الذوائب مني؟

    فالليالي تزينها الأقمار

    خطر على بالي لو أنك تفعلها حقاً

    وتذهب للحج بمعية صاحبك وحبيب قلبك

    فتعيدان مجد سوق عكاظ

    وقد تلتقيان بكثير من الأدباء والشعراء

    وتلتقيان بليلى وعزة وزينبب.. وسعاد

    سيفرح في مثواه عمر بن أبي ربيعة

    وتعيشان مغامراته وذكرياته في الحج

    وتعيدان إحياء ذكراه وتجددان شبابيكما

    وأنتما تطوفان حول البيت الحرام

    عارف إنت فعلا مش معقول

    بافكارك وآرارئك الخلاقة المدهشة

    سأزين لكما بنفسي مدخل الدار

    الله يعين نسوانكن عليكن ويهدي بالكن

    الرد
  10. إبراهيم يوسف

    “هناك دائما…. من “يُنَمِّر” عليّ يا صديقتي
    بالعربي وغير.. العربي
    ولم أدّع البراعة والفهلوية مرة في أي أمر ”
    ود. أحمد تاركني وحدي أتلقى العصي ويعدُّها لي

    الصديقة الكريمة.. دينا تلحمي

    دعيني أستعير ما أرد به يا صديقتي من
    الأستاذ لطفي شفيق سعيد
    ومن الصديقة المقدرة شهربان معدي

    رب البيت الحرام نفسه يريدنا أن نحيا حتى
    الرمق الأخير.. وحين نغادر؟
    فلن نتوقف… بل نواصل رحلتنا من جديد

    وفي كل رحلة.. تفتش الروح عن ثوب جديد
    وواحة يرتاح فيها هذا القلب التائه.. الغريب

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أبلغني عبر البريد عند كتابة تعليقات جديدة.