الجزء الثالث الأخير من السلسلة الفضائية الشهيرة ذات البعد المشهدي اللافت والتنبؤات الكارثية والتشويق المرعب النادر، والخيال العلمي الجامح: ثلاثية “آلين وبروميثيوس وكوفننت” المتكاملة والشيقة: هراء فضائي كاسح وتحذير من الذكاء الروبوتي الجامح!
مايكل فاسبندر يبدع بدور “الأندرويد” المزدوج: الطيب والشرير!
*تسليط الضؤ على المشهد الرائع سينمائيا، حيث تتحرك الكاميرا افقيا وببطء وبلا قطع، لنرى “ديفيد” يعلم بشكل انتقائي “والتر” كيفية العزف على الناي، هذه اللقطة تحديدة فريدة وتمثل قمة النرجسية والاغواء الشخصي.
*عقدة فرويد المتمثلة بمقولة “أن أكثر الأشياء التي تخشاها هي التي تحدث لك”…هنا تلعب بيضة “الزينومورف” (الزاحف الفضائي اللزج)، التي تتسرب من خلال الاذن او الفم خلسة.
*الجو الكئيب داخل مدينة ديفيد للموتى، يشجع هذا النوع من الرعب الغريب، فسطح الكوكب البركاني القاحل يبدو وكأنه حفر بالليزر، انه بمثابة “خرافة ظلامية” حول الدمار والموت والولادة والانهاك الجنسي واعادة الخلق، ولا ننسى وجود الزوجين الطيبين: داني ماكبرايد وايمي سيميتز.
*الفيلم يستند لمقولة فضائية حكيمة: في هذا الوقت، في الفضاء الخارجي لن يسمعك احد وأنت تصرخ!
يبدأ الشريط بالشاب واي لاند(جاي بيرس)، وهو يحاضر لصنيعه الروبوتي دافيد (فاسبندر)، حول غموض وتعقيد عملية الخلق، طالبا منه ان يعزف على البيانو معزوفة فاجنر الخالدة “دخول الآلهة” (لفالهالا): يتم هذا الحدث قبل مشروع البروميثيوس، ثم ننتقل لعشر سنوات للأمام، وتحديدا في نهاية فيلم بروميثوس عندما تضع نعومي راباس (اليزابيت شو) رأس دافيد المقطوع في حقيبة لتنطلق لكوكب المهندسين…نحن الآن في العام 2019، حيث تنقل المركبة الفضائية “كوفننت”(الميثاق) ألفي مستوطن لكوكب ناء اسمه “اوريغاسي” لبدء حياة بشرية جديدة، ولكن رسالة غنائية غامضة ومفاجئة ومشفرة باسم المغني الشهير “جون دينفر”، تدعوهم لكوكب قريب ملائم للحياة البشرية، ونظرا لمعاناتهم الحديثة التي تركت ضحايا، ينحاز معظم الفريق للخيار السهل، ويذهبون لاكتشاف الكوكب، حيث الهواء قابل للتنفس مع وجود حقول القمح المكتمل النمو…فقط الضابط (قوية الملاحظة) دانيلس (واترستون) تلاحظ عدم وجود الطيور، او ضجيج الحيوانات في الكوكب الغريب، ولكن سطح الكوكب يبدو مأهولا بكائنات فضائية شرسة تدعى “كسينومورفس” (بشكل حيوانات زاحفة شرسة تشبه الديناصورات )، كما توجد بيوض كثيرة لكائنات زاحفة مرعبة: تشبتيوسترس وزينومورفس (تم تخليقها مخبريا خصيصا لهذه السلسة الفضائية الغرائبية)، وهناك كمبيوتر ضخم وشامل ونظام حجر صحي صارم، كما أن الغبار الأرضي يحتوي ضمنيا على حلقات من الهباء المحتوي على البيوض، والتي تدخل الجسم بمجرد الدعس على الأرض، يستحوذ فاسبندر بشخصيتيه المحورتين على معظم مشاهد هذا الفيلم، الذي يتحدث عن الخلق والدمار والعجز والأحلام وهيمنة “الذكاء الصناعي” في مستقبل الأيام، يحوي هذا الشريط الشيق على كم كبير من التفاصيل المدهشة، التي حولته لفيلم “رعب وحرب وتشويق وربما أكشن”، وحذفته ربما عن مساره الأصلي، وعمقت غموضه ومتاهته، كما أضعفت قوته…
في المشاهد الأخيرة تعود مركبة “الكوفنانت” لرحلتها باتجاه كوكب “اوريجاي-6″، ويعود الناجون من الطاقم لكابينات السبات المغلقة، وأخيرا عندما ينجح والتر من وضع “دانييل” لسريرها المغلق، تتحقق وتشعر فجاة بحدسها أنه “دافيد” الشرير وليس “والتر “الطيب”، ولكنها تطلق صرخة رعب شديدة، عاجزة عن الهرب من مرقدها، وقبل ان تسقط في النوم “الرقادي” الطويل، وقد شبهت ذلك بفزع المحتضر الذي يزوره ملاك الموت في اللحظات الأخيرة من حياته وهو يعاني من “سكرة الموت”، ليخبره بان مصيره الحتمي الختامي سيكون جهنم وبئس المصير، حيث لا مجال عنده لفرصة اخرى…ويبدو أن نتيجة القتال الضاري بين “الروبوتين” كان لمصلحة دافيد، وقد ترك المخرج ذلك غامضا بقصد، ثم يقوم صاحبنا بخبث بوضع بيوض “الآليين” في مخزن أجنات البشر المجمدة، لكي تفتك بها وتتغذى عليها لاحقا، ويعود مستخدما اسم والتر بتسجيل معلومة تشير لمقتل كافة فريق المركبة بتأثير انفجار كبير حدث في المركبة، ويستثني من ذلك “دانييل وتينيسي”، ولا نعلم لماذا؟
يتبين من سياق الأحداث قبل الأخيرة أن دافيد قام بقصد باطلاق السائل الأسود القاتل على جموع المهندسين “الفضائيين” للتخلص منهم، معتقدا بأن البشر جنس “متخلف” ولا يستحقون السيطرة لوحدهم على المجرة، وعندما يرفض والتر ذلك، يهاجمه دافيد بضراوة، ثم يقبض على “دانييل” ويبلغها بأنه سيفعل معها تماما ما سبق وفعله مع سابقتها الرائدة الجسور “شو”، عندئذ يتدخل والتر ويسمح لدانييل بالهروب والنجاة بنفسها، في حين يهاجم الرائد كود من قبل “كسينومورف” ويقتل، ويهرع تينيسي لانقاذ دانييل والتضافر مع المنتصر ظاهريا “والتر”، حيث يتآزرون معا جميعا لقتل “الكسينومورف” الزاحف للمركبة، كما ينجح “كسينومورف” آخر بالدخول لجسد لوب والخروج من صدره نافثا الدماء والرعب، ومهاجمهم جميع بضراوة وحشية، فيما ينجح كل من “تينيسي ودانييل” بمحاصرة المخلوق الوحشي الزاحف، قاذفين به لخارج المركبة!
0 تعليق